لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.. دعاء نبدأ به يومنا هذا ونصلى وننحر «فصل لربك وانحر».. نفعل ذلك امتثالاً وإظهاراً لتقوى قلوبنا، يقول الله فى سورة الحج «ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» ويقول «لن ينال الله لحومها ولادماؤها ولكن يناله التقوى منكم». أمس الأول اتصل بى أحد الأقارب وقال بصوت كله مرارة: «غداً يقف الحجيج على عرفات، كم تمنيت أن أكون معهم!.. أجلس لأشاهدهم فى التلفاز، وتفيض الدموع بغزارة من عينى! فدخلى محدود، ومتطلبات الحياة كثيرة، ولم يكتب الله لى عمرة أو حجاً، والعمر يمر سريعاً، وكلى شوق!» قلت له: إذا كان الله قد قتر عليك رزقك.. فشوقك الحقيقى للحج مع عدم القدرة يجعل الله يضعه فى ميزان حسناتك، كمن حج حجاً مبروراً وأكثر! أعرف من عاد كما ذهب تصديقاً لقول الشاعر يحج لكيما يغفر الله ذنبه ويرجع وقد حطت عليه ذنوب! وهناك من المحتكرين وتجار السوء من يحج متناسياً أنه إذا حججت بمال أصله دنس.. فما حججت ولكن حجت العير.. ما يقبل الله إلا كل طيبة.. ما كل من حج بيت الله مبرور! حاتم فودة