«الشنة والرنة» التى كانت تحدثها دارا عرض رويال وعلى بابا فى تسعينيات القرن الماضى، بأفلامهما التركية واللبنانية والهندية التى كانت تعرض للمراهقين الهاربين من ساعات الدراسة، راحت، خاصة سينما رويال، فلم تعد السينما كسابق عهدها، ولم يبق منها سوى لافتة عملاقة تحمل اسمها ولمبات محروقة بفعل السنين وعدم التشغيل. لافتة «مغلق للتجديدات» التى تم رفعها على السينما قبل سنوات لم تتغير، ولم تظهر أى آثار لهذه التجديدات، بل أصبحت اللافتة مبرراً مشروعاً على الأقل فى نظر أهالى وكالة البلح وشارع 26 يوليو وبولاق، للاستفادة من السينما على طريقتهم، بتحويلها تدريجياً إلى مول تجارى يضم بضاعتهم من الملابس المستعملة، ومخزن للبضاعة نفسها وقت الضرورة. استاندات عملاقة رفعت عليها الموديلات المستعملة، وأصوات تعلو بالأسعار فى تنافس واضح بين ال7.50 وال5 جنيهات، وكما يعلو صوت الدعاية للبضاعة، يعلو أيضاً صوت الفصال.. والكل يستند إلى مبدأ: «محدش ليه حاجة عندنا واللى بيدينا جنيه يجى ياخده.. إحنا واقفين بفلوسنا». فلوسنا التى يشير إليها الباعة رداً على أى تساؤل حول شرعية وجودهم فى المكان قصدوا بها تلك الجنيهات التى دفعوها إيجاراً للمكان، حيث أكد أحدهم بحدة وغلظة أن صاحب السينما أغلقها وقرر تأجيرها لتجار الملابس فى المنطقة، وقال: ده عرض وطلب، وملوش علاقة بالثقافة والكلام الكبير بتاع بيع الثقافة بالحتة والكيلو، وكمان السينما دى ما كانتش شغالة كويس، إحنا كده عملنا لها حس. منيب الشافعى، رئيس غرفة صناعة السينما، أكد أن مشهد سينما رويال وغيرها من دور عرض الدرجة الثالثة التى تعرض الأفلام القديمة يسىء إلى كل دور العرض، وقال: ممكن يكون صاحبها ما بيحققش ربح من وراها فلجأ إلى هذه الطريقة، وفى رأيى أن إغلاقها نهائياً أو تحويل نشاطها أكرم له. وأضاف: فى النهاية ليس من سلطتى محاسبته على هذا الوضع، كل اللى أقدر أعمله إنى أكلمه بشكل ودى، وأقترح عليه حلولاً لهذا الوضع.