احتشد أكثر من خمسة آلاف متظاهر من أعضاء النقابات المهنية وممثلي مختلف الاتجاهات الإسلامية والقومية والاشتراكية في مصر أمام نقابة المحامين في وسط القاهرة احتجاجا على قيام صحف أوروبية بنشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول الكريم . وردد المتظاهرون شعارات من قبيل " يسقط الطغيان .. النرويج والأمريكان .. والحكام الأعوان" و " مطلب كل المصريين قفل سفارة وطرد سفير" و" إحنا بنسأل فين الأزهر أمتي صوت الحق هيظهر؟"و" خيبر خيبر يا يهود جيش محمد بدأ يعود" و" بالروح بالدم نفديك يا رسول". وندد المتظاهرون بنشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم تحت دعوى حرية الرأي والتعبير ، مؤكدين أن تلك الحرية يجب ألا تمس الأديان ، كما نددوا بموقف الأزهر والحكومات العربية التي لم تتخذ موقفا حاسما تجاه سفراء الدول التي أساءت إلى شخص الرسول الكريم. ونددوا أيضا بموقف وزراء الإعلام العرب الذين لم يتخذوا في اجتماعهم الأخير بمقر جامعة الدول العربية أي موقف تجاه ما يتعرض له الإسلام من هجمات. وأشادوا بموقف السعودية وإيران والسودان وليبيا والتي قامت بسحب سفرائها من الدول التي نشرت الرسوم والتي تداولتها نقلا عن الصحف الدنمركية والنرويجية. وأكد المشاركون في التظاهرة أن الإساءة إلى شخص الرسول تأتى ضمن حملة صهيونية منظمة يتزعمها الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي سبق له وان أعلن عن حرب صليبية على العرب والمسلمين. وطالبوا منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية والحكومات العربية بإغلاق سفارات الدول التي نشرت وتبنت تلك الهجمة على الإسلام وإعلان المقاطعة الاقتصادية لها وسحب البعثات الدبلوماسية العربية منها. وطالبوا الدول الخليجية بإيقاف ضخ البترول لتلك الدول عقابا لهم على ما نشروه من إساءات للدين الإسلامي ولرسول الله صلوات الله وسلامه عليه. وتحدث في المؤتمر عدد كبير من نشطاء الحركات الوطنية والإسلامية منهم نقيب المحامين سامح عاشور وأمين عام نقابة المحامين سيف الإسلام البنا، ووكيل نقابة الصحفيين الإخواني محمد عبد القدوس ومجدي حسين أمين عام حزب العمل المجمد، وخالد بدوي عضو مجلس نقابة المحامين ونائب الإخوان السابق الدكتور جمال حشمت وأمين صندوق نقابة المحامين محمد طوسون طالبوا جميعا الحكومات العربية والإسلامية بضرورة الضغط المكثف على الحكومات الغربية عبر الأممالمتحدة وبكافة السبل بالإسراع بإقرار تشريعات تجرم الاعتداء على الأديان السماوية وعلى الرسول الكريم. وقال رئيس اتحاد المحامين العرب ونقيب المحاميين المصريين سامح عاشور إن الإساءة التي نشرتها تلك الصحف الأوروبية لم تطل الرسول لأنه في حفظ الله تعالى وإنما طالت الحكام العرب الذين لم يتحركوا كما يقتضى الأمر واكتفوا ببعض الادانات دون أي تحرك فاعل. وأشار عاشور إلى أن الأزمة التي تتعرض لها الأمة من هجمات تشارك فيها القوى المتربصة بها وبالإسلام إنما ترجع إلى التزام الأمة الصمت تجاه كل ما تقوم به الولاياتالمتحدةالأمريكية في العالم العربي لصالح المشروع الصهيوني. ودعا نقيب المحامين الأمة العربية إلى إعلان الصراع الحقيقي ضد قوى الطغيان الأمريكي الاسرائيلى حتى تجبرها على الانصياع لها وعدم التجرؤ على التطاول على مقدساتها. ودعا عاشور المحامين المصريين والعرب وكل المهنيين في الدول العربية للدخول في إضراب يوم الخميس القادم التاسع من فبراير الجاري حتى الثانية عشرة من ظهر نفس اليوم كرسالة إلى العالم وذلك من اجل الدين الإسلامي ورفعة الأمة العربية. وأشار ممثل نقابة الصحفيين محمد عبد القدوس إلى أن التحرك المصري تجاه الأزمة بدأ متأخرا فضلا عن عدم السماح للمتظاهرين بالجامع الأزهر يوم الجمعة الماضي بالخروج للشوارع ، مؤكدا أن تلك السياسة تسير في إطار الحفاظ على مصالح الدول الأخرى دون النظر إلى شخص الرسول الكريم ومكانته. وأصدرت نقابة المحامين بيانا طالبت فيه تعميم المقاطعة الشعبية لهذه الدول المتطاولة على مقدسات المسلمين والتي تجرأت على إهانة الرسول الكريم ، مؤكدة أن الاعتذار وحده لا يكفي . كما أصدرت حركة الاشتراكيون الثوريون بيانا انتقدت فيه عنصرية الغرب وتطرفه في التطاول على الرسول الكريم للمسلمين كما انتقدت مواقف الحكام العرب المتخاذلة من التصدي لهذه الحملة العنصرية من قبل الغرب ووصفتهم بالنفاق الرخيص في مواقفهم المائعة من هذه الحملة الشرسة ضد العرب والمسلمين. من ناحية أخرى ، كشف شهود عيان عن صدور تعليمات من جهات أمنية عليا إلى أجهزة الأمن بعدم الاحتكاك أو استخدام أي نوع من القوة تجاه المظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي تعبر عن غضب الجماهير فيما يتعلق بقضية نشر رسوم كاريكاتيرية تسيء للرسول صلى الله عليه وسلم في عدد من صحف الدول الغربية ، خصوصا أن هذه المظاهرات لا تعادي النظام الذي انتقد بشدة هذه الحملة على رمز الإسلام الأعظم. ولاحظ المشاركون في الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها لجنة الشريعة بنقابة المحامين أمس عدم تدخل قوات الأمن في المظاهرة رغم أنها أوشكت على إغلاق الطرق المؤدي إلى شارع رمسيس ناهيك عن عدم قيامها بوضع متاريس أو حواجز أمنية حول المتظاهرين رغم تزايد أعدادهم وهو ما لم تفعله قوات الأمن في أي مظاهرات سابقة لحركة كفاية أو جماعة الإخوان المسلمين. وقد شهدت المظاهرات عددا من الوقائع غير المعتادة منها صدور أوامر عبر جهاز اللاسلكي للقيادات الأمنية بعدم الاحتكاك بالجماهير وامتصاص أي غضب أو تحرش من جانبهم بقوات الشرطة وهو ما أرجعته مصادر إلى الخوف من حدوث مواجهات دامية تعيد إلى الأذهان ما حدث أمس في ميناء سفاجا عندما تعاملت قوات الشرطة بشكل فج مع ذوي ضحايا العبارة السلام 98 وخوف النظام من توجيه انتقادات دولية في التعامل مع المظاهرات بشكل خاص ومع معارضته بشكل عام.