أخطاء حسن نافعة

لم أكن أتخيل أن أدائى لواجبى المهنى فى تصحيح خطأ فادح وقع فيه د. حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية والناشط والكاتب، يمكن أن يؤدى إلى هذا المقال الذى نشره أمس، وشن فيه هجوماً كاسحاً ضدى ووصفنى بصفات يعاقب عليها القانون رغم اعترافه ضمناً بصحة كلامى، لكنه حاول تبسيط الخطأ بقوله: «لبس نجم عن خطأ معلوماتى»، وأعطانا «نافعة» خلال مقاله درساً نظرياً عن أنه ليس من المكابرين فى حين أنه عملياً لم يعتذر للقراء، بل راح يفتش فى النوايا ويعيد ممارسة هواياته فى منح ومنع صكوك الوطنية.. واتهمنى «نافعة» فى مقاله بأننى انتقيته من بين ثلاثة وقعوا فى الخطأ ذاته، وأننى تعمدت الإساءة وبسوء نية مبيتة يستحيل تبريره.
لقد نسى «نافعة» أن سبب انتقائى له هو أنه أستاذ للعلوم السياسية وناشط كبير كان يجب أن يقرأ جيداً المادة 76 من الدستور، كما أن حياد الأستاذ وموضوعيته كانت توجب عليه ألا يكون الاعتذار عن الخطأ بهذا التعالى الممزوج بإلقاء الاتهامات يميناً ويساراً على من اكتشف الخطأ.. أما تهمة الترصد وسوء النية التى يتخيلها «نافعة» لكونى تجرأت وصححت له خطأ، فمردود عليها بواقعة قد لا يتذكرها هو، جرت أحداثها فى أواخر العام الماضى حينما حاورت د. نافعة بمكتبه ضمن سلسلة حوارات نُشرت فى «المصرى اليوم» تحت عنوان «مستقبل الحكم فى مصر»
وأخطأ «نافعة» خلال حواره فى المادة 76 أيضاً، وكانت بالنسبة لى مفاجأة مذهلة، وحاولت تصحيحها لكنه صمم على خطئه، حيث ذكر أنه من حق جميع الأحزاب أن تتقدم بمرشحيها لانتخابات الرئاسة 2011، فقلت له: «المادة 76 تتيح هذا الحق للأحزاب التى لها نائب منتخب فى مجلسى الشعب والشورى فقط»، فرد: «لا.. كل الأحزاب لها استثناء لمدة 10 سنوات».. فقلت له: «لا الاستثناء للأحزاب التى لها نائب منتخب فقط لمدة 10 سنوات»، ثم طلب منى «نافعة» مراجعة الدستور وإبلاغه.. وعندما راجعت الدستور اكتشفت صحة رأيى وخطأ «نافعة» ولم أنشر هذا الكلام فى حواره، «وبالمناسبة هذا الحوار مسجل».. وبالتالى فإن خطأ «نافعة» الأخير فى المادة 76 لم يكن مجرد لبس أو خطأ معلوماتى كما فسره.. ولكنه بالنسبة لى تكرار لأخطاء سابقة لم أفصح عنها على مدى عام «ناتجة عن عدم قراءته هذه المادة من الدستور»، ولو كانت النية مبيتة كما يدعى نافعة لنشرت هذا الخطأ ضمن حواره وقتها أو علقت عليه.
لقد حاول «نافعة» فى مقاله، أمس، المكابرة فى خطئه فوقع فى أخطاء أخرى من خلال لغة غلب عليها الانفعال، حيث اعتبر نفسه المعارضة.. والوطنية والتغيير.. وبالتالى فإن من يؤيده سيكون معارضاً وطنياً مع التغيير.. ومن يتجرأ ويصحح أخطاءه فسيكون عكس ذلك، وذلك اتجاه حكومى قديم.. وبالتالى فإن د. نافعة يستخدم «معى» نفس أسلوب الحكومة الذى عانت المعارضة منه.
■ أخيراً عندما أخطأ محرر مجتهد وصغير ب«المصرى اليوم» فى معلومة بخبر يخص د. حسن نافعة ثار أستاذ العلوم السياسية وشن هجوماً على زميلنا بحجة أنه أخطأ معه فى خبر من قبل، وبالطبع مزج هجومه بسيل من الاتهامات، ولم يرق «قلب» نافعة بعد قرار رئيس تحرير «المصرى اليوم» باستبعاد الزميل من عمله، ولا أعرف كيف تتسق مع نفسك الآن وقد كررت الخطأ مرتين فى المادة 76 من الدستور.