أجمل شىء فى مصر وأغربه أن الكل يقول إن هدفه هو إسعاد الشعب المصرى، الحكومة تقول ذلك ووزراؤها يقولون أكثر مما يفعلون، الفنانون صدعوا رؤوسنا بترديد أن كل همهم هو إسعاد الشعب المصرى وإدخال البسمة على وجهه. قلة من المحافظين وأنا أولهم أدخلت شعار «ابتسم أنت فى الإسماعيلية» وعلقت يافطة فى الأماكن المهمة بالإسماعيلية ومشكورين خلوعها وداسوها بالأقدام. المعنى أنهم لا يريدون البسمة لمواطنيهم حتى لو تظاهروا بذلك. تخترق شوارع القاهرة والعواصم الكبرى تتفحص وجوه الناس. قليل من تراه مبتسماً. التكشيرة هى السيد، كله مكشر وكله مبّوز، داخل الميكروباص، داخل الأتوبيس، داخل الإدارات الحكومية. والأخطر أنها كذلك داخل البيوت المصرية. عندما أسافر للخارج قد أجد تكشيرة وقد لا أجد ابتسامة، هذا صحيح ولكن ما أراه ليس تكشيرة ولكنه جدية، حتى الناس هناك يمشون كما الجنود الألمان فى الحرب العالمية الثانية. الفرق أننا هنا نفكر وهم يفكرون، نحن نفكر فى رغيف العيش وأنبوبة البوتاجاز وملابس المدرسة وملابس العيد، كيف نوفر المطلوب لكل ذلك. الفرق أن الآخر ليس لديه مشاكل فى العلاج فالتأمين الصحى موجود ولا المدارس فهى رخيصة، ولا النقل العام فالأطفال حتى سن 12 سنة يركبون وسائل بالمجان. والمسكن الحصول عليه سهل. الخروج للمعاش ليس مشكلة فالتأمين موجود. حضرات القراء.. اعترف بأننى أتحير كثيراً مما يقوله البعض، وما يفعلونه، فالجميع يقول فى نفس واحد نحن مهمتنا إسعاد الشعب، السياسيون، الفنانون، الرياضيون، ومع ذلك عندما تبحث عن تطبيق لهذا الكلام لا تراه، فالسعادة هذه التى يتحدثون عنها لا وجود لها، موجود آه لوكاندة السعادة ومقهى السعادة وكافتيريا السعادة، ولكن العادة التى يتحدثون عنها غير موجودة. عايز أمثله، خد عندك، يعنى الفنان أو الفنانة الذى أو التى تحصل على ثمانية أو عشرة ملايين جنيه فى العمل الواحد، من هو السعيد، هل هى التى قبضت أم المواطن الذى يشاهد الفيلم أو المسلسل وليس فيه ما يبعث على السعادة، يعنى مسلسلات رمضان هل رفعت الذوق العام، هل رأينا عملاً دينياً يرقرق قلوبنا للإيمان أم ضيعوا وقتنا معهم مما جعل البعض يترك صلاته ومصحفه وتراويحه ومسبحته. يوم ما تمنى نفسك بجرعة سعيدة أمام التليفزيون وتدفع مبالغ كبيرة فى الكهرباء، وتفرس وزير الكهرباء الذى يريد الاقتصاد فى الاستخدام، تخرج الأسرة بلا شىء يذكر. تدخل مسلسل الحاج متولى، وتخرج منه لمسلسل زهرة وأزوجها الخمسة، يعنى رجالة تتزوج كثيرا ونساء تتزوج أكثر، ولست أدرى ما حكاية مولف هذه الأعمال، هل عقله الباطن وأمله فى تعدد الأزواج والزوجات، وهل هذا فيه سعادة للناس، أم أن المطلوب من الرجل والمرأة أن يغيرا الأزواج كما يغير الإنسان ملابسه. حضرات القراء.. طيب هل هناك من يقول لى أو يشارولى على أشياء تحدث فى الرياضة تسعد الشخص الرياضى أو حتى الشخص العادى، لو كانت كرة القدم مثلاً تبعث على البهجة أو السعادة لامتأت مدرجات كرة القدم بالجماهير، ولما وصلنا لهذا المنظر المخزى لمدرجات كرة القدم، فجماهير الدورى المصرى أقل الجماهير التى تذهب للملاعب بل هى أقل من جماهير بعض الدول العربية التى لا يقارن حجم مصر بحجمها. من فضلك شاورلى أو أغمز لى بعينيك أو بالاتنين وقل لى من هو الرياضى الذى عندما تراه تشعر بالسعادة أو الموقف الرياضى الذى يبهجك. ومن الذى معه تشعر أنه صادق فى نيته لإسعاد الشعب المصرى ومن الذى يناور مع الناس ويلاعبهم ويضحك عليهم ولا يعمل إلا لمصلحته الخاصة. لو شاورت لى على لاعب فسأسألك هل هو يفعل ذلك من أجل الناس أو من أجل نفسه، أو من أجل رفع سعره ومن أجل مناكفة ناديه للحصول على أحسن الشروط الممكنة. طيب قل لى الفرق بين المباريات التى تشاهدها على البلاى ستيشن وبين المباريات الحقيقية. الفرق بين اللاعب هنا واللاعب هناك. الكرة الإلكترونية لاعبوها عبارة عن مكن وجرى وفر ولا ترى وجوه اللاعبين ولا مشاعرهم. أعتقد أن نفس الشىء بين لاعبى الكرة الآن. الجماهير قررت هجر الملاعب الحقيقية والهروب إلى الملاعب الإلكترونية فربما تكون المنافسة فيها أشد والسعادة أكثر- طيب بذمتك ما تقرأه فى الصحافة الرياضية من خناقات وفضائح وسوء إدارة بين عناصر الكرة شىء يبعث على السعادة. طيب قولى مشكلة جدو فيها إيه يسعدك، بلاش جدو مشكلة إبراهيم حسن مع اتحاد الكرة تعجبك، بلاش إبراهيم حسن هل الخناقة بين الأهلى والزمالك تبسطك، انقسامات إدارة الأندية تنعنشك، الفضائيات وما تشاهده فيها من فضائح، تراه أمراً يبعث على السأم أم على الندم أم على الفرح. خايف أقول فينك يا زمن، أين اللاعبون الذين كانوا يمتعون أنفسهم باللعب قبل إمتاعنا نحن، الفرجة عليهم كانت سعادة ووقتاً جميلاً. كانوا يمتعوننا بملاليم قليلة يحصلون عليها ونحن ندفع قروشاً قليلة للفرجة عليهم. طيب عندما تقارن مفاوضات شيكا ومتعب وفتح الله بل وحتى حازم إمام الصغير تكتئب. بعكس زمان كانت الأندية تخطف اللاعبين النجوم وتخفيهم عن العيون نظير مائة جنيه وربما مائتين، كان اللاعب هو الأضعف، الآن اللاعب هو الأقوى يفاوض من مركز قوة، يحصل عى الملايين بإشارة من إصبعه، يضحك على النادى بحكاية التوقيع على بياض بينما هو يعلم أنه عقد غير قانونى غير مستوفى الشروط، الأسعار وصلت إلى خمسة عشر مليون جنيه بل يزيد، أليس هناك أندية رشيدة تضع سقفاً للاعبين لا تتخطاه، ولكن تقول لمين أصل رزق الهبل على المجانين. وأخيراً.. قد يمكننى أن أقول إن حسن شحاتة وجهازه الفنى هم الصادقون حقا فى إسعاد الشعب المصرى، هم يصرحون بذلك، وقد صدقوا وأسعدوا ملايين المصريين عزيزى القارئ.. والنبى والنبى قل لى آخرة مرة كنت سعيد فيها فى مناسبة رياضية يا سيدى حاول تفتكر، والنبى والنبى بلاش تقول سعادة إيه وزفت إيه، يا عم سيبنى أنا رايح الفرن علشان أجيب العيش للأولاد، قبل ما يخلص. قد تقول عارف متى كنت سعيدا، مرة واحدة عندما حصلت على العيش دون أن يكون هناك طابور طويل. ومن فضلك استمع لمونولوج إسماعيل يس هيه فين بس السعادة مشاعر ■ اللاعب محمد زيدان.. أعترف أنه لا يعجبنى فى كثير من تصرفاته.. استفزنى عندما ركع وقبل أرض مطار دوسولدورف عند وصوله لألمانيا.. الأولى أن يفعل ذلك عند وصوله لوطنه مصر، ولكن لم نره يفعلها ولا مرة واحدة. ■ حسن شحاتة المدير الفنى لمصر.. مصر فى المركز التاسع دولياً فى كرة القدم، أى أن مصر من التوب تن top ten أى من العشرة الأوائل، كيف نحافظ على ذلك المركز، هذه هى مهمة حسن شحاتة وجهازه الفنى فهل يستطيع؟ ■ الإعلامية هالة سرحان.. بصراحة افتقدناها، احترمت المهندس أسامة الشيخ لرأيه الإيجابى عنها ولموافقته على التعاقد على برنامجها الجديد.. فهل سنراها من جديد على الشاشة، أرجو هذا، وأرجو أن أراها فى بلدها مصر قريباً. ■ المهندس نجيب ساويرس.. أُعلن أنه سيتقدم لشراء نادى روما الإيطالى، ومع ذلك لم تقم إيطاليا ولم تقعد، ولا الشعب الإيطالى ثار ولا جماهير روما.. ولم نقرأ كلمة فى الصفحات الرياضية الإيطالية أو فضائياتها تهاجم هذه الصفقة. يا ويل نجيب ساويرس لو أعلن أنه يفكر فى شراء النادى الأهلى أو الزمالك أو الإسماعيلى. ■ اللاعب إبراهيم سعيد.. لم يعمر فى أى ناد يلعب له، هو مثل الحاج متولى ولكن فى كرة القدم، الأهلى، الزمالك، الإسماعيلى، الاتحاد.. فى كل مرة يقول سترون إبراهيم سعيد جديداً، للأسف ما نراه الآن هو إبراهيم سعيد الأصلى وليس الجديد أو حتى المعدل. بدون مشاعر بأمارة إيه لا يرشح الوزير نفسه طيب بأمارة إيه لا يرشح الوزير نفسه، الإنسان- أى إنسان- عندما يرى مياه البحر هادئة فلماذا لا يسبح؟ وعندما يرى النجوم لامعة فلماذا لا يتأمل؟ وعندما يرى الشمس ساطعة فهل لا يتشمس؟ وإذا رأى الجمال أمامه أفلا ينظر؟ وإذا رأى المياه باردة وهو عطشان فلماذا لا يشرب؟ والفاكهة الطازجة الباردة إذا وجدت فهل لا يأكل؟ الوزير الذى يفكر فى ترشيح نفسه حاله نفس الحال الذى ذكرته، فالجمال كله موجود، والنجوم لامعة، والشمس ساطعة والجمال كله فى انتظاره، كل شىء جاهز وتحت الأمر، هناك حج خمس نجوم، وأيضاً هناك دخول للبرلمان خمس نجوم. يدخل وهو يركب صاروخاً أو طائرة نفاثة، بينما غيره من الشعب يركب بسكيلتة أو يمشى على قدميه، هو من عالم الدرجة الممتازة أو المقصورة وهم من عالم الترسو. يأشر برغبته فى الترشيح، الإجابة مرحباً وألف مرحبا، يطلب ألا يكون مرشحون ضده فى الانتخابات الداخلية، حاضر يا سيدنا أمرك مطاع، كله يخرج برة، ممنوع الترشيح أمام معالى الوزير، وهذا ما حدث، الوزراء وكبار الحزب لم يتقدم أحد أمامهم، فالمتنافسون يمتنعون رغماً عن إرادتهم، طيب ماذا يجرى لو تقدم البعض أمام الوزراء، هل ستخرب مالطة، أهى دى ليس فيها حكاية الالتزام إياها، فالجميع مصرح له بالدخول فما المشكلة، الأمر ببساطة العين لا تعلو على الحاجب، والوزير وزير وعيب أن يدخل ويرسب، طيب إذا كان ممكناً أن يسقط فلماذا تقدم من أصله للانتخابات؟. فى إشكالية ترشيح الوزراء، هناك سؤال محورى ومهم وهو: هل يستطيع الوزير أن يؤدى عمله الوزارى لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر وفى نفس الوقت يباشر انتخابات الدائرة، هل لديه الوقت الكافى لإدارة شؤون الوزارة، كيف يجمع بين العملين مسؤولية وزارة كبيرة وبين التردد المستمر على الدائرة للمشاركة فى العزاءات والأفراح ومجالس حل المنازعات والمرور على كل نجوع وقرى الدائرة، كيف يفعل ذلك إذا كانت دائرته فى الصعيد مثلاً. بالإضافة إلى أنه قد بدأ اتهام هؤلاء الوزراء باستخدام إمكانيات الوزارة وموظفيها وسياراتها وفاكستها وتليفوناتها وكمبيوتراتها، وقد قرأنا مثل ذلك فى جريدة الشروق باتهام الوزير علام باستخدام جهازه الإعلامى فى الدعاية الانتخابية بجهينة، كما أن الدكتور الجبلى، وزير الصحة، أرسل له قافلة طبية بتكلفة 300 ألف جنيه لإحدى قرى الوزير. عزيزى القارئ سألنى أحد الشباب مستنكراً صورة أحد المحافظين بجوار أحد المرشحين فى مؤتمر انتخابى وقال ماذا يعنى هذا، هل ما تم عنصر تخويف وضغط وتهديد للناخبين، أم أن معنى الصورة يقول إن المحافظ يقول للناخبين نحن هنا، أم أن المعنى أن المحافظ يريد أن يقول إنه مسؤول له شعبية وقبول لدى الجماهير مع أن الحقيقة هى العكس، وأذكر أن أحد المرشحين من الوزراء كان يشكو من مرافقة المحافظ لأنه كان يعلم أن المواطنين لا يطيقونه. هذا الشاب يرى أن هذا الوزير أو ذاك، قد جاء بالبراشوت بل جاء بالصاروخ أو الطائرة النفاثة، بينما المرشح العادى قد جاء بالبسكليته أو جاء سيراً على الأقدام. وهو يسأل كذلك من الذى يدفع تكاليف إقامة وبدل سفر موظفى الوزير ومن يدفع وقود جيش السيارات والميكروباصات والمعدات. حضرات القراء ما يتم الآن تم فى كل العصور السابقة، لقد أصبح تراثاً وعرفاً يصعب تغييره، والمعنى أن الحكومة هى الحكومة، وأن البرلمان لابد أن يضم كثيراً من الوزراء، عاجب ولا من عاجب. عزيزى القارئ قلت قبل ذلك وأقولها الآن: المطلوب أن يكون البرلمان أولاً والوزارة ثانياً، والمعنى أن الذى يريد الوزارة فعليه أن يكون نائباً أولاً، فهذا هو الأصعب أما الأسهل فى هو أن تصبح نائباً وأنت وزير. قد تقوللى «يا سيدى همه واكلينها والعة، معاك حق، فلماذا لا نأكلها جميعاً والعة، قد تقول ممكن ينجحوا ولكن بشرط، شرط إيه ولا إيه، شرط اللى سيادتك جاى تقول عليه».