نيجيريا تدعو لإحياء اللجنة المشتركة مع مصر بعد تعطل 19 عاما

دعا الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان إلى إحياء عمل اللجنة المصرية- النيجيرية المشتركة للإشراف على توسيع نطاق العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأثناء اجتماعه مع حسن يوسف شوقي السفير المصري الجديد في العاصمة النيجيرية أبوجا مساء الثلاثاء، قال جوناثان: إن دور اللجنة التي عقدت آخر اجتماع لها في العام 1991 مهم لعلاقات نيجيريا مع مصر.
وبحسب صحيفة «نيجيريا تريبيون» الصادرة الأربعاء، أكد الرئيس النيجيري للسفير المصري الجديد كامل تعاون ودعم الحكومة الفيدرالية في نيجيريا كي يقوم بأداء مهامه.
وسعت مصر ونيجيريا إلى تنشيط علاقاتهما في الآونة الأخيرة؛ إذ استقبل وزير الخارجية أحمد أبو الغيط نظيره النيجيري هنرى أودين أجوموجوبيا يوم 31 أكتوبر الماضي في القاهرة وتناولا خلال المحادثات سبل تطوير العلاقات الثنائية وتوفير الإطار القانوني المناسب لدفع التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.
وصرح السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أنه تم الاتفاق بين الوزيرين على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بسرعة التصديق على اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات وتوقيع اتفاق مكمل لتجنب الازدواج الضريبي.
وقال المتحدث الرسمى: إن وزيرى خارجية مصر ونيجيريا اتفقا على تنشيط أعمال اللجنة المشتركة بين البلدين والاتفاق على موعد قريب لعقدها خاصة مع تعاظم حجم المصالح المتبادلة بين الجانبين المصري والنيجيري وانسيابية حركة النقل الجوي والتبادل التجاري والاستثماري مع النظر في توفير الإجراءات المسهلة لتسهيل منح التأشيرات لرجال الأعمال وتوفير التسهيلات التجارية، وسبل تلبية الاحتياجات النيجيرية في قطاعات الصحة العامة وصناعة الدواء.
واعتبر المتحدث الرسمي أن التواجد الكبير للشركات المصرية في السوق النيجيري بحجم تعاقدات واستثمارات جاوز 1.5 مليار دولار يعكس متانة العلاقات بين البلدين، كما أن وجود حوالى 200 طبيب مصري بتعاقدات خاصة في نيجيريا يؤكد التواصل الوثيق بين القطاعين الخاصين في البلدين، المدعوم بمساندة حكومية قوية.
ويتزامن التحسن في العلاقات المصرية النيجيرية مع توتر علاقات أبوجا وطهران بعد ضبط الأمن النيجيري شحنة أسلحة في ميناء لاجوس يوم 26 أكتوبر الماضي كانت في طريقها إلى جامبيا التي أعلنت الثلاثاء قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران.
وتشمل شحنة الأسلحة، التي وضعت فى 13 حاوية محملة بالرخام ومواد البناء، مدافع هاون عيار 120 مم و115 مم و108 مم وقنابل هجومية يدوية ومقذوفات مضادة للدروع وأخرى مضادة للطائرات المنخفضة بالإضافة إلى كميات كبيرة من طلقات البنادق الآلية الهجومية عيار7.62 مم.
وتفيد التقارير أن الحاويات تركت في ميناء لاجوس لمدة أسابيع دون أن تمس أو تفتح الأختام التي وضعت عليها لحين تلقي طلب من مصدر الحاويات بنقلها إلى جامبيا، وفقا لوثائق شحنة الأسلحة غير القانونية من إيران التي اعترضتها المخابرات النيجيرية.
وأبلغت نيجيريا أبلغت مجلس الأمن الدولي بأمر هذه الشحنة ومكوناتها ونتائج التحقيقات الأولية بشأنها امتثالا لقرار مجلس الأمن الرقم 1929 لسنة 2007 الذي يفرض عقوبات على إيران وتشكل شحنة الأسلحة خرقا له.
يذكر أن نيجيريا مقبلة على انتخابات في التاسع من شهر أبريل 2011 تشمل رئيس الدولة ونائبه بالتزامن مع انتخابات حكام الولايات ونوابهم. كما ستشهد انتخابات المجالس التشريعية الاتحادية والمحلية فى السادس عشر من الشهر ذاته.
ويعد الرئيس جوناثان المنتمي إلى جنوب البلاد وعرقية «الإيجاوا» المرشح الأبرز والأوفر حظا للفوز فيها انطلاقا من منصة حزب الشعب الديمقراطي الحاكم، وينافسه عتيقو أبو بكر نائب رئيس البلاد السابق الذى سبق له خوض انتخابات 2007 مرشحا عن المعارضة وخسرها أمام الرئيس الراحل عمر يارادوا.
لكن ترشح جوناثان يشكل قضية حساسة تثير انقساما داخل حزب الشعب الديمقراطي لأنه مسيحي من الجنوب، ويقضي العرف بأن يكون المرشح المقبل مسلما من الشمال احتراما لمبدأ تداول السلطة كل ولايتين.