فرضت قوات الأمن المركزى، حصارًا أمنيًا مشددًا على مساجد الأزهر والحسين والفتح، منذ الساعات الأولى لصباح يوم أمس الجمعة، وأغلقت جميع الأبواب المؤدية إلى داخل مسجد الأزهر، عدا مدخل «قايتباى» المواجه لنفق عبور المشاة، للتحكم فى دخول وخروج المصلين، وعقب انتهاء صلاة الجمعة حاول عدد من المصلين - بينهم محمد عبدالقدوس مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين الخروج من المسجد للتظاهر إلا أن قوات الأمن منعتهم وردد عدد منهم الهتافات المؤيدة للشعب الفلسطيني، تطالب بحل عملى للأزمة التى يعانى منها أهل غزة وطالب المتظاهرون بقطع العلاقات مع إسرائيل وطرد سفيرها من القاهرة ووقف تصدير الغاز إليها ومنعت قوات الأمن المصلين من الخروج من الجامع الأزهر وتمكن عدد منهم من الخروج بعد انتهاء الصلاة بما يزيد على الساعة إلا الربع، مما جعل مئات المصلين يتظاهرون داخل ساحة المسجد وهو مادفع الأمن إلى الاشتباك معهم داخل الساحة مما أسفر عن وقوع إصابات عديدة بين المصلين، وتم نقل بعضهم إلى المستشفيات القريبة من المسجد. فيما تظاهر عدد من المواطنين، أسفل كوبرى الأزهر، فى مظاهرة شارك بها مئات المواطنين، وقام الأمن بفضها بالقوة، مما دفع عدد من أصحاب المحال التجارية بالشارع إلى إغلاق محالهم، خوفًا من تعرضهم لخسائر. وشهد مسجد الفتح وميدان رمسيس أمس، حصارًا مشددًا من قوات الأمن المركزى وشرطة مكافحة الشغب وفرق الكاراتيه أثناء صلاة الجمعة. كانت القوات قد شددت حصارها على المسجد منذ الساعات الأولى من صباح أمس وأغلقت الشوارع المؤدية إليه كما أغلقت مداخل محطات مترو الأنفاق. وقال شهود عيان إن الأمن منع الباعة الجائلين من أمام المسجد وألغى موقف الميكروباص الموجود بجانب المسجد المتجه إلى الحسين والأزهر والدراسة والغورية، كما أغلق المقاهى فى المنطقة ومنع وقوف المارة فى الشوارع، وقام بتغيير حركة سيرهم من وقت إلى الآخر. وأكدوا أن أفراد أمن - بزى مدنى - احتلوا بعض أماكن الصلاة فى الساحة الرئيسية للمسجد وعلى مداخل الأبواب، مما جعل المصلين يبتعدون عن هذه الأماكن وظلت أماكن الوضوء لأكثر من نصف ساعة مخصصة لخدمة قوات الأمن وسط الضجيج، الذى جاء بسبب دخولهم بالأحذية. مع بداية خطبة الجمعة أغلق الأمن المسجد واستبعد المصلين من دخول المسجد ووجههم إلى ساحات خارجه. وقال عدد من أصحاب المتاجر فى الفجالة إن الأمن ألقى القبض على عدد من المارة المتجهين إلى المسجد للاشتباه بهم وتم احتجازهم داخل سيارات الترحيلات المتمركزة على نواصى الشوارع الجانبية أمام المسجد. وبعد انتهاء الصلاة شهدت منطقة ميدان رمسيس تحركات سريعة من فرق الأمن المركزى لإخلاء جميع الشوارع أمام المصلين وتوجيههم إلى شارع عماد الدين. كما أغلقت إشارات المرور لأكثر من نصف ساعة عند خروج المصلين من المسجد، وشهدت منطقة الفجالة والسبتية انطلاق 3 مظاهرات لجماعة الإخوان المسلمين، إحداها مظاهرة نسائية رددت المشاركات فيها شعارات الإخوان المسلمين ونددن فيها بالموقف المصرى، وانسحبت عدد من الفرق الأمنية من أمام المسجد متوجهة لمظاهرة السيدات، مما أتاح لمجموعة أخرى من الرجال الوقوف أمام شارع الفجالة لترديد شعارات الإخوان والمطالبة بفتح معبر رفح، واتخاذ موقف حازم ضد إسرائيل. ومع انشغال الأمن بحصار مظاهرات الفجالة لسيدات وشباب الإخوان وقف عدد من المدونين المنتمين للإخوان أمام إحدى «حارات» الفجالة للدعاء لضحايا غزة من العدوان الإسرائيلى، مما جعل أصحاب المتاجر والسكان لإبعادهم بعد تجمع فرق الكاراتيه. وتم إلقاء القبض على النائب الإخوانى حازم فاروق من شارع الفجالة عقب اشتراكه فى مظاهرة داخل مسجد الفتح، وترددت أنباء عن القبض على محمد عبدالقدوس، مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، وقالت زوجته فى اتصال هاتفى مع «المصرى اليوم» إن اتصالها به ان قطع قبل صلاة الجمعة مباشرة. وشاهدت «المصرى اليوم» خروج 6 سيارات لترحيلات الأمن المركزى تحمل مجموعة من الشباب يرددن شعارات الإخوان من النوافذ الصغيرة كذلك خروج إحدى السيارات من شارع جانبى المسجد تحمل عددًا آخر من المتظاهرين. فى سياق متصل، تم منع واستبعاد محررى «المصرى اليوم» أثناء تغطيتهما الأحداث فى منطقتى الأزهر ورمسيس والتعامل معهما بقوة رغم إظهارهما كارنيه الجريدة، وتم احتجازهما مع عدد من الصحفيين وإرغامهما على المغاردة بصحبة أفراد من الأمن. وطالب الشيخ صلاح نصار، إمام وخطيب الجامع الأزهر، فى خطبة الجمعة، الأمة العربية والمسلمين، بالتمسك بوحدتهم والوقوف صفاً واحداً، لمواجهة عدوهم المشترك، والتصدى لحالة الوهن التى أصابت الأمة، وشدد على ضرورة الأخذ بأسباب النصر حتى تتحقق للأمة وحدتها وتستعيد مكانتها اللائقة بين الأمم، وطالب باستمرار تقديم الإعانات المادية والمعنوية للفلسطينيين.