الآلاف يتظاهرون بعد صلاة الجمعة فى القاهرة والمحافظات دفاعاً عن «الأقصى»

نظم آلاف المصلين أمس مظاهرات غاضبة فى عدد من مساجد القاهرة والمحافظات للتنديد بالغطرسة الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية والتهديدات اليهودية المستمرة للمسجد الأقصى، رغم التواجدات الأمنية المكثفة حول المساجد.
فى الجامع الأزهر احتشد نحو 1500 مصل عقب صلاة الجمعة للتنديد بالموقف الإسلامى والعربى المتخاذل تجاه التهديدات اليهودية للمسجد الأقصى والقدس، ورددوا هتافات: «يا علماء المسلمين.. الحكام خانوا الدين» و «يا حكومات الاستسلام.. الإسلام لن ينام» و «يا أقصانا لا تهتم.. راح نفديك بالروح والدم».
وحاصرت أجهزة وقوات الأمن الجامع الأزهر وتواجدت سيارات الأمن المركزى والشرطة بصورة مكثفة منذ الصباح الباكر حول الجامع وتم منع مئات المصلين من الدخول لأداء صلاة الجمعة.
وفى مسجد عمرو بن العاص تمكن العشرات من ناشطى حزب العمل المجمد من تنظيم مظاهرة داخل المسجد نددوا خلالها بما يتعرض له المسجد الأقصى، داعين إلى أن يقوم كل فرد فى المجتمع بدوره على أكمل وجه سواء فى المصنع أو المزرعة أو المكتب، مشيرين إلى أن الإتقان فى العمل هو «دعم غير مباشر» للمجاهدين فى سبيل الله، وطالبوا بأن يتم تطوير السلاح المصرى بعقول مصرية حتى لا يعرف أعداؤنا «سر الأسرار» فى تصنيع السلاح.
وردد المتظاهرون هتافات: «يا أقصانا لا تهتم.. راح نفديك بالروح والدم»، و«لا إله إلا الله.. الصهيونى عدو الله.. والأمريكى كمان وياه» وحملوا لافتات كتب عليها «إنه قدسنا وأقصانا لا مبكانا ولا هيكلهم»، و«الأقصى فى خطر».
وجاءت المظاهرة رغم الحصار الأمنى المشدد الذى شهده جامع عمرو بن العاص ومحاصرة المئات من جنود الأمن المركزى لأبواب المسجد ومنع المصورين والصحفيين من الدخول والاعتداء على طاقم تصوير برنامج 90 دقيقة، والاستيلاء على شريط الفيديو الخاص بهم فيما ألقى الأمن القبض على العشرات من المتظاهرين بعد انتهاء المظاهرة واصطحبهم فى كردون أمنى إلى خارج المسجد.
وندد محمد السخاوى، أمين تنظيم حزب العمل، بموقف الحكام العرب من الخطر الذى يتعرض له المسجد الأقصى، متهمهم بالتواطؤ مع العدو الصهيونى، مشيراً إلى أن منعهم من تنظيم الفعاليات لنصرة غزة لن يثنيهم عن نصرته.
بينما حاصرت قوات الأمن مسجدى «الفتح والحسين» تحسبا لمظاهرات «مناصرة مسجد الأقصى»، التى دعا إليها الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، بتخصيص يوم أمس يوم «نصرة الأقصى» عقب الانتهاء من صلاة الجمعة.
وشددت القوات الأمنية حصارها حول مسجد الإمام الحسين، حيث انتشرت سيارات الأمن المركزى على جانبى شارع الأزهر، وفى الساحة الكبرى لمسجد الحسين بالإضافة إلى عشرات من أفراد الأمن بالزى «الميرى» والمدنى التفوا حول المسجد لمراقبة تحركات المصلين.
ومنعت قوات الأمن المصلين المارة من الدخول إلى مسجد الأزهر مع بداية أذان صلاة الجمعة وإجبارهم على الدخول فى النفق المؤدى لمسجد الحسين الذى امتلأ أيضاً بعدد من أفراد الأمن الذين دفعوا المصلين للاتجاه إلى مسجد الحسين.
وشهد مسجد الحسين ازدحاماً شديداً من المصلين بعد إغلاق الجامع الأزهر وسط حصار سيارات الأمن المركزى وعدد من أفراد الأمن.
وتذمر عدد من مريدى الطرق الصوفية من الإجراءات الأمنية وعمليات تفتيش الحقائب وقراءة اللافتات التى اصطحبوها وتحمل اسم الطريقة والمحافظة التابعين لها، فيما خصص أبناء العصابات الهاشمية ذات الأصول السودانية الدعاء أمام ضريح الحسين لحماية المسجد الأقصى وطلب النصرة للمسلمين.
وفى مسجد الفتح دعا إمام وخطيب المسجد المسلمين فى أرجاء العالم الإسلامى إلى انتفاضة من أجل «المسجد الأقصى» وحمّل حكام وملوك المسلمين مسؤولية الوقوف مع الأقصى.
وفى محافظة الشرقية، نظم أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وعدد من المواطنين وقفات احتجاجية فى مدن المحافظة نددوا خلالها بموقف الحكومات العربية مما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات إسرائيلية، ورفعوا خلالها لافتات مكتوباً عليها «لبيك يا أقصى» و«أين حكام العرب» ورددوا هتافات: «يا أقصانا لا تهتم.. راح نفديك بالروح والدم»، و«يا حكام المسلمين.. فين النخوة وفين الدين».
كما نظمت القوى السياسية بدمياط وقفة احتجاجية أمام مسجد البحر بمدينة دمياط للتنديد بالانتهاكات التى يتعرض لها المسجد الأقصى، وردد المتظاهرون هتافات تستنكر الصمت العربى وتطالب بطرد السفير الأسرائيلى من مصر، وأصدرت أحزاب المعارضة والإخوان بيانا تطالب فيه بموقف موحد يعبر عن رفض أى مساس بالأقصى.
وأجهضت أجهزة الأمن فى المحافظات مظاهرات التضامن مع المسجد الأقصى بعد صلاة الجمعة أمس، ففى أسيوط شددت أجهزة الأمن من إجراءاتها لمنع المظاهرات المنددة بالانتهاكات الإسرائيلية فى المسجد الأقصى، حيث اصطفت سيارات الأمن المركزى و«السيارات المدرعة» بالميادين والشوارع الرئيسية، خاصة أمام مسجد أبوالجود وخشبة والهلالى والمسجد الأموى ومكة.