استمراراً لسياسة فرض الأمر الواقع، كشف مصدر إسرائيلى مسؤول فى ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن أن نتنياهو يريد تسريع الاستيطان فى الضفة الغربيةالمحتلة قبل أى تجميد محتمل تطالب به واشنطن، من خلال التصديق على بناء مئات الوحدات السكنية الجديدة فى يهودا والسامرة، بحيث يتم استثناء هذه الوحدات من أى اتفاق أمريكى- إسرائيلى بشأن تجميد المستوطنات، وتواترت تلك الأنباء بعد ساعات من إعلان التليفزيون الإسرائيلى موافقة نتنياهو على تجميد جزئى لمدة 9 أشهر للاستيطان فى الضفة الغربية، بناء على طلب الولاياتالمتحدة. ونقلت «إذاعة إسرائيل» عن المسؤول الحكومى، الذى لم تكشف عن اسمه، قوله إن نتنياهو «ينوى إعطاء الضوء الأخضر لبناء بضع مئات من المساكن الإضافية فى هذه المستوطنات قبل أن يقرر وقفاً مؤقتاً للبناء»، وأوضح، أنه «يعتزم المصادقة قريباً على بناء مئات الوحدات السكنية الجديدة لاسترضاء الأوساط اليمينية قبل أن يكون على استعداد للإعلان عن تعليق أعمال البناء لعدة أشهر بالمستوطنات فى نطاق الاتفاقات مع الجانب الأمريكى، مقابل بوادر حسن نية من جانب دول عربية معتدلة». وبحسب إعلان التليفزيون الإسرائيلى فى وقت سابق فإن نتنياهو وافق على تجميد يشمل بناء مساكن جديدة فى المستوطنات، لكنه فى المقابل لا يشمل 2500 مسكن قيد البناء حالياً فى هذه المستوطنات، إضافة إلى المبانى العامة، كما لا يشمل الأحياء الاستيطانية فى القدسالشرقية، حيث يعيش 200 ألف إسرائيلى. فى الوقت نفسه، قالت صحيفة «جيروزاليم بوست» إنه تم التوصل إلى اتفاق جزئى بين إسرائيل والولاياتالمتحدة بشأن النشاط الاستيطانى، وأوضحت أن إعلان التليفزيون الإسرائيلى عن موافقة نتنياهو على التجميد الجزئى جاءت نتيجة التوصل إلى اتفاق أمريكى- إسرائيلى، لكنها لم تشر إلى المحادثات التى جرت قبل يومين بينهما فى نيويورك، والتى شارك فيها جورج ميتشل، مبعوث السلام الأمريكى للشرق الأوسط. على الجانب الفلسطينى، قال صلاح التعمرى، مستشار الرئيس الفلسطينى لشؤون الاستيطان والجدار، إن التجميد الجزئى «لا يلبى التطلعات الفلسطينية»، بينما اعتبر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن خطة تسريع الاستيطان فى الضفة المحتلة قبل إقرار أى تجميد «غير مقبولة على الإطلاق». وبدوره، توقع مسؤول رفيع فى الإدارة الأمريكية- رفض الإفصاح عن اسمه- ألا يسفر اجتماع الرئيس باراك أوباما ونتنياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن) فى 23 سبتمبر الجارى، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، عن بدء مفاوضات التسوية النهائية، ناصحاً بخفض سقف الآمال والتوقعات، وأوضح أن الغرض منه هو البدء فى الاتفاق على أسس المفاوضات، مشيراً إلى أنه سيتطرق إلى القضايا الأساسية وهى الأرض والأمن والقدس واللاجئين والمياه، ومحاولة وضع تعريف ل «الأرض» وحدودها وهل تدخل فيها القدسالشرقية والبحر الميت، إضافة لوضع أسس عملية «مقايضة» أراضى المستوطنات، ومدى استعداد إسرائيل بمبادلتها بأراض داخل الخط الأخضر. ميدانياً، شن الطيران الحربى الإسرائيلى غارة جوية على جنوب قطاع غزة، بعد ساعات من إطلاق 5 قذائف هاون من القطاع على إسرائيل، استهدفت، بحسب ناطق عسكرى إسرائيلى، نفقاً قرب الحزام الأمنى الفاصل بين القطاع وإسرائيل، وخلال الغارة، أصيب مزارعان فلسطينيان، بحسب مصادر طبية.