تعليم قنا تحصد المركز الأول في مسابقة "الأخصائي المثالي للصحافة"    رسامة قمص بكنيسة الأنبا شنودة بقرية بهجورة في قنا    وزير العمل: لدينا عِمالة ماهرة ومُدربة جاهزة لسوق العمل الخارجي    هشام آمنة: برنامج "مشروعك" نفذ 211.7 ألف مشروع بقروض 28.4 مليار جنيه    توريد 208 آلاف طن قمح لشون وصوامع البحيرة    رئيس جهاز القاهرة الجديدة يجتمع بسكان حى الأندلس بالتجمع الثالث لبحث مطالبهم    «مواني البحر الأحمر»: تصدير 27 ألف طن فوسفات من ميناء سفاجا ووصول 742 سيارة لميناء بورتوفيق    إسرائيل تستدعي سفيرها لدى إسبانيا بعد الاعتراف بفلسطين    طلعت يوسف يحذر لاعبي فيوتشر من نشوة الكونفدرالية قبل مواجهة الزمالك    جوارديولا: أود مشاركة جائزة أفضل مدرب بالدوري الإنجليزي مع أرتيتا وكلوب    جوميز: كنت قريبا من تدريب الأهلي.. وهذا شرط منافستنا على الدوري    موعد مباراة ريال مدريد ضد بوروسيا دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا.. والقنوات الناقلة    تقارير: ماكرون يفشل في إقناع بيريز بالتخلي عن مبابي من أجل الأولمبياد    رفع 1090 حالة إشغال طريق خلال حملات مكبرة بالبحيرة    الداخلية: ضبط 480 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    7 سنوات للمتهمين بالتنقيب عن الآثار فى عين شمس    أحمد حلمي يتبرع بخاتم عسل أسود في مزاد خيري بأستراليا    بروتوكول تعاون بين نقابة السينمائيين واتحاد الفنانين العرب والغردقة لسينما الشباب    صحة المنيا: حملات مكثفة لمكافحة مسببات وناقلات الأمراض    الصحة: برنامج تدريبي لأعضاء إدارات الحوكمة بمديريات الصحة في 6 محافظات    مساعد وزير الصحة يكشف تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية    الأكبر سنا والمربع السكني.. قرارات هامة من «التعليم» قبل التقديم للصف الأول الابتدائي 2024    للمرة الأولى منذ "طوفان الأقصى".. بن جفير يقتحم المسجد الأقصى    إقامة صلاة الجنازة على رئيسي وعبداللهيان في طهران    هيئة شئون الأسرى: قوات الاحتلال تعتقل 12 فلسطينيا بالضفة الغربية    رئيس حزب الجيل: فخور بموقف مصر الحاسم تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة    بإجمالي 37.3 مليار جنيه.. هيئة قناة السويس تكشف ل«خطة النواب» تفاصيل موازنتها الجديدة    لمواليد برج القوس.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024    في محو أمنية .. مصطفى خاطر مؤلف روايات    فدوى مواهب تخرج عن صمتها وترد على حملات المهاجمين    الأزهر يطلق صفحة مستقلة بفيس بوك لوحدة بيان لمواجهة الإلحاد والفكر اللادينى    تقديم 4599 طلباً للحصول على شهادة بيانات عقار للتصالح بالفيوم    توريد 208 ألف طن قمح لشون وصوامع البحيرة    التكييف في الصيف.. كيف يمكن أن يكون وسيلة لإصابتك بأمراض الرئة والتنفس؟    قمة عربية فى ظروف استثنائية    تعديلات جديدة على قانون الفصل بسبب تعاطي المخدرات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    هربا من الحر للموت.. دفن جثتى شابين ماتا غرقا بنهر النيل في الصف    رئيس مياه القناة: استخراج جذور الأشجار من مواسير قرية الأبطال وتطهير الشبكات    لأول مرة .. انعقاد مجلس الحديث بمسجد الفتح بالزقازيق    طلاب جامعة الإسكندرية في أول ماراثون رياضي صيفي    دار الإفتاء توضح أفضل دعاء للحر.. اللَّهُمَّ أَجِرْنِى مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ    هكذا تظهر دنيا سمير غانم في فيلم "روكي الغلابة"    استطلاع رأى 82% من المواطنين:استكمال التعليم الجامعى للفتيات أهم من زواجهن    سيدة «المغربلين»    طلاب جامعة القاهرة يحصدون المركزين المتميز والأول فى مسابقة جسر اللغة الصينية    طلاب الشهادة الإعدادية في الإسكندرية يؤدون امتحان الهندسة والحاسب الآلي    دبلوماسي سابق: الإدارة الأمريكية تواطأت مع إسرائيل وتخطت قواعد العمل الدبلوماسي    عباس أبو الحسن بعد دهسه سيدتين: أترك مصيري للقضاء.. وضميري يحتم عليّ رعايتهما    رئيس نادي إنبي يكشف حقيقة انتقال محمد حمدي للأهلي    قرار جديد من الاتحاد الإفريقي بشأن نهائي أبطال إفريقيا    طريقة صنع السينابون بالقرفة.. نكهة المحلَّات ولذَّة الطعم    مأساة غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في قصف تجمع لنازحين وسط القطاع    شاهد.. حمادة هلال ل إسلام سعد: «بطلت البدل وبقيت حلاق»    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    الأرصاد: الموجة الحارة ستبدأ في الانكسار تدريجياً يوم الجمعة    جوميز: عبدالله السعيد مثل بيرلو.. وشيكابالا يحتاج وقتا طويلا لاسترجاع قوته    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد دحلان رئيس جهاز الأمن الوقائى الفلسطينى السابق: مصر الخاسر الوحيد من العدوان على غزة

لا تحدث أزمة داخل فلسطين إلا وتجده طرفا، ومتهما فى التسبب فيها، تتهمه حركة حماس بالخيانة والعمالة، وهو يتهمها بالارتباط بمحاور إقليمية وعدم الاهتمام بالمشروع الوطنى الفلسطينى، إنه رئيس جهاز الأمن الوقائى السابق محمد دحلان، الذى على الرغم من تركه منصبه الحكومى منذ عام ونصف إلا أنه لايزال متهما من قبل حماس بالاتفاق مع إسرائيل فى الضربة العسكرية الأخيرة على غزة.
دحلان أكد فى حواره ل«المصرى اليوم» أن مصر هى الخاسر الوحيد من العدوان على غزة، بسبب ما أسماه «جنون» حركة حماس، وقال إن حماس ليست إلا ورقة صغيرة جدا فى لعبة إيران وسوريا وحزب الله الذين يريدون محاربة إسرائيل حتى آخر فلسطينى، وشن هجوما على الحركات الإسلامية والإخوان المسلمين، وقال إن أفكارهم فضفاضة، وأنهم لا يفيدون الأمم بشيء، وكان معه الحوار التالى:
■ رغم تركك للعمل الحكومى منذ ما يقرب العام ونصف العام إلا أن الاتهامات ما زالت تطاردك، وآخرها كان خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة بقطاع غزة، بأنك أعددت 400 عنصر من فتح فى القاهرة للسيطرة على غزة ومعبر رفح، فكيف ترد على هذه الاتهامات؟
النميمة فى العالم العربى عادة المهزومين والمكسورين والذين لا يوجد لديهم أفق ومن أغلقت الدنيا فى وجههم، وأنا “تستهويني” فكرة كون الإخوان المسلمين ضدى، فأنا ليبرالى متفتح لا أخاف من الإخوان المسلمين ولا يمكن أن أستسلم لأفكارهم السوداء والعمياء، وما نطلق عليه فى فلسطين “هشك بشك”، فنحن نرى الآن كيف دمر الشعب الفلسطينى، ورغم ذلك تقول “حماس” أنها انتصرت، لا يهمنى ما يقولونه عنى، بل يهمنى الأفكار التى أتبناها وهل هناك من يؤيدنى أم لا، وأعتقد أن أغلبية الناس تؤيد موقفى الآن، بعدما تأكدوا أننى كنت على حق، وأن تحذيرى من “حماس” كان فى محله.
■ ولماذا تحذر من حماس؟
- لأن مشروع حركة حماس ليس له علاقة بالقضية الفلسطينية، إنما هو مشروع إسلامى أممى وهمى، يضخم الأمور ولا يصل إلى نتائج، وأنا لا تزعجنى إطلاقا المعركة مع الإخوان المسلمين، فأنا أتبنى الموقف المتوازن والمنطقى الباحث عن مصلحة الشعب الفلسطينى، وأترك هؤلاء يفرحون بزيادة عدد الشهداء حتى يجدوا شيئا يتحدثون عنه،
 بينما أنا لدى مشروع وطنى، وكلما استطعت توفير دم شهيد أفعل ذلك، ومشروعى الوطنى، لا يوجد له خارج الحدود أى ارتباط سوى تجنيد المجتمع العربى والدولى حتى نصل إلى حل للقضية، دون السعى وراء دولة أممية أو قومية، هذا هو الفرق بينى وبين مشروع الإخوان المسلمين العائم الفضفاض، الذى لم ينجح فى أى مكان منذ 1920، فجميع الدول العربية حررت بواسطة حركات وطنية فى المغرب والجزائر وليبيا و حتى مصر .
■ أحد الاتهامات التى وجهت لك أنك كنت على علم بالضربة العسكرية الإسرائيلية، وعقدت لقاء مع قادة إسرائيل؟
- أنا لا أشارك فى أى لقاءات ما دمت خارج الحكومة، وأتساءل من الغبى الذى لم يعرف بالضربة، كل الخطط كانت منشورة باستثناء توقيتها، ومن لا يعرف فهو غبى، وأتساءل لماذا أبقت حماس ضباطها يذبحون بهذه الطريقة المهينة التى تفطر القلوب فى المقار الأمنية، أنا عندما كنت فى السلطة وأسمع عن تهديدات كنت أعيد المساجين إلى منازلهم وأخلى كل المقار الأمنية، وأبقى حارساً أو اثنين عليها، وكان الزهار ينتقدنا ويقول عنا قوات الإخلاء، نعم قوات إخلاء، لأن حياة المواطن مهمة ومقدسة، لا يشرفنا أن نعد شهداء، بل أن نحمى الأرواح، لم تكن الضربة العسكرية سرا، ولا يوجدشىء سرى فى إسرائيل سوى القنبلة النووية.
■ بما أن الجميع كان يعلم بالضربة، فما رأيك فى الانتقادات التى وجهت لمصر بسبب استقبالها وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى قبل الضربة مباشرة، واتهام القاهرة بأنها كانت تعلم بموعد الضربة؟
- إسرائيل خبيثة فى ذلك، وأتذكر أن بيجن فعل نفس الشيء قبل ضرب المفاعل النووى، لكن هذه المرة كانت الضربة معروفة، وأنا لا أريد أن أضع نفسى مكان القيادة المصرية، لتحديد ما إذا كان من المناسب استقبال ليفنى أم لا، وإن كنت أعتقد أن استقبال ليفنى لم يكن فى توقيته الصحيح لأن وقت الضربة كان معروفا، وأنا قلت لأبو مازن إن الضربة ستكون الأحد وإسرائيل ضربت غزة السبت، لكن يبدو أن حماس اعتبرت أن هذا مجرد تهويش وغرت بقوتها، انا أشفق على حماس سياسيا، فهى تبحث دائما عن متهم، وهى بريئة، لأن الإخوان المسلمين لا يمكن أن يعترفوا بخطئهم، فهم لا ينطقون عن الهوى.
■ هناك ضغوط دولية كثيرة على مصر بشأن منع التهريب عبر الأنفاق الحدودية، خاصة بعد الحرب، فكيف تراها؟
- مصر هى الخاسر الوحيد من جنون حماس، وبسبب التحريض الإسرائيلى اقتطع الكونجرس 200 مليون دولار من المعونة الأمريكية، وأسيء لها، وفى هذه الحرب هوجمت مصر بشدة، وصار الباكستانى يقول على مصر أن تفتح معبر رفح، وكأن القضية هى معبر رفح، لأن الإخوان المسلمين صمموا معركتهم على مصر، وأنا أحسد مصر على صبرها على جنون حماس، فهى لا تحتاج إلى أحد ليشهد على دورها، ولولاها لسحق ما تبقى من الفلسطينيين، لأن إيران وسوريا وحزب الله يريدون أن يقاتلوا إسرائيل حتى آخر فلسطينى.
■ وكيف ترى الموقف الآن بعد الأحداث الأخيرة؟
- ما حدث كان مسرحية إسرائيلية كاملة، من طرف واحد، أوقعت فيها حركة “حماس” ببساطة شديدة، ولم يكن الهدف هو إزاحة حماس من غزة، ومساندة أبو مازن فى الضفة الغربية، بل كان الهدف هو ارتكاب جريمة سياسية، لإدخال الشعب فى متاهة جديدة، ليتحول النظر بدلا من البحث عن دولة فلسطينية إلى البحث عن شؤون اجتماعية ومساعدات ووكالة غوث لغزة، مع تكريس فكرة الانقسام بين الضفة وغزة، وإلهاء الأمة العربية فى المشاكل، إسرائيل أنجزت إنجازات من هذه الحرب لم تكن تحلم بها، العالم كله تحرك بسببها، ونحن نفكر هل انتصرت حماس أم لا، أنا لا أريد أن أوجه اللوم لحماس،
أريد فقط عمل كشف حساب منذ اليوم الأول لحكم حماس وحتى وقف إطلاق النار، وأتساءل هل من يريد الدخول فى معركة عسكرية مع إسرائيل يلجأ لخصومة مع مصر أو مع أبو مازن أو مع السلطة كما فعلت حماس بوعود إيرانية أثبتت أنها كانت وما زالت كاذبة، نجحت إسرائيل فى تحقيق هدفها الاستراتيجى وهو ضرب القضية الوطنية، وخلق كيانين مستقلين مختلفين، وتحويل القضية السياسية إلى إنسانية،
وما حدث سيأخذ وقتا طويلا لعلاجه، وسنسمع جدلا طويلا عن آلية المساعدات، ويتوقف الحديث عن القدس واللاجئين والحدود، للأسف الشديد حماس أوقعت نفسها وأوقعتنا بشرك، من خلال ارتباطها بطرف إقليمى، مثل إيران وقطر وسوريا، وهى تدرك أن أياً من هذه الأطراف، لن يساعدهم، بدليل خروج مرشد الثورة الإسلامية ليفتى بأنه لا يمكن أرسال جنود للجهاد فى غزة، موجها رسالة للولايات المتحدة بأنه لا علاقة له بالأمر، وكذلك فعل حسن نصر الله، بوصفه الصواريخ التى أطلقت من لبنان على إسرائيل بأنها “صواريخ لقيطة”، إيران وحزب الله خدعا حماس، ولكن هل ستفيق وتدرك الدرس؟.
■ وما توقعاتك أنت هل ستتعلم حماس من الدرس؟
- حماس تتحدث الآن عن الانتصار الربانى، وأنا لا أفهم ما هو مفهوم الانتصار عند الشارع العربى، أنا كوطنى فلسطينى، لا يمكن أن أقر أن الشعب الفلسطينى وحماس هزموا فى المعركة، لكن كسياسى، أقول إن ما حدث نكبة جديدة للشعب الفلسطينى وليس لحماس فقط، بهذا الكم من الشهداء والجرحى، إضافة إلى تدمير جميع المرافق، وتدمير نفسية المواطن الفلسطينى، وكذلك هناك 4 آلاف بيت دمرت تدميرا كاملا، و40 ألف بيت دمرت جزئيا، واختفت معالم المنطقة الشمالية والشرقية فى قطاع غزة، من الممكن أن نتحدث عن الانتصار فى الإعلام، لكن آمل أن يكون داخل حماس موقف تقييمى آخر.
■ وكيف ترى دور المقاومة؟
- على صعيد المقاومة، أنا لا أعتمد على أرقام حماس فى قتلى إسرائيل التى بشرنا بها القيادى فى الحركة محمد نزال، فإسرائيل دولة لا تستطيع أن تخفى قتلاها، وإذا كانت هذه الحرب التى راح ضحيتها كل المجتمع الفلسطينى، قتلت 10 جنود إسرائيليين، فإن هذا يطرح سؤالا كبيرا،
وأذكر هنا كيف استطاع شاب من حركة فتح قتل 12 جنديا ببندقية واحدة قنصا، دون أن يقتل أى مواطن، وكيف قتلنا فى أحداث النفق التى كنت مسؤولا عنها 18 جنديا، مقابل 70 شهيدا فى 48 ساعة، ونحن سلطة أوسلو، والاعلام هو الذى أبز دور المقاومة فى الحرب، وعملت فيها قناة الجزيرة كصوت العرب عام 67، وباقى القنوات عمل كنسخة مشوهة لأحمد سعيد مع احترامى له، لكنه صنع حربه الخاصة، لرفع معنويات الشعوب العربية،
ولكن هناك فرقاً بين 67 وبين 2009، والسؤال هل تستفيد حماس من ذلك، أعتقد أن قيادة حماس فى الخارج لن تستفيد، لأن رئيس مكتبها السياسى خالد مشعل استبدل اسمه بفلسطين من أجل أن يجلس فى اجتماع بالدوحة.
■ إسرائيل اتخذت قرارا بوقف إطلاق النار من جانب واحد، وبعد ذلك أيدت الفصائل ذلك فما رأيك؟
- قيادات فصائل المقاومة أخرجت بيانات متضاربة حول وقف إطلاق النار، ورفضته فى البداية، حتى جاءتها تعليمات بقبوله، القرار الإسرائيلى كان ذكيا، ورغم حجم الجرائم التى ارتكبها فى القطاع، إلا أنه جنى ثمنها سلفا باتفاق أمنى مع الولايات المتحدة، حيث أصبحت حدود إسرائيل الأمنية هى العراق وإيران وسوريا، دون أى مقابل، وذلك على الرغم من ارتكابه “مذابح مقصودة” قتل خلالها أبرياء، مدنيين وأطفالا ونساء،
بينما ارتبكت حماس وتورطت، واتخذت قرار وقف إطلاق النار بطريقة مهينة ليس لها أفق، حماس التى عبر عنها محمود الزهار فى بداية الانتفاضة وقال إن هدفها تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، تراجعت بعد ذلك إلى المطالبة بالعودة إلى ما قبل 28 -9-2000، ثم أصبحت تطالب بوقف إطلاق النار مقابل وقف الاغتيالات، ثم وقف إطلاق نار متبادل، واليوم لا تريد سوى فتح المعابر، التى كانت مفتوحة بموجب اتفاق المعابر الذى أعدته، ولو وافقت إسرائيل على طلبات حماس فسنعود إلى الوضع الذى كنا عليه من قبل،
 فما هو هذا الانتصار العبقرى الذى تم تحقيقه، أليس هذا المسلسل واضحا للجميع، أنا أريد واحداً من الإخوان المسلمين يقول لى انت غلطان، هذه الحرب كشفت المستور وكل الحقائق، وما زال الإخوان يريدون منى أن أصمت، ولكنى لن أفعل، الشعب فى غزة نكب نكبة جديدة، لكن هل أدركت قيادة حماس فى الخارج الدرس، بعد أن تخلى حلفاؤهم عنهم وباعوهم أكاذيب، وباعتهم جماعتهم فى غزة صمودا ومقاومة، وخسائر إسرائيلية كنت أتمنى أن تكون صحيحة، لكنها ليست كذلك، وأعتقد أن قيادة حماس فى الخارج مرتبطة ارتباطا وثيقا بتحالف “المماحكة” أى ما يسمى محور الممانعة، عندما حوصر الرئيس ياسر عرفات لم أر مظاهرة للإخوان المسلمين،
اليوم تحركوا بالجملة، والنتيجة خطابات تليفزيونية، حماس ليست إلا ورقة صغيرة جدا فى اللعبة الإيرانية والسورية لتفاوض عليها الإدارة الأمريكية الجديدة، والحل أن تفهم حماس الدرس وتتجه لمصالحة وطنية، ووحدة الصف ونتجاوز مؤقتا حجم الجرائم التى ارتكبتها حماس ضد الشعب الفلسطينى، ونعود لحكومة توافق وطنى، تؤدى إلى انتخابات.
■ وهل تعتقد أنه إذا عقدت انتخابات ستظهر قوى أخرى على الساحة؟
- لا يوجد نظام سياسى فلسطينى قادر على إدارة الأزمة حاليا، النظام فى خطر، ولدينا فراغ قيادى جاد، لذلك دعا أبو مازن لانتخابات، لكنهم يتجادلون حول شرعيته من عدمها، ويجب أن يعلموا أنه سيظل رئيسا للسلطة حتى تجرى الانتخابات سواء قبلنا أم لم نقبل، وأعتقد أنه فى الانتخابات فإن الشعب الذى جلب حماس، سيقف وقفة ضمير ليختار من يقوده إلى بر الأمان، النجاح فى القيادة ليس بعدد الشهداء، بل بكيفية الوصول إلى الهدف بأقل الخسائر، لا أن تحقق أكبر كم من الخسائر وتغطى عليها بخطب الجمعة، التى لم تعد تقنع الشعب، الزهار كان يقول لأبو عمار إن السلطة لم تحم الشعب،
فماذا فعلت المقاومة للشعب، الزهار اختبأ وترك الشعب يموت، وما جرى يستحق تحقيقاً دولياً ضد إسرائيل لأنه كان ذبحاً جماعياً للمدنيين، ولكننا لا نستطيع أن نستثنى من أدار الشعب الفلسطينى، يجب محاسبة من أخطأ، إسرائيل عقدت لجان تحقيق بعد لبنان، وعاقبت المسؤولين عن الحرب، لكن عندنا ترتكب أخطاء وجرائم وتخرج منتصرا، وتجد القرضاوى يصدر فتوى لمنع انتقاد حماس، فالشعب الفلسطينى ليس فأر تجارب لحماس وسوريا.
■ لو عقدت انتخابات، فهل توجد أسماء يمكن أن تطرح لتولى منصب رئيس السلطة؟
- بعد أبو عمار لم يكن أحد يتصور أن له بديلاً، لكن الشعب الفلسطينى مليء بالقيادات، وأبو مازن هو الرئيس القانونى والدستورى، هناك أزمة قيادة جادة فى فتح، ولو أخذت فتح موقفاً حازماً وصارماً من حماس لما وصلنا لما نحن فيه ولما أخطأت حماس.
أنا مواقفى ليست شخصية من حماس، بل هى لحمايتها من نفسها، والسؤال أين أصبحت حماس اليوم وأين كانت حماس زمان؟!.. وهل رأى الشارع فيها كما هو، بالتأكيد لا، لكنى أعتقد أنه إذا تخلت حماس عن حلفائها الوهميين الذين خذلوها فى الحرب نستطيع أن نبنى نظاماً سياسياً قائماً على فتح وتيار إسلامى.
■ وما هى الأسماء التى يمكن ترشيحها فى حركة فتح؟
- هناك أزمة بنيوية وسياسية وأزمة قيادة فى فتح، أبو مازن وعد بإنجاز المؤتمر الحركى لكن لم يفعل، وهذا تقصير منه، بغض النظر عن الأسباب، وإذا جاءت الانتخابات دون أن تجرى فتح انتخاباتها الداخلية، ستكون كارثة على الحركة وعلى أبو مازن.
■ مع حجم الخلافات فى حركة فتح هل ستستطيع الحركة تحقيق نتائج فى الانتخابات؟
- نعم، وستنجح فى الانتخابات، لكن حماس لن تسمح بإجرائها فى غزة أو غيرها، لأن الإخوان المسلمين يدخلون الانتخابات مجبرين لمرة واحدة لأنها ضد قناعاتهم، وبعد ذلك يبقون فى السلطة للأبد.
■ لو طلب منك ترشيح نفسك لمنصب الرئيس هل ستقبل؟
- أنا لا أريد أن أرشح نفسى لأىشىء، وهناك ضغط على فى هذا المسألة من أبناء غزة، لأننى أنجزت فى مسؤوليات كثيرة وإن أخفقت فى بعضها، لكننى كنت من الذين ساهموا فى عمل الكثير، وكنت أول المقاومين، وعندما دعى إلى السلام كنت أول المتبنين له والمدافعين عنه، لكن قيادة فتح أخطأت فى تقدير حماس واعتبرت الموضوع بينى وبين الحركة شخصىاً، فابتعدت عن السلطة، وأنا أنتظر مثلى مثل أى شخص فى فتح مؤتمر الحركة، ولا أريد منصباً إلا من خلال الانتخابات، وإذا اعتبرت حركة فتح أنها يمكن أن تستمر فى عدم عقد مؤتمر الحزب إلى ما لا نهاية فإنها ترتكب خطأ كبيرا فى حق الحركة والشعب الفلسطينى الذى يذبح.
■ وما هى علاقتك بأبو مازن الآن؟
- علاقة جيدة، لكن أداء قيادة فتح والسلطة لم يكن مثاليا، وكان من المفترض أن يكون أفضل.
■ أعددت اتفاق المعابر، ولكن حماس وجهت له كثيراً من الانتقادات ووصفته باتفاق العار؟
- أنا لا أدعى الفضل وفى كل الاتفاقات الأمنية أخطاء ونقاط ضعف، لأن المفاوضات فيها تنازلات، لكن هذا الاتفاق وضع من أجل الشعب الفلسطينى، وهو الأفضل من حيث التسهيل عليه، أنا فاوضت عليه بتكليف من أبو مازن، ولابد أن أوضح أن معبر رفح ومحور فيلادلفيا لم يكن جزءا من الخطة الإسرائيلية فى الانسحاب من غزة، وإسرائيل أرادت أن تنسحب دون التنسيق مع السلطة، لكن مصر وواشنطن تدخلت فوافقت إسرائيل على تنسيق غير رسمى، وساهمنا فى عمل تغيير جوهرى على الخطة الإسرائيلية،
وتوقف الاتفاق على موافقة مصر حيث قالت إسرائيل إنها ستنسحب من المعبر إذا طلبت مصر ذلك رسميا، وطلبت مصر الانسحاب بعد دقيقة واحدة من معرفة شرط إسرائيل، وكانت المعابر مفتوحة أمام الجميع بموجب الاتفاق، الذى يضم أيضا إنشاء طريق رابط بين الضفة وغزة، وتفعيل الممر الآمن، وعدم تنفيذ إسرائيل لهذا البند ليس مسؤوليتى فأنا مفاوض، حماس تبحث اليوم عن معبر رفح فقط، وهذا المعبر لم يغلق إلا بعد انقلابها فى غزة، حماس تريد الآن العودة للاتفاق الذى وصفته باتفاق العار، وكان بمقدورها تغييره من خلال اللجوء لمنظمة التحرير.
■ لكن حماس تقول إن إسرائيل كانت تتحكم فى المعبر عن طريق منع المراقبين الأوروبيين من الوصول إليه؟
- إسرائيل حاولت منع الأوروبيين من فتح المعبر، وهم رفضوا الانصياع لأوامرها، وحين قالت إسرائيل إنها لا يمكن أن تؤمن حماية للمراقبين أمنت لهم حماية فى غزة وسكنوا داخل القطاع، الأوروبيون كان موقفهم مشرفا ورفضوا الانصياع لإسرائيل، ولم ينسحبوا إلا عندما حدث الانقلاب.
■ مصر وجهت دعوة للفصائل للحوار، فكيف ترى هذه الدعوة، وهل ستستجيب الفصائل لها؟
- ذكرتنى بمصر، حماس والإخوان المسلمين وإيران، قالوا عن مصر ما لم يقله مالك فى الخمر، ثم لم يجدوا جدارا أخيرا لإنقاذ الشعب وحماس وملاذا وبيتا سوى مصر، أنا لست مجاملا، لكننى أدرك دور القاهرة وقدرتها، ولا أحد يستطيع تجاوزها، لا إسرائيل ولا أمريكا ولا سوريا، رغم رأى المعارضة فى الداخل، وموقف الإخوان المسلمين، الذين لا يفيدون الأمم بأىشىء، يجب أن تدرك حماس أن تحالفاتها ميتة، ولا تصلح لإنقاذ الشعب أو لإنقاذهم،
أنا أعرف ماذا قالت قيادة حماس فى الداخل لمصر ولمشعل، قالت لهم اتركوا الشعارات نحن نريد وقف إطلاق النار، وهذا يدعونا للالتزام بالموقف المصرى التقليدى، وهو وقف إطلاق النار، و حكومة وحدة، وانتخابات، هذا هو المخرج لإعادة بناء النظام السياسى الفلسطينى خوفا من الاندثار، المنظمة والتمثيل الفلسطينى فى خطر، وإذا اعتقدت حماس أن تواجدها فى مؤتمر الدوحة كاليتامى يحل المشكلة فهى مخطئة، لأنها ليست إلا ورقة غير مهمة فى محور إيران، مؤقتة تذهب وتأتى.
■ ولو عقد الحوار الذى دعت إليه القاهرة هل ستشارك؟
- أنا لن أشارك فى أى حوار تنفيذى حكومى، أو حوار مع حماس، أنا فقط سأعود إلى العمل الرسمى وإلى العمل الوطنى، وأنا ما زلت محافظا على عضويتى فى المجلس التشريعى، ومجلس الثورة، وتركت الناس تجرب، كانوا يقولون إننى المشكلة، فأصبح أبو مازن هو المشكلة ثم فتح، ثم مصر وغدا ستكون السعودية، هى المشكلة، أنا لن أشارك فى أى حوار لكننى سأؤيده بأى ثمن، ولن أشارك فى عمل تنفيذى لأنه لا يوجد عمل تنفيذى ولا حكومة، فهناك حكومة فى غزة والضفة، وحماس تتحمل المسؤولية، بسبب عدم الحسم من قيادة فتح.
■ هل تعتقد أن الادارة الأمريكية الجديدة من الممكن أن تساهم فى التوصل إلى سلام؟
- إذا بقى الحال العربى والفلسطينى على ما هو عليه، فلن يتحرك أحد، لأن هذا هو أفضل نموذج لعدم تقديم الولايات المتحدة لحل سياسى، بسبب الخلافات بين كل الأطراف واتهام أبو مازن بأنه لا شرعية له، على الرغم من أنه يفاوض بصفته رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية وليس رئيسا للسلطة، وهذا ما فعله أبو عمار فى أوسلو عندما رفع كلمة السلطة الفلسطينية من الاتفاقية، ووضع مكانها منظمة التحرير، فالمنظمة هى صاحبة الحق فى التفاوض والتمثيل الدولى وليس السلطة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.