حارت (زُهرة) بينهم جميعاً ... تشوشت أفكارها البسيطة عن مستقبلها ... و رغبت فى الأفضل بطموح إنسانى مشروع ... دفعها الأمل إلى تصديقهم ... سارت وراء أكثرهم وصولية و إنتهازية ... تبعت من يريد نهشها ... بغمامة على عينيها ... لم تستوعب روحها النقية ... تلاعبهم بها و بمقدرتها ... لم تصدق براءتها الفطرية ... جشعهم و مطامعهم فيها ... و من صدق فى حبها ... تراجع عنه لسبب أو لآخر يخصه هو وحده ... لم يبق غيره ... بائع الجرائد ... إبن البلد الغلبان ... على إخلاصه إليها ... فطمعه الوحيد كان حبه إليها ... و غايته الكبرى أن يبقى بجوارها ... فتناست رغبتها فى حياة أفضل ... و عاشت مع من يقرأ الأخبار و يوزعها ... و لا يصنعها ... أو يشارك فيها ... و اليوم ... مازالت ( زُهرة ) حائرة ... حفنة ضئيلة من أبنائها يتصارعون عليها ... و كل منهم يصطنع هدفاً ... أو يتستر وراء علم أو دين ... ليفوز بقطعة منها ... و الكل يزعم أنه يحبها ... بل إن بعضهم يتحدون رغم تضاد إتجاهاتهم من أجل تقسيم الغنيمة ... و مازال محمود و حسن و فتحية و ياسين ... يقرأون الأخبار و لايصنعونها ... مازال أولاد البلد يشاهدون و لا يلعبون ... فهل تبقى ( زُهرة ) حائرة أبداً ؟ أم تقتل حيرتها و تنسى أملها فى حياة أفضل تستحقها منذ زمن بعيد ... أم يقرر أولادها النزول إلى الساحة بعد طول غياب ؟ ... و رحم الله عمنا ... نجيب محفوظ ... فقد إختار لروايته العظيمة ( ميرامار ) ... نهاية لا تستحقها (زُهرة).