د. عبد الحميد الغزالي: مواقف الحكام المتخاذلة ضوء أخضر الصهاينة للاعتداء على مقدساتنا! كتب: محمد أبو المجد// بالرغم من قيام قوات الأمن بتحويل منطقة الأزهر إلى ثكنة عسكرية وإغلاق كل الشوارع المؤدية إلى الجامع من كل الاتجاهات ومنع الصلاة فى بالأزهر فى سابقة هى الأولى من نوعها منذ إنشاء الجامع الأزهر، إلا أن الجماهير المحتشدة التي جاءت لتلبية دعوة حزب العمل نجحت في التعبير عن نفسها ورفضها للانتهاكات الصهيونية للمسجد الأقصى.. ورفضها أيضا لممارسات النظام المصري؛ ونظمت مظاهرة كبيرة أمام مسجد الحسين وفي شارع خان الخليلي وسط حصار أمني مكثَّف واعتقالات لكوادر حزب العمل وجماعة الإخوان.. بعدما منعت الشرطة الجماهير من الصلاة بالأزهر حتى وصل عدد المصلين به -طبقا لشهود العيان- 100 شخص على أقصى تقدير!! ونفس الشئ حدث في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة حيث حاصر الصهاينة المسجد الأقصى ودنسوا باحته وأطلقوا النارَ وقنابلَ الغاز المسيلة للدموع على المصلين في باحة الأقصى وأصابوا 17 فلسطينيًّا، إلا أن الصهاينة كانوا أفضل حالا منا حيث سمحوا لأكثر من 9000 شخص بالصلاة لمن يزيد سنُّه على 45 عامًا!!. وكان العديد من القوى قد استجابت لهذه الدعوة وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين الذين قرروا تنظيم مؤتمر داخل صحن الأزهر عقب صلاة الجمعة اليوم.. وبينما تقوم قوات غفيرة من الأمن باغلاق المنطقة من الجهتين: جهة الدراسة وجهة ميدان العتبة، كما قامت بسحب البطاقات الشخصية من النشطاء الإسلاميين فى حزب العمل وغيره لارباكهم وشغلهم عن الهدف الرئيسى. ويقول رجال الشرطة للمصلين اذهبوا للصلاة فى مسجد آخر كما يفعل جنود اليهود حول المسجد الأقصى، ولم يترك الأمن أى حارة أو زقاق جانبى بدون اغلاق وتحولت المنطقة الى ثكنة عسكرية، واعتقلت قوات الأمن عدد من شباب حزب العمل عرفنا من بينهم محمد محمود عبد السلام وإسلام جاد وتم ترحيلهم بسيارات الأمن لجهة غير معلومة.
منع القيادات والاعتداء على الصحفيين وقد شمل المنع أيضًا بعض قادة القوى الوطنية والسياسية وفي مقدمتهم قادة حزب العمل مثل الدكتور مجدي قرقر الأمين العام المساعد وبعض كوادر الحزب الذين تم القبض على بعضهم، كما منع الأمن د. عبد الحميد الغزالي ود. جمال حشمت من جماعة الإخوان المسلمين من الدخول إلى الجامع الأزهر, بالإضافة إلى الصحفيين وبعض مراسلي القنوات الفضائية والذين تم الاعتداء على بعضهم بالسب والضرب ومنهم مراسل "الشعب" الذي تم منعه من الدخول وتهديده بالاعتقال, ولوحظ قيام مخبري وضباط أمن الدولة باعتلاء أسطح الجامع الأزهر والمباني المحيطة به وتصوير المتظاهرين بالفيديو. وعلى أثر تلك الممارسات الأمنية الغير مسئولة, قام المواطنون بالتظاهر في الشارع أمام الجامع الأزهر وجامع الحسين, حيث رددوا الهتافات المنددة بالممارسات الصهيونية بحق المسجد الأقصى وكان أبرزها "حسبنا الله ونعم الوكيل", " بالروح بالدم نفديك ياأقصى", " ياحكامنا ساكتين ليه.. فاضل بعد الأقصى ايه". مظاهرة الحسين وتعهد المتظاهرون أمام مسجد الحسين بتقديم أرواحهم رخيصة فداء لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين, ونددوا بصمت الحكام المخزي والذي فاق كل الحدود وشجع الصهاينة على الاجتراء على الأقصى بهذا الشكل الفج، وبالرغم من حساسية الموقف وخطورته إلا أن النظام البوليسي المصري يصر على منع الجماهير من التعبير عن غضبهم, وحشدت قواتها بشكل غير مسبوق ومن جميع الأفرع, حيث فوجئ المواطنين بقيام قوات الأمن بإغلاق كل الطرق والمنافذ المؤدية إلى الجامع الأزهر والمنطقة المحيطة به بكردون أمني كثيف من قوات الأمن المركزي والمصفحات التي كانت على أهبة الاستعداد للتدخل في أي وقت, وتم منع كل المركبات والمشاة أيضًا من الدخول, حيث قام الأمن بعمل (كمائن) على كل المنافذ المؤدية إلى المنطقة وتوقيف جميع المواطنين والاطلاع على بطاقاتهم الشخصية. اشتباكات واعتقالات ولكن الأمن قام بتطويق المتظاهرين والاعتداء عليهم واعتقال عدد كبير منهم بعد اشتباكات عنيفة معهم, فقام المتظاهرون بالدخول إلى الشوارع الجانبية واستكمال هتافاتهم, ولكن عصى قوات الأمن المركزي كانت لهم بالمرصاد!! وقد عبر المواطنون عن سخطهم الشديد تجاه تلك الممارسات البوليسية البشعة, وصبوا جام غضبهم على قوات الأمن مطالبين بإقالة "حبيب العادلي" وزير الداخلية ردًا على تلك الأفعال المشينة التي مارستها قواته في الأزهر, وذلك بدلاً من دعم الغضب الشعبى فى هذا الوقت العصيب الذي يقوم فيه الصهاينة بالاعتداء على المسجد الأقصى المبارك! وحاول بعض المصلين دخول الجامع الأزهر فطاردتهم الشرطة في شارع ضيق رددوا فيه هتافات منها (اشهد اشهد يا زمان منعوا صلاة الجمعة کمان)، ويأتى هذا التطور لخنق الصوت الجماهيرى المحتج والمدافع عن الاقصى الشريف الذى يهدم أمام أعيننا ولم يعد هناك أى قطرة من الحياء أو الدين عند هذا النظام بحيث لم يعد يهتم بابراز تضامنه العملى مع اليهود فى هدم المسجد الأقصى. الغزالي يهاجم النظام وقد التقت "الشعب" بالدكتور عبد الحميد الغزالي أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة والقيادي الإخواني البارز, والذي تم منعه من دخول الجامع الأزهر والاعتداء عليه بالسب, حيث أكد في تصريح خاص أن ما شهده الجامع الأزهر اليوم من أحداث استفزازية من الأمن هو وصمة عار في جبين هذا النظام, فكيف يتم منع أي مواطن من دخول المسجد وأداء فريضة الصلاة؟!! فضلاً عن انتهاك حقه في التعبير عن رأيه بشكل سلمي, مما سيدفعه إلى انتهاج وسائل أخرى للتعبير عن غضبه ليست من مصلحة النظام. واعتبر الغزالي أن ما حدث اليوم يمثل قمة الإذعان للعدو الصهيوني الذي لم يكن ليجرؤ على الإقدام على مثل هذه الحماقات بحق الأقصى لولا علمه مسبقًا بعدم استطاعة الحكام العرب باتخاذ مواقف وقرارات حاسمة لردعه, ولكنهم يردعون شعوبهم بكل قوة وبطش. وطالب الغزالي الحكام العرب بأن يستشعروا المسئولية ويتجاوبوا مع الشارع في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الصراع العربي الصهيوني والتي بات الأقصى (قبلة المسلمين الأولى ومأوى أفئدتهم) في قلب الخطر منها أكثر من أي وقت وهو ما يشكل خطًا أحمر لدى الشعوب مما سيدفعها لاكتساح كل الخونة والعملاء والانتفاض ضد الظلم والطغيان. الوحدة واليقظة.. أهم الخطوات وشدد الغزالي على وجوب وحدة الصف الفلسطيني في هذا الظرف العصيب, معتبرًا أنها واجب شرعي, ومطالبًا أطراف النزاع بأن يحكموا مصالح الأمة على أي أهواء أو خلافات يختلقها العملاء من داخل فلسطين لإلهاء الأمة بها وتمهيد الأرض للصهاينة ليفعلوا ما يريدون. ووجه الغزالي رسالة إلى الشعوب مطالبًا إياهم باليقظة تجاه ما يحدث للأمة في الداخل والخارج, وممارسة الضغط على الأنظمة بشتى السبل حتى يتبنوا مواقفًا وطنية تجاه تلك الأحداث, ومشددًا على ضرورة إعادة إحياء المقاطعة الصارمة لكل ما هو أمريكي أو صهيوني. *** رؤية حزب العمل ويرى حزب العمل أن اليهود أقبلوا على هذه الجريمة بمنتهى الارتياح لأنهم يعرفون موقف حكام العرب وعلى رأسهم الحلف الثلاثى الجديد: نظم مصر والسعودية والأردن؛ ويأتى هذا التطور فى اطار التصعيد المكشوف للنظام ضد الشعب والمعارضة بهدف خنق كل هوامش حرية الوجود التنظيمى المستقل وماتبقى من هامش حرية التعبير. اما فيما يتعلق بالمسجد الأقصى الأسير فاننا كمسلمين الآن على المحك أمام الله هل سنصمت على تدمير المسجد الأقصى خوفا من فرعون وهامان وجنودهما.. تحرك أيها الشعب من كل المساجد واجعلوا أرض مصر كلها أرض مقاومة للطاغية وزبانيته.. اخرجوا من المساجد اليوم وفى كل صلاة حتى نغلق سفارة الكيان الصهيوني ونزيح الطغيان ونفتح باب الجهاد.