ذكرت مصادر عربية مطلعة وإعلامية غربية أن زيارة إيهود أولمرت رئيس الوزراء الصهيوني المفاجئة إلى العاصمة الأردنية عمّان يوم الثلاثاء (19/12)، كانت تهدف بالأساس بحث سبل نقل قوات "بدر"، الموالية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى قطاع غزة، لدعم الأخير في مواجهة الحكومة الفلسطينية. وقالت المصادر وموقع قناة "سي ان ان" الأمريكية إن زيارة أولمرت تناولت موضوع نشر قوات بدر، التي يزيد عدد أفرادها عن 1500 عنصر وموجودة في الأردن، في غزة في ظل المواجهة الدامية التي تقودها قوات محمود عباس ضد القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني والحكومة. وكانت الحكومة الصهيونية قد أبدت موافقتها، على دخول مئات من قوات بدر الفلسطينية إلى الأراضي الفلسطينية لتكون قوة بمواجهة الحكومة المنتخبة التي تواجه حصاراً دولياً وتحركات داخلية لإسقاطها، لا سيما وأن الصهاينة وعدد من الأطراف الخارجية قاد قاموا بتزويد حرس عباس بشحنات من الأسلحة استعداداً لإسقاط الحكومة. يشار هنا إلى أن مصادر صحفية عبرية نقلت عن الاستخبارات الصهيونية قولها أن رئيس السلطة عباس طلب من مدير جهاز الأمن الوقائي السابق محمد دحلان، الذي تتهمه "حماس" بقيادة الانقلاب على الحكومة الشرعية، تشكيل قوة عسكرية جديدة لمواجهة القوة المتصاعدة لحركة "حماس". ونقلت صحيفة "معاريف" قبل أيام عن رئيس جهاز الاستخبارات الصهيوني يوفال ديسكن قوله، في تقرير أمني قدمه للحكومة الصهيونية، إن عباس أوكل إلى دحلان مهمة إقامة قوة عسكرية جديدة "تمهيداً لمواجهة عسكرية مع حماس". ويأتي ذلك متزامنًا مع كشف مصادر فلسطينية أن دحلان تلقى عرضاً من عباس، بتولي منصب مستشار الأمن القومي في السلطة، وأن بعض الصلاحيات الأمنية قد أُحيلت بشكل فعلي إلى دحلان، رغم عدم توليه المنصب رسمياً.
