لاقت ندوة تكريم السينما الهندية ضيف شرف مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ال 33 إقبالا إعلاميا وفنيا كبيرا وشارك بها مجموعة من أشهر السينمائيين الهنود إلي جانب بعض النقاد والموزعين العرب والمصريين. في البداية أشار الناقد فوزي سليمان الذي أدار الندوة إلي أن السينما الهندية هي أكثر السينمات انتشارا في العالم لما تتميز به من خصائص كبيرة ترجع لتاريخها وثقافتها وتقاليدها. كما أشار إلي المخرج الهندي الكبير الراحل سيتياجيت راي مؤسس حركة السينما الجديدة الذي حصل علي جائزة الأوسكار عن مجمل أعماله وهو علي فراش الموت. تغيرات وتناولت الناقدة الهندية شوما شاتيلجي التغيرات التي طرأت علي جوانب عدة للسينما الهندية وبشكل خاص صورة البطل والبطلة وصناعة النجوم والميزانية. فأشارت إلي أن البطل في السبعينات كان شخصية مهمة وهو الذي يحدد نوع الشخصيات التي تعرض في الأفلام وأبرز هؤلاء الأبطال أميتاب باتشان حيث كانت شخصية البطل تجسد كل الإمكانيات. ومع اختفاء شخصية أميتاب اختفت شخصية المرأة التقليدية وأظهرت السيناريوهات المرأة الجذابة شكلا وموضوعا. وجمعت شخصية الفتاة في تلك الأفلام بين القدرة علي الرقص والغناء وتجسيد فكرة الحب الجميل كما في أفلام "الحب في المترو" و"الصفحة التالفة" وغيرها. كما أن تلك الأفلام أنتجت بميزانية صغيرة بعكس ما كان يحدث في الماضي. أما صورة البطل اليوم فيشارك في تكوينها مدرب الرقص ومصمم الملابس والمخرج. كما أكدت شاتيلجي أن الأبطال الآن علي استعداد للقيام بأي دور مما لا يغير من وضعهم ودورهم في صناعة السينما. السوق المصرية أما المنتج بوني كابور رئيس لجنة التحكيم الدولية بالمهرجان والذي ينتمي لعائلة سينمائية فوالده منتج أيضا وأشقاؤه ممثلون فيري أن أفلام الشباك في هذه المرحلة جعلت العالم كله يستهدف أكثر النجاح التجاري. وأضاف أنه ينتمي للسينما التجارية كما وصف السينما الواقعية ب"المستفزة" أحيانا وأكد كابور أنه سيبذل قصاري جهده لفتح السوق المصرية أمام الأفلام الهندية، فقد خلق أميتاب باتشان اسما لنفسه ولكن لدينا أكثر منه وأود أن يري الشعب المصري أفلامنا الأخري ويتقبلها. كما تمني أن يدرك المسئولون عن السينما في مصر نقاط القوة في السينما الهندية ويمنحونها فرصة أكبر للتواجد. منح للدراسة كما قدم المنتج والمخرج الهندي سانديب مروة مدير الأكاديمية الآسيوية للأفلام والتليفزيون أحد أفضل المدارس الخاصة للسينما في الهند، والتي تجتذب طلاباً من أكثر من 40 دولة ويدرس بها 3000 طالب، منحا لتعلم صناعة السينما في الهند. و قدم دعوة مفتوحة للإنتاج المشترك عبر شركته نويدا للفيلم التي شارك من خلالها في إنتاج حوالي 2500 فيلم روائي وبرنامج في أكثر من 70 قناة في العالم. كما دعا مروة صناع الأفلام خاصة المخرجين المصريين إلي عرض أفلامهم في المهرجان السينمائي الهندي الدولي (23 نوفمبر-3 ديسمبر).وأشار مروة في رده علي أحد الأسئلة إلي نجاح ستة أفلام مصرية في مهرجان للأفلام المصرية بنيودلهي. كما أشار السينمائي الكبير أدور جوبا لا كريشنان إلي أن الهند تصنع أفلاما بأكثر من 16 لغة منها اللغة الإنجليزية. وفي كل لغة تطلق السينما التجارية جنبا إلي جنب مع الأفلام رفيعة المستوي الفني. كما أشار إلي تنوع الأفلام الهندية بالمهرجان. تنوع الأفلام وفي هذا السياق فرق الناقد السينمائي السوري صلاح سرميني بين أفلام بوليوود الناطقة باللغة الهندية والمنتشرة في كل أنحاء العالم، والأفلام الهندية باللغة الماراتية والتاميلية والبنجالية وهي أفلام خاصة بأقليمها أي أنه لكل إقليم هندي سينما خاصة به بسبب تعدد اللغات وهذه السينمات تواجه صعوبات في التوزيع. وأكد سرميني أن نجوم السينما الهنود يعدون نصف آلهة ولهم معابد خاصة ويقف أبطالهم الجدد كآشوريا راي ووشهرو خان اليوم جنبا إلي جنب مع أميتاب باتشان ومن خلالهم بدأ العالم يتعرف علي السينما الهندية. كما أشار الناقد المقيم بفرنسا إلي الاهتمام الفرنسي بسينما المؤلف خصوصا مع سيتياجيت راي. وفي عام 2000 عرض فيلم "بنداس" في مهرجان كان كما انتبه الغرب مع فيلم "جودا أكبر" الذي عرض في أكبر دور عرض بباريس مؤخرا إلي السينما الهندية المختلفة عن السينما الأمريكية والأوروبية. وأشار سرميني علي توفر الأفلام الهندية بالمتحف الوطني للفنون الآسيوية بباريس والذي يتمكن من خلال مشاهداته به من دراسة هذه السينما الكبيرة. كما أكد أن الفيلم الهندي يختلف تماما عن أي سينما في العالم فهو يحمل مشاهد غير صريحة ومع التعود يتذوق المشاهد هذه السينما ويمكنه أن يستمتع بها ربما أكثر من السينما الغربية. وتحدث فيكاس سواروب قنصل الهند في اليابان وكاتب قصة فيلم "المليونير المتشرد" الحائز علي أوسكار العام الماضي عن تغير بوليوود السبعينات عنها في مطلع القرن 21 وتغير رؤية المشاهدين لأفلامها. فقد كانت قصص الأفلام الهندية في الماضي غير مقنعة ويمكن أن نطلق عليها أفلام الأشباح. أما اليوم فصناع السينما يتناولون موضوعات أخري كالإرهاب وحقوق الإنسان وغيرها فقد أصبح هناك اهتمام بالسيناريو حيث رفض المشاهدون بعض الأفلام التي لم تكتب علي نحو جيد. ويمكن أن نقول إن "المليونير المتشرد" فيلم بوليوودي صنع بأسلوب هوليوود. ويقول سواروب كنت في حفل الأوسكار أعتقد أن الفيلم الذي حاز علي العديد من الجوائز يعكس وصول السينما الهندية إلي 25 مليوناً من أصل هندي يعيشون بالخارج. وتمني أن يصبح الفيلم مصدر إلهام لأجيال من صناع السينما في الهند. تجارب توزيع أما الموزع السينمائي المصري المعروف أنطوان زند فقد أشار لحماسه للسينما الهندية وإلي نجاح فيلم "سنجام" في مصر حيث كان الشباب يرددون أغنيته في كل مكان. وقد اتفق زند عام 2001 مع المنتج الهندي باش جوهار الذي تحمس لإعادة الفيلم الهندي إلي مصر علي توزيع فيلمه" كبي كوتشي كبي جم" وهو الفيلم الذي جمع كوكبة من الممثلين منهم أميتاب باتشان وصورت بعض لقطاته بمنطقة الأهرامات بالجيزة. وبوفاة جوهار توقفت محاولات توزيع الفيلم الهندي في مصر. وأشارت السيدة حورية مدير مكتب بديع صبحي أول موزع للفيلم الهندي في مصر في سنوات العصر الذهبي للسينما الهندية (85-95) إلي البداية عام 85 بفيلم لأميتاب باتشان ولأن الدعاية وصلت ل 200 ألف جنيه فلم يحقق الفيلم مكاسب لكنه كسب شهرة واسعة للفيلم الهندي في مصر. وهي الشهرة التي تحولت إلي مكاسب كبيرة من خلال فيلم "جومار". إلا أن المنتجين الهنود رفعوا الأسعار إلي 50 ألف دولار وحددت الدولة عرض الفيلم لمدة خمسة أسابيع مما تعذر من تحقيق مكاسب فاضطر الموزع للتوقف.وقد أكدت حورية ضرورة تنازل المنتج الهندي ماديا وعرض الفيلم الهندي في مصر في نفس وقت عرضه بالهند بسبب انتشار الفضائيات والبث علي الانترنت الذي لا يسمح بوجود فارق في التوقيت. واتفق زند مع حورية علي ضرورة تقديم مسئولي السينما الهندية بعض الدعم للعرض في مصر سواء من خلال ثمن النسخة أو الدعاية. وأعلن زند عن تعاقده علي توزيع الفيلم الهندي "اسمي خان" للممثل الهندي الأول شهرو خان في مصر. وفي رده علي أحد الاسئلة و أكد أنه لا يخشي المنافسة بل يرحب بها. كما أشار إلي ضرورة الاستمرارية في العرض كمفتاح للنجاح فعرض فيلم واحد لبعض الأسابيع لا يكفي لنجاح تجربة عرض الأفلام في مصر. بل يجب التعاقد علي عرض 10 أو 15 فيلما لاستهداف الجمهور المطلوب. واقترح سرمدي إقامة مهرجان سنوي دولي للسينما الهندية في مصر بدعم من السفارة الهندية لاختبار مدي إقبال الجمهور المصري يتم بعده التفكير في توزيع مختارات من الأفلام الهندية. وردا علي سؤال حول قيمة السينما الهندية للجمهور المصري أكد سليمان تشابه المشاعر والقيم الهندية والمصرية إلي جانب توفر المتعة الفنية بالأفلام الهندية. وأشار زند إلي أهمية التعدد السينمائي بالسوق المصرية لزيادة إقبال الجمهور علي السينما بصفة عامة.وأكدت حورية أن الأفلام الهندية التي عرضها الراحل بديع صبحي لم تمنع الجمهور المصري عن مشاهدة أفلام عادل إمام أو محمود عبد العزيز السينما الهندية والأزمة المالية العالمية وردا علي سؤال للناقدة فريدة مرعي حول تأثر السينما الهندية بالأزمة المالية العالمية أكد كابور أنه لا توجد مشكلة إنتاج لأن إيرادات الشباك لم تظهر أي تأثر بالأزمة في العام الماضي. بينما لا حظت شتايلجي انخفاض عدد المشاهدين بدور العرض. وأكدت أن السينمائيين الهنود سيقيمون الأمر مع نهاية العام.