هل يمكن أن تصبح مصر أجمل؟ وأقصد بكلمة أجمل أن تكون أجمل فى كل شىء، إذا كان ذلك ممكناً فلماذا لم يحدث حتى الآن؟ بل على العكس نحن نخسر كل يوم شيئاً جميلاً فيزداد قبحنا يوماً بعد يوم، فمن السبب؟ الشعب أم الحكومة أم النخبة؟، إذا كان العيب فى الشعب -وأنا منهم- لأنه أمى وجاهل وقليل الوعى وسلبى، فلماذا لم تتعاون الحكومة بسلطاتها وإمكاناتها مع النخبة بعقلها وفكرها لتحول الأمى الجاهل قليل الوعى السلبى إلى متعلم واع إيجابى؟ وإذا كان أحدهما أو كلاهما قد فشل فى مهمته بسبب تضارب المصالح ربما أو بسبب عدم قدرتهما على التعاون من الأساس أو عدم احترام كليهما للآخر!! فلماذا يعيرنا كلاهما بجهلنا وسلبيتنا؟.. أليس الدور الأساسى للنخبة قيادة حركات التنوير، خاصة فى المجتمعات التى ينتشر فيها الجهل والتخلف؟.. أليس الدور الأساسى للحكومات هو النهوض بشعوبها اقتصادياً واجتماعياً وفنياً وسياسياً؟.. إلى هنا نكون قد انتهينا من الاحتمال الأول الذى يفترض أن العيب فى الشعب، ولكن ماذا لو كان العيب فى الحكومة؟ وأنها حكومة تفتقد للإبداع والحلول المبتكرة الخلاقة، وأنها محدودة الفكر والرؤية و(قليلة الحيلة)، فلماذا لم تتعاون النخبة بعقلها وفكرها مع الشعب بسلطاته وإمكاناته (أقصد قوة الرأى العام) فى إزاحة هذه الحكومة أو أى حكومة بمثل هذه المواصفات، أو توجيهها للطريق الصحيح.. أليس هذا دوراً أساسياً للشعب والنخبة؟.. وإذا كان كلاهما قد فشل فى مهمته، فلماذا تصف النخبة الشعب بالسلبية، ويصف الشعب النخبة بأنهم كثيرو الكلام وأصحاب شعارات جوفاء، لماذا يتبادلان الاتهامات وكلاهما فاشل؟.. بقى احتمال واحد وهو أن العيب فى النخبة، وأنها تخلت عن دورها التنويرى تجاه الشعب ودورها الرقابى تجاه الحكومة. وإذا كان هذا الاحتمال صحيحاً، فلماذا لا توفر الحكومة الإمكانيات المادية للارتقاء بالنخبة، وعمل نهضة علمية وثقافية وفكرية، والارتقاء بمستوى التعليم بجميع مراحله، ودعم الموهوبين وتبنيهم؟.. ولماذا لا يلتف الشعب حول هؤلاء الموهوبين ويقتدى بهم ويجعلهم مثلاً أعلى بدلاً من الراقصين والمغنين، بقى احتمال واحد وهو الصحيح، وهو أن العيب فى ثلاثتنا (شعباً وحكومة ونخبة) فكلنا فشل فى تأدية دوره، بل ساهم بدور كبير فى فشل الآخرين، لهذا لا تصبح مصر أجمل ولن تصبح إلا إذا خرجنا من دائرة الفشل التى ندور فيها، واحترم كل طرف الطرفين الآخرين، وسعى لمساعدته فى فهم دوره وواجباته، وهذا ما أتمناه ولا أتوقعه!! م. أحمد عبدالغنى - القليوبية