المؤرخ الإغريقى هيرودوت هو صاحب مقولة مصر هبة النيل.. و لو عاش هيرودوت لهذه الأيام لاتهم بالنفاق والعمالة وكلام من هذا القبيل! اختلف الوضع فمصر لم تصبح هبة النيل، ولا تعرف من الأساس أن النيل يشقها من الجنوب إلى الشمال، فالنيل بالنسبة للكثيرين أصبح كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء!! ولذلك تجد قرى كثيرة لا تدخلها المياه، ولا يجدون ريحتها، وينتظرون فنطاسات المياه الملوثة بفروغ الصبر ليشربوا ويقضوا حوائجهم ويدفعوا ثمن كل قطرة مياه، يا للهول على رأى يوسف وهبى! ولا تشغل بالك بعربات الرش ببعض الشوارع أو ملاعب الجولف.. وأضف إلى معلوماتك أن تكلفة رى ملعب «جولف» واحد تكفى لرى حقل أرز كامل، وأن الملعب الواحد للجولف يحتاج إلى 700 ألف متر مكعب من المياه، وهى الكمية التى يمكن أن تغطى احتياجات 15 ألف نسمة من مياه الشرب على مدار عام كامل! لكن بصراحة المسؤولين معذورون، لأنهم أكدوا أن زراعة ملاعب الجولف ستوفر فرص عمل لكثير من شباب العاطلين ودعونا من الزراعة التقليدية للمحاصيل القديمة كالقمح والقطن وغيرها.. والله فيهم الخير!! المهم عندهم إخواتنا المواطنون المرتاحون أهل البورتوهات والمنتجعات منهم يلعبون الجولف وينبسطون على نجيل طبيعى مروى بمياه النيل والمياه الجوفية!! تغور ونقول إن مصر لم تعان من أزمة مياه. وعندما ضرب الجفاف مصر كتب عمر بن الخطاب رسالة وأمر بإلقائها فى النيل وكانت من عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر أما بعد فإن كنت تجرى من قبلك فلا تجر وإن كان الله الواحد القهار الذى يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك. ولم تكن هناك حكومة إلكترونية وحكومة أنالوج! الموضوع محتاج إصراراً من الحكومة وعقد النية والعزم على بل ريق المواطنين!! وما علينا أيضا من التيفود والفشل الكلوى! كل المطلوب من الحكومة التوزيع الأمثل للمياه.. وفصل مياه الشرب عن الصرف الصحى كما فعلت مع الخبز بفصلها الإنتاج عن التوزيع.. وربنا يقويها.. ويسقيها مما تسقينا!! محمد الزمزمى [email protected]