يفتتح اليوم مهرجان دمشق السينمائى الدولى السابع عشر، والذى تعلن جوائزه فى حفل الختام يوم السبت القادم، ويعتبر ثالث أعرق المهرجانات السينمائية فى العالم العربى بعد قرطاج فى تونس والقاهرة فى مصر، وكان «دمشق» يقام بالتبادل مع قرطاج كل عامين حتى أصبح سنوياً مع الدورة الخامسة عشرة بفضل وزير الثقافة رياض نعسان أغا، ومدير المهرجان الناقد محمد الأحمد، فهذا عام الدورة ال17، وفى الوقت نفسه عام مرور 30 سنة على الدورة الأولى «بدأ قرطاج 1966 والقاهرة 1976 ودمشق 1979». يعرض من مصر فى مسابقة الأفلام الطويلة «المسافر» إخراج أحمد ماهر، و«واحد صفر» إخراج كاملة أبوذكرى، ومن سوريا «باب الجنة» إخراج ماهر كدو، و«مرة أخرى» إخراج جود سعيد، ومن المغرب «كازانجرا» إخراج نور الدين لخمارى، ومن الجزائر «مصطفى بولعيد» إخراج أحمد راشدى، وهو اشتراك عربى متميز، ويشترك فى لجنة التحكيم من مصر الممثل الكبير حسين فهمى، وفى لجنة تحكيم مسابقة الأفلام العربية الممثلة سمية الخشاب. يشهد حفل الافتتاح اليوم تكريم يسرا وليلى علوى وحسين القلا من أعلام السينما المصرية، وكذلك تكريم المغنى هانى شاكر، وإن كان من دون بصمة واضحة فى السينما، ولكن الحدث المتوقع فى حفل الافتتاح حضور فنان السينما البوسنى أمير كوستوريتش، وهو من عظماء صناع الأفلام فى العالم، وفى تاريخ السينما، ويعرض المهرجان مجموعة من أفلامه، وهى المرة الأولى التى يحضر فيها كوستوريتش أحد المهرجانات السينمائية فى العالم العربى. يتميز مهرجان دمشق بكمية ونوعية الأفلام التى تعرض من كل دول العالم، وكذلك بالبرامج التاريخية، وهو يقوم بدور حيوى بالنسبة لعشاق السينما فى سوريا فى ظل قلة عدد دور العرض السينمائية الجيدة، ولذلك كان قرار إقامته سنوياً قراراً صحيحاً، وفى موضعه تماماً. كما يتميز المهرجان بكمية ونوعية الكتب المؤلفة والمترجمة التى يصدرها، والتى لا مثيل لها فى أى مهرجان فى العالم، وليس فقط فى العالم العربى، هنا ينتصر استعراض الثقافة على ثقافة الاستعراض بامتياز. بل إن مهرجان دمشق يقوم بدور حيوى بالنسبة لإنتاج الأفلام السورية، فهو دافع لإنتاج فيلمين على الأقل ليكون عرضهما العالمى الأول فى المهرجان من انتاج مؤسسة السينما التى تنظمه، ورغم أن المؤسسة لا تحتكر الإنتاج، فإن الشركات الخاصة نادراً ما تنتج أفلاماً تساهم فى تطور السينما فى سوريا، وألف مبروك لمهرجان دمشق فى عيده الثلاثين. [email protected]