صحف أجنبية: مصر تعيش «مأساة درامية» ومرسي فشل فى كسب حلفاء بالخارج والداخل

اهتمت بعض الصحف الأجنبية، الصادرة، الجمعة، بتحليل المشهد السياسي في البلاد، بعد مرور أيام على الإطاحة بحكم محمد مرسي، قائلة إن مصر تعاني «مأساة درامية».
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن «رموز النظام السابق استعادوا قوتهم، بعد ساعات من عزل الجيش أول رئيس مصري منتخب»، وذلك من خلال حملة القمع التي أسفرت عن اعتقال عدد من أعضاء الإخوان المسلمين، وإغلاق قنواتهم، وإعادة مسؤولين سابقين لمناصب قيادية، وهو ما اعتبرته الصحيفة «مؤشرا على عودة الدولة البوليسية».
وأضافت أن «تغيير السلطة بالقوة أدى إلى تفاقم الانقسامات المجتمعية بين الإخوان المسلمين والجهاز الأمنى الذى أسسه حسنى مبارك، إذ احتجزت قوات الأمن مرسى، وبدأت حملة اعتقالات لمئات من الإخوان المسلمين».
فيما قالت صحيفة «واشنطن بوست»، الأمريكية، إن القادة العرب من السعودية إلى سوريا سعداء بالإطاحة بمرسى، ما اعتبرته الصحيفة «لحظة نادرة من الوحدة فى منطقة تتسم بالانقسام، وعدم الديمقراطية، إلى حد كبير».
ورأت الصحيفة أن الاستجابة السعيدة، ردا على إطاحة الجيش بمرسى تؤكد مدى فشل الأخير فى كسب حلفاء بالخارج، مثلما فشل فى الداخل، قائلة إن «مرسى قام بتنفير أصدقاء مصر التقليديين وأعدائها أيضا، على حد سواء، بعد انتهاج سياسة خارجية غير منظمة»، وأضافت: «اختلفت ردود الفعل الدولية، بسبب تعرج مسار السياسة الخارجية لمرسى بين محاولة لتعديل العلاقات المتوترة تاريخيا لمصر مع إيران، وتأييد الجهاد ضد الشيعة فى سوريا».
فيما ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، البريطانية، أن طوابير الوقود، وتدهور قيمة العملة، وانخفاض صناعة السياحة تمثل التحدى الرئيس للاقتصاد المصرى، مشيرة إلى تدهور المشاكل المالية المزمنة فى مصر، والتى تفاقمت، على نحو خطير، منذ انتخاب مرسى، قبل عام، مما يجعل الحكومة الجديدة فى أمَسّ الحاجة إلى أموال وإصلاحات هيكلية.
من جانبها، قالت مجلة «إيكونوميست»، البريطانية، إن مصر تعيش «مأساة درامية»، مضيفة أنه رغم عدم كفاءة مرسى، ولكن الإطاحة به يجب أن تكون «مدعاة للأسف» وليس للاحتفال.
وأوضحت المجلة، فى عددها الأسبوعى، أن الجيش المصرى أنهى رئاسة مرسى بدعم شعبى واسع، ولكن تلك الخطوة لن تساهم فى إنهاء مشاكل الأمة.
ودعت صحيفة «ديلى تليجراف»، البريطانية، الإدارة الأمريكية إلى حث الجيش المصرى على إجراء انتخابات بشكل سريع، مع ضرورة وجود «جدول زمنى».
وفى الصحف الفرنسية، أكدت صحيفة «لوموند» أن ردود فعل المجتمع الدولى والحكومات الغربية على الإطاحة بمرسى تعكس حالة من الانزعاج والقلق بين الإحراج، والتهانى، والإدانة، وسط إعراب عدد من الدول عن استعدادها للعمل مع الحكومة الجديدة فى مصر.
وذكرت الصحيفة أنه بين الحديث عن «ثورة» أو «انقلاب عسكرى»، لم تستخدم أى من القوى الغربية الكبرى مصطلح «انقلاب»، وهو الأمر الذى من المفترض أن تدينه الديمقراطيات، ومع ذلك دعت الدول الغربية إلى انتقال سريع للعملية الديمقراطية.
وقالت الصحيفة إن نجاح الأحزاب الإسلامية فى مصر وتونس كان أقرب إلى «القصص الخيالية» التى ترويها قناة «الجزيرة» القطرية، وسط حديث عن مستقبل مشرق للعالم العربى، حيث الانصهار والتناغم بين الشريعة والديمقراطية والسلام الاجتماعى، تحت رعاية الحكام الملتحين والنساء المحجبات.
من جانبها، قالت صحيفة «لوفيجارو» إن ما حدث «بداية النهاية» للإسلام السياسى فى العالم العربى، مشيرة إلى أن الإسلاميين فى مصر، الآن، فى حالة من الفوضى يقاومون فقط، لحفظ ماء الوجه.
وأضافت الصحيفة أنه من السخف التحدث عن انقلاب عسكرى، والدفاع عن الإخوان المسلمين، بحجة أنهم فازوا فى الانتخابات الرئاسية، بطريقة شرعية، حيث بذلك يتم دعم إسلاميين يريدون تقديم أنفسهم على أنهم ضحايا انقلاب، ومدافعون عن قيم ديمقراطية.
وفى صحيفة «ليكسبريس»، الفرنسية، قال المحلل الفرنسى، المتخصص فى شؤون مصر، جان مارك فيرى، إن مرسى أغضب الشعب المصرى، لمدة عام كامل، بسبب ارتكابه 3 أخطاء، مشيراً إلى أن الخطأ الأول هو عدم قدرته على حل الوضع الاجتماعى والاقتصادى، أما الخطأ الثانى فهو أن جماعة الإخوان المسلمين اعتبرت أنها تمثل مصر كلها، دون الأخذ بعين الاعتبار وجود المعارضة والأقليات، وهو ما دفعهم إلى ارتكاب الخطأ الثالث، وهو تمرير الدستور، وتجاهل القضاء.