لا شك أن هزائم الأهلى فى اليابان كانت محزنة، ولن أقول مخزية مراعاة للحالة المعنوية للغالبية العظمى من لاعبيه ونجومه وجهازه الفنى ومجلس إدارته وجماهيره العريضة فى مصر والعالم العربى، الذين يشعرون بألم شديد، خاصة أنهم تعودوا على الانتصارات ولم يتذوقوا مرارة الهزيمة منذ نحو أربع سنوات باستثناء الخسارة أمام النجم التونسى فى نهائى دورى الأبطال الموسم قبل الماضى. وعلى الرغم من الهجوم الشديد الذى تعرض له الأهلى من جانب الصحافة ووسائل الإعلام، فإننى أستطيع القول إن القطب الأحمر سيخرج من هذه الأزمة أكثر قوة مما كان عليه، من خلال إدارته الواعية التى بدأت بالفعل فى دراسة أسباب الهزائم وضعف العروض سواء فى اليابان أو الدورى العام، وقررت تجديد دماء الفريق وتدعيم خطوطه بضم نجوم جدد فى يناير المقبل، مع منح الفرصة كاملة للاعبين الشباب وفى مقدمتهم حسين ياسر وهانى العجيزى وأحمد حسن فرج ومحمود سمير والحارس الفلسطينى رمزى صالح، بالإضافة إلى الناشئين الواعدين من أجل الإبقاء عليهم أو منحهم حرية الانتقال إلى أندية أخرى، مع الاعتراف بأن عملية التجديد ليست بالسهولة التى يتصورها البعض وتتوقف بشكل كبير على الاحتفاظ ببعض النجوم من أصحاب الخبرة وفى نفس الوقت تصعيد بعض الناشئين الواعدين وهو ما يقوم به نادى يوفنتوس الإيطالى فى الوقت الحالى للنزول بمتوسط أعمار اللاعبين، بعد أن اقترب من 29 عاماً، ليحتل المركز الرابع بعد ميلان وبولونيا (30 سنة) وإنتر (29) وقد بدأ يوفينتوس فى عملية التجديد بتصعيد 6 لاعبين تتراوح أعمارهم بين 20 و24 سنة وإشراك ثلاثة منهم فى المباريات الثلاث الأخيرة فى الدورى المحلى وكأس دورى الأبطال وإدماجهم مع النجوم العواجيز، وعلى رأسهم الحارس الاحتياطى كليمنتى (38 سنة) والتشيكى نيدفيد (35 سنة) وصانع الألعاب الهداف ديلبييرو (34) والأرجنتينى المتجنس بالجنسية الإيطالية كامورانيزى. وفى السياق نفسه أعجبتنى تصريحات مانويل جوزيه عقب الهزيمة الأخيرة أمام أديليد الأسترالى، واعترافه بأخطائه خلال اللقاء وتصميمه على مواصلة مشواره مع النادى حتى نهاية عقده، وهو ما يعنى إفاقته من الغفوة التى سيطرت عليه خلال الفترة الأخيرة، واعترافه بالكبوة التى يمر بها الفريق، وتصميمه على إكمال مشواره الناجح والعودة إلى الانتصارات وحصد البطولات كما فعل من قبل على مدار أربع سنوات. ويحضرنى قول مارشيللو ليبى، المدير الفنى لمنتخب إيطاليا بطل العالم حين قال «لم ألعب أبداً على النقاط الثلاث، وأفضل أن يقدم فريقى عرضاً جيداً حتى لو خسر بضربة جزاء أو حظ فى الدقيقة الأخيرة»، وهى حكمة أقدمها إلى جميع المدربين على اعتبار أنها تدل على فلسفة ليبى، الذى يفضل العرض الطيب وإسعاد الجماهير على خطف نقاط المباريات غير المستحقة، على عكس المدربين المصريين الذين يرجعون الهزيمة إلى سوء التحكيم وإنحيازهم للمنافسين والهجوم على مدربى الأندية الأخرى وإظهار أخطائهم من خلال سبوبة الفضائيات الرياضية، وقد لا يعرف الكثيرون أن ليبى قد عادل الرقم العالمى فى عدم الهزيمة مع المنتخب الإيطالى، بعد أن خاض 31 مباراة دولية رسمية وودية متتالية دون خسارة واحدة ليتساوى مع بازيل، المدير الفنى للأرجنتين خلال الفترة من عام 91 وحتى 1993 وكليمنتى، المدير الفنى لإسبانيا منذ عام 94 حتى 1998 وأمام ليبى فرصة الانفراد بالرقم فى حالة فوز المنتخب الإيطالى على نظيره البرازيلى خلال اللقاء الذى سيقام على استاد الإمارات فى 10 من فبراير المقبل.