أجهضت قوات الأمن، أمس، مظاهرة لمناصرة المسجد الأقصى، كان مقررًا القيام بها فى الجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة. فيما عم الهدوء معظم المساجد الرئيسية بالقاهرة فى ظل تواجد أمنى مكثف، حيث حاصر حشد من الجنود والضباط مسجدى الفتح والنور. وفرضت القوات حصارًا مشددًا على منطقة الحسين والأزهر والشوارع المؤدية إليها، وذلك بعد إعلان عدد من الحركات السياسية عن مظاهرة للتنديد باقتحام عدد من الجماعات اليهودية المتطرفة المسجد الأقصى، ومنعت عددًا كبيرًا من المصلين من دخول المسجد إلا بعد الاطلاع على البطاقات الشخصية التى تثبت أنهم من سكان المنطقة، كما رفضت دخول عدد من المصورين والصحفيين إلى المسجد. وأجبرت قوات الأمن كل المصلين من أهالى المنطقة المتجهين أمس لصلاة الجمعة بالجامع الأزهر إلى الصلاة بمسجد الحسين، ووضح جليًا أن الأمن أراد محاصرة كل المتواجدين فى منطقة محددة وهى ساحة مسجد الحسين. و قام ضباط بإجبار محمد عبدالقدوس، مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، على مغادرة المكان بمجرد وصوله إلى ساحة المسجد الأزهر، حيث استقل سيارة تاكسى بصحبة أحد ضباط أمن الدولة، ورافقه الأخير حتى وصوله منزله بالزمالك . واستهجن عبدالقدوس فى تصريح ل«المصرى اليوم» تعامل الأجهزة الأمنية مع المتظاهرين، منوهًا بأن المناسبة التى تجمع النشطاء السياسيون من أجلها تعد قضية قومية ولا تمس أحدًا من رموز الدولة، ولا تضر أحدًا. وأوضح أن الضابط الذى رافقه فى السيارة قال له: «كويس أننا نتركك لتصلى فى بيتكم، بدلا من الصلاة فى (بوكس) الشرطة»، وأضاف ساخرًا: «كما أجبرنى الضابط على دفع أجرة التاكسى». وشارك فى الوقفة الاحتجاجية الرمزية داخل الأزهر، عدد من القوى السياسية، منها جماعة الإخوان المسلمين، وأعضاء من حزب العمل «المجمد»، وبعض أعضاء مجلس الشعب ومنهم، محمد البلتاجى، عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين. ولم تشهد الوقفة أى مشاحنات أو مصادمات بين الأمن والمتظاهرين، لقيام القوات بالسيطرة على الموقف من البداية. فمع بداية أذان الجمعة قامت قوات الأمن بإغلاق كل الطرق المؤدية إلى مسجد الأزهر، وظهر رجال أمن بالزى المدنى وأجبروا المصلين على دخول النفق المؤدى لمسجد الحسين للصلاة هناك. وأمام مدخل النفق المقابل لمسجد الحسين وضع الأمن حواجز امنية لتفتيش المصلين، خاصة من يحملون حقائب مما أدى لازدياد درجة الزحام أمام البوابة، ليفضل بعض المصلين الذهاب سريعًا إلى مسجد صالح الجعفرى هربًا من الكثافة الأمنية حول المصلين. وبداخل مسجد الحسين تواجد عشرات من الرجال الأمن بالزى الرسمى والمدنى بجانب المنبر وخلف المصلين، بالإضافة إلى مئات اللافتات التابعة للمجلس الأعلى لطرق الصوفية. ولم يشر الدكتور سعيد محمد محمد على، إمام وخطيب المسجد، إلى أحداث مسجد الأقصى التى سببت هذا التواجد الأمنى الكثيف داخل المسجد، واكتفى فى خطبته بالدعاء لآل البيت وسيرة الصحابى عمر بن الخطاب. من جانبه أكد محمد مهدى عاكف، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، مشاركة الجماعة فى أحداث الأمس بمنطقة الأزهر والحسين عن طريق محمد عبدالقدوس، مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين. وأضاف عاكف ل«المصرى اليوم»: «لم يشارك أحد من جماعة الإخوان المسلمين سوى عبدالقدوس»، مضيفاً بأن قوات الأمن منعته من أداء صلاة الجمعة، واصفًا ذلك بأنه «تهريج» وعدم «مبالاة» بحريات العامة وحقوق الإنسان. إلى ذلك قال الدكتور عبده البردويل، أمين عام لجنة التنسيق بين النقابات المعنية فى دمياط، إن اللجنة الشعبية لدعم الشعب الفلسطينى أدانت فى بيان لها قيام بعض الصهاينة تحت حماية وحراسة الشرطة الإسرائيلية بتدنيس المسجد الأقصى، موضحًا أن البيان طالب الحكام العرب والمسلمين بالتخلى عن «مواقفهم السلبية»، والدعوة لمؤتمر عربى إسلامى يحدد الخطوات الواجب اتباعها سياسياً واقتصادياً وإعلامياً وعسكرياً لردع «العدو الصهيونى عن التمادى فى عدوانه، وأنه يجب سحب المبادرة العربية للسلام تماماً، ووقف التطبيع مع إسرائيل ودعم جهاد المقاومة الفلسطينية مادياً ومعنوياً وإعلامياً».