«إلى أبى الروحى وأستاذى العظيم مصطفى بك أمين.. أول من علمنى الكلمة الساخرة والضحكة اللاذعة.. إلى أبى فارس الكلمة الذى أعطانى من خلاصة مثالياته وأستاذيته وعلمنى أن الكتابة فروسية وليست «كلام فارغ»، مع كل الحب من الابن وكل الامتنان للأب.. تلميذك وابنك أحمد رجب». فى فبراير 1984 كتب رجب إهداءه لمصطفى أمين على مقدمة أول كتاب يصدر له «كلاماً فارغاً» الذى احتوى على 18 قصة قصيرة ساخرة وناقدة لسلبيات المجتمع، حالة الموظف الكبير فور علمه بزيارة الوزير المفاجئة، ومعاناة المواطن عند قضاء طلب من مصلحة حكومية، تائها بين سجلاتها واستماراتها ومكاتب موظفيها، وبين كل قصة وقصة رسم كاريكاتيرى معبر بريشة الفنان مصطفى حسين. حقق كتاب رجب الأول نجاحاً ساحقاً وأثبت أنه كلام حقيقى «فى المليان» وليس كلاماً فارغاً، وتحولت آخر قصة فى الكتاب فوزية البرجوازية لفيلم تليفزيونى حمل نفس الاسم، وكما لاقى كتابه الأول رواجاً كبيراً جاء الثانى «نهارك سعيد» ليؤكد أن أحمد رجب يخفى موهبة أكبر وأعمق من الكتابة الصحفية الساخرة. ملامح أديب عاشق ورومانسى لاحت ضمن 14 قصة رومانسية قدمها بتلخيص يقول: «إذا كنت أعزب نهارك أبيض. وإذا كنت متزوجاً نهارك سعيد»، ليتحدث بعده عن علاقة الرجل والمرأة بدقة واستفاضة وبأسلوب ساخر ينهك قارئه من الضحك، وبتميمة الحظ التى رافقت كتابه الأول فوضعته بين مصاف كبار الكتاب والأدباء.. إهداؤه لمصطفى أمين «إلى أستاذى العظيم مصطفى بك أمين الذى علمنى ولايزال يعلمنى.. وكان بين ما علمنى نظرية الاستفادة من الكوارث فاستفدت من كارثة الزواج بتأليف هذا الكتاب.. مع كل حبى.. تلميذك أحمد رجب، مارس 1985». وعلى الرغم من تعدد كتابات رجب عن الحب والزواج باعتبارهما كارثة فإن الدلائل تقول إن أحمد رجب كان ممن عاشوا قصة حب عميقة واستمتعوا بكل لحظاتها وأن الزواج كان تتويجاً للحب الكبير الذى حمله لزوجته «رحمها الله» ودل على ذلك أمران، الأول إهداءاته الرقيقة التى وجهها لها على صفحات أغلب كتبه. أما الثانى فهو كتاباته المستفيضة عن المرأة والتى كشفت عن رجل عاشق للحب والزواج «عندما يداهمك الحب فأنت لن تفرق بين الدكتورة الجامعية وراسبة الإعدادية وبين الجميلة وغير الجميلة فالحب يخفض قوة الإبصار إلى ستة على ستين وقوة البصيرة إلى واحد على عشرة وبذلك يصبح كل ما يصدر عن الحبيبة من جنون هو جميل وأخاذ وباهر ومدهش وكل شىء فى ملامحها ورسمها فتنة تخبل العقل»، تتابعت كتب أحمد رجب عن الحب والمرأة فأصدر كتاب «ضربة فى قلبك» ثم «الحب وسنينه» كتب فيهما 27 قصة عاطفية كخبير بخفايا نفسها وأسرارها ودارس لعقلها وقلبها. وحقق كتاب «أى كلام» أعلى معدلات لتوزيع الكتب فى العالم العربى على الإطلاق، إذ تم توزيع 90 ألف نسخة منه فى أسبوع واحد، وتصدرت أخبار نجاح كتاب رجب الجديد صفحات الجرائد، الذى جمع فيه عدداً من المقالات تحكى عن مواقفه الشخصية مع أصدقائه وأساتذته، وبعض الشخصيات التى التقاها فى حياته وبحكم عمله. تلاه كتاب نال أيضاً نجاحا باهراً اعترف معه أغلب الكتاب الساخرين بأنهم أحبوا الكتابة الساخرة عن طريقه وهو كتاب «صور مقلوبة»، واحتوى على 17 صورة صاغها أحمد رجب ورسمها مصطفى حسين لشخصيات متعددة منها الفصيح والفهلوى والكروى المتعصب والناقد الفنى والمذيع وقدمهم قائلاً: «هذه مجموعة صور مقلوبة لناس يعيشون بيننا، كل صورة منها قد تثير ابتسامتك فى وضعها المقلوب، فلا تحاول أن تعدلها حتى لا تسقط الابتسامة». وكان طبيعياً أن يجمع رجب زاويتيه الشهيرتين فى كتابين هما «1/2 كلمة» و«الفهامة»، بالإضافة إلى كتابين هما «توتة توتة» و«جدا.. جداً.. جداً»، أما كتابه الفنى الوحيد الذى تكلم فيه عن موهبته الغنائية وقدم فيه نقداً فنياً ساخراً لأغانى كبار الفنانين فكان «الأغانى للأرجبانى». ولم يبخس أحمد رجب حق شخصياته التى ابتكرها ورسمها مصطفى حسين وعاش معها قراء أخبار اليوم سنوات طويلة من الشهرة التى نالتها كتبه فقد جمع أشهر كاريكاتيرات فلاح كفر الهنادوة فى كتاب نشرت عنه وكالة رويترز تقريراً قالت فيه «كتاب الفلاح الذى يتسم بابتسامة عذبة إلا أن كلماته أوجع من ضرب السياط يباع بالأسواق كالحلاوة والكعك الساخن»، وكذلك كان المر مع كتاب كمبورة ومطرب الأخبار والكحيتى. أما زاوية «الحب هو» الشهيرة التى كانت تتصدر الصفحة الأخيرة فجمعها فى كتاب قال فى مقدمته: «رغم كل ما قيل فى الحب، فلا تزال دنياه جميلة ومثيرة، يلفها سحر السر وغموضه، وسوف يستمر الإنسان - من الأزل إلى الأبد - يحاول اكتشاف الحب، والحب جميل لأنه ابن الجمال، فهو يجمل كل ما يتصل به يجمل وجه المحبوب مهما صدقت فيه نظرية داروين، ويجمل عيوب من نحب ويذوق سخافاته وتختلط فيه الأكاذيب بالأحلام، فلا يعرف الإنسان أين أكاذيبه من أحلامه.