عدم ترسية طباعة الكتاب المدرسى على بعض المطابع السلفية التى تقدمت للمناقصة وترسية أغلب المناقصة العامة لطباعة الكتاب المدرسى على عدد من المطابع المحسوبة على جماعة الاخوان فتح النار على وزارة التربية والتعليم والتى ستواجه أزمة حتمية بداية العام الدراسى الجديد 2013/2014، نتيجة لعدم ايفاء المطابع بمتطلبات طباعة الكميات المطلوبة من الكتب لبدء العام الجديد، خاصة وأن جميع تلك المطابع لا تمتلك من الأوراق ما يكفى حاجتها لطباعة الكميات المطلوبة منها، وهو ما يعنى أنها ستشترى أوراق الطباعة بالأسعار الجديدة، كما ان تلك المطابع قدرتها الانتاجية ضعيفة، حيث حازت مطبعتى التوفيقية وأم القرى، التى يترأسها احد رجال الاعمال المحسوبين على الاخوان على 8 حزم طباعية لكل مطبعة 4 حزمة بما يعنى أنه ملتزم بتسليم 40 مليون نسخة وهو أكبر من الرقم الذى تلتزم به مطابع بحجم المطابع الأميرية والتى لم تفى رغم حجمها الهائل من المطابع طباعة النسخ المطلوبة خلال لعام الحالى 2012/2013، الأمر الذى يهدد تلك المطابع بالخسارة الأكيدة حال تنفيذ ذلك. ويهدد الوضع الحالى لطباعة الكتب المدرسية بتأخير استلام المدارس للكتاب المدرسى مع العام الدراسى القادم، وربما تمتد الكارثة إلى منصف او نهايات الفصل الدراسى الأول، خاصة فى ظل زيادة أعداد الكتب المدرسية المطبوعة هذا العام بنحو 80 مليون نسخة عن الأعوام السابقة، وهى النسخ التى زادت من جراء اتجاه الوزارة لفصل الأنشطة عن الدروس فى المواد المختلفة. مصادر مسئولة داخل وزارة التربية والتعليم اكدت ل«التحرير»، أن لعبة طباعة الكتب المدرسية يقف وراءها المهندس الإخوانى عدلى القزاز مستشار الوزير لتطوير التعليم والذى يلقب داخل الوزارة بمهندس أزمة طباعة الكتب المدرسية، ودعم القزاز مشروع المستشار القانونى للوزارة طارق الفيل الخاص بتحويل طباعة الكتب من الممارسة المحدودة إلى نظام المناقصة العامة، وذلك بتوجيهات من جماعة الإخوان المسلمين التى يسيطر احد رجالها «عمرو .خ» والذى سبق وان ترشح على قائمة الاخوان فى انتخابات مجلس الشعب السابقة ، على سوق الورق، ويلقب بملك الورق، وهو الذى تبرع للجماعة بفتح مقر لها أسفل مبنى شركته بشارع الجيش، واكدت المصادر أن «توفيق .ش» المحسوب على الجماعة حصل على الضوء الأخضر من قبل ملك الورق الإخوانى، بدعمه لعلم الأخير بالسعر المطروح فى المناقصة، وذلك من أجل استهداف عدد من المطابع الخاصة والقومية . ورغم أن شروط المناقصة تمنع التعاقد من الباطن بين المطابع الفائزة بالطباعة إلا أن وزارة التربية والتعليم، بحسب ما قالته المصادر، أعطت الضوء الأخضر لأصحاب المطابع الفائزة للتعاقد من الباطن مع مطابع أخرى من أجل الانتهاء من طباعة الكتب المدرسية فى المدة المحددة، وهو ما يعنى امتلاك عدد من المطابع المملوكة لجماعة الإخوان المسلمين زمام أمور طباعة الكتب المدرسية من الباطن، وتمتلك الجماعة عددا من المطابع التى لم تظهر فى الصورة بعد على رأسها المطابع التى يملكها القيادى الإخوانى المعروف عاصم شلبى الذى ترأس اتحاد الناشرين المصريين بعد الثورة، وكان مسئولا عن الدعاية الانتخابية والإعلامية لأعضاء الجماعة فى انتخابات البرلمان والرئاسة، وهو والد سندس عاصم رئيس تحرير موقع الإخوان ويب الناطق باسم الجماعة باللغة الإنجليزية وكذلك، «دارالايمان»، و«المدينة»، و«دار الهندسية ب6 أكتوبر»، و«مطابع الاشراف»، و«دار التوزيع والنشر الاسلامية» والتى تقع تحت سيطرة مجلس إدارة إخواني منهم شقيق الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح، ومطبعة دار السلام السلفية، ودار آلاء الرحمن . المصادر، أشارت إلى إن الصفقة التى عقدت بين جماعة الاخوان وبين عدد من المطابع الكبرى المحسوبة عليها فى طباعة الكتب واستبعاد المطابع المحسوبة على السلفيين كانت سببا حتميا فى اشتعال الصراع بين منتمى التيار السلفى المسيطر على تجارة خامات الطباعة والاحبار والتيار الاخوانى المسيطر على تجارة الورق، مما تسبب فى اشتعال سعر خامات الطباعة والاحبار فى السوق بهدف ضرب الصفقة الاخوانية والتأثير على طباعة الكتب، والتى زادت بنسبة 40% عما كانت، وهو الأمر الذى فكر معه عدد من المطابع الخاصة الانسحاب من طباعة الكتب المدرسية، نظرا لارتفاع سعر الدولار،والاحبار والورق، كذلك فقد حاولت بعض المطابع التابعة للمؤسسات الصحفية الاعتذار عن طباعة الكتب المدرسية أيضا إلا أنه جرى عدد من المقابلات بين قيادات من جماعة الاخوان المسيطرة على التعليم، ورؤساء مجالس إدارات تلك الصحف، وتم بناء لتلك اللقاءات السرية الاتفاق على استمرار المطابع الصحفية فى طباعة الكتب المدرسية، على أن تعوض جماعة الإخوان تلك المؤسسات مقابل ذلك بحملات إعلانية مع العام المالى القادم لتعويض خسارتها . المصادر، أوضحت ان مستشار الوزير الاعلامى داخل الوزارة شريكامع احدى المطابع التى رسى عليها الطباعة هذا العام، وهو الامر الذى نفاه المتحدث الرسمى باسم التعليم «محمد السروجى» ل«التحرير» مؤكدا انه ليس شريكا فى اى مطبعة داخل مصر او خارجها، موضحا انه شريك فقط فى عدد من المدارس الخاصة بمحافظة الغربية، مؤكدا انه ليس له علاقة بالطباعة على الاطلاق، قائلا «ان الوزير غنيم شدد على ان الموظف الذى يثبت تورطه فى تسهيلات غير قانونية سيدفع الثمن غالى ،ولذلك لا نسمح لاصحاب المطابع بالتعامل مع موظفى قطاع الكتب مباشرة وانما يتم التعامل من خلال خدمة المواطنيين». من جانبه، اكد محمد مصطفى «صاحب مطبعة راضى وأحد الفائزين فى مناقصة طباعة كتب العام الدارسى المقبل» ان العام الدراسى الجديد بلا كتب مدرسية، قائلا «ابشر الطلاب بتأجيل العام الدراسى المقبل، لان المطابع المرسى عليهاطباعة الكتب لم تستطع الايفاء بها نظرا لعدم قدرتها الانتاجية على طباعة نصف الكمية حتى»، لافتا الى إن الوزارة تصنع أزمة بتحالفها مع بعض مطابع القطاع الخاص الكبار لترسيتها على 5 مطابع بعينها ليطبعوا بالباطن لحسابها الشخصى، موضحا انه التقى بمستشار الوزير الاعلامى قبل اجراء المناقصة وقلت له حرفيا «أنتم عاوزين اية بالضبط»، فرد قائلا «عاوزين اقل سعر 28 مليم» فوافقت على الفور وتحدثت مع بعض مطابع القطاع الخاص والحكومى «الاميرية» ووافقنا جميعا على السعر بشرط توزيع اوامر التوريد فورا نهاية فبراير الماضى، وبهذة الطريقة كان سيشارك 102 مطبعة فى الطباعة، واكد السروجى انه سيعرض الامر على الوزير، ولكننا تفاجئنا بدلا من عرض الامر على الوزير تم تحويل الممارسة المحدودة لمناقصة عامة وترسيتها على 53 مطبعة فقط واستبعاد اكثر من 80 مطبعة، مماتسبب فى تشريد 25 الف اسرة فى القطاع الخاص. مصطفى، كشف ان اكثر من 15 مطبعة تحاول تقديم اعتذارات من الطباعة، ولكن الوزارة رفضت ذلك، موضحا ان فيه اكثر من مطبعة دخلت على حزمة ،بل حملت عليها الوزارة حزمتين نتيجة لقلة عدد المطابع التى رسى عليها الطباعة، وتساءل فى ظل انقطاع التيار الكهربائى بواقع 6 ساعات فى اليوم، وضعف القدرة الانتاجية للمطابع والتى قدرت بمليون و750 الف نسخة للميكنة بالمخالفة عن تقييم الفنى للعام الماضى، كيف يتم الطباعة».! مصطفى قال ان الهدف من المناقصة هو الغاء الكتاب وفرض «الآى باد» على الطلاب، والذى يكلف الدولة 18 مليار جنيه، فى حين ان طباعة الكتاب لايتعدى طباعتها المليار جنيه، مشيرا الى ان هذه الاموال التى سيتم اهدارها فى «الاى باد» من الممكن للوزارة طباعة الكتب المدرسية على مدار 8 اعوام مقبلة .