ما الذي يدعونا علي الاكتئاب ، نحن شعب ابن نكتة ، شعب صبور حنون مطرمخ علي رأي محمد صبحي في مسرحية " تخاريف "، شعب مطنش ومكبر دماغه ، فلماذا الاكتئاب ؟، وكل شئ يقول لك ابتسم انت في الحقيقة مغفل كبير، وتفاءل فكل ما حولك يدعو للتفاؤل حتي لو كانت مجرد تصريحات لزوم التلميع و التوضيب و التهذيب والتأديب والترتيب ، لا تصدقوا الشائعة التي تقول إن في مصر 20 مليون مكتئب ، في الحقيقة أنه لا أحد بإمكانه تصديق هذا الرقم الضخم ، و حتي لو كان كذلك فهي نسبة وتناسب فنحن ما شاء الله والعدد في الليمون وصلنا 75 مليون نسمة ، فالعشرين مليون بالنسبة لهذا الرقم يعتبروا قليلين جداً ، واحمدوا ربنا أن الاكتئاب لا يطال ال 70 مليون ، فلا تسمعوا للمنفرين والمبتئسين من حزب أعداء النجاح ، فنحن بخير وفي تقدم مستمر بل ونسير علي " الضرب " ومن سار علي " الضرب" اهتدي ، وليس أدل علي ذلك من الصور التي بثتها الفضائيات لحشود الأمن المركزي في تظاهرة الخميس الماضي وهي تضرب بكل همة ونشاط وكأنها تقاتل أعداء من خارج مصر ، والدليل الثاني هو كوارث النقل البحري والنقل العام ، وإن أردتم أدلة أخري فهي كثيرة جداً حولنا ، من مشاكل الأحزاب وأزمات الانتخابات و بلاوي الخصخصة وبيع مصر حتة حتة ، فلماذا الاكتئاب؟ ، وشبابنا بسم الله ما شاء الله يتسكعون في الطرقات وعلي المقاهي يرتسم علي وجوههم اليأس ويعلو جبينهم القنوط ، مغيبين وكأنهم خارج دائرة الحياة ، وفوائد ديون الحكومة وصلت أكثر من 50 مليار جنيه خدوا بالكم الفوائد فقط فما بالكم بالديون نفسها ، شئ جميل علي رأي الراحل استيفان روستي ، والأدلة كثيرة لا ينكرها إلا حاقد وجاحد وناكر لما فيه بلادنا من خير عظيم ، ألا ترون معي أن حالنا اليوم أحسن بكثير من حال كثيرين أمثال إخواننا في دارفور أو إخواننا في العراق وفلسطين احمدوا ربنا أن بلدنا رغم كل ما نهب منها من أموال لسة بخير ، رغم الفساد الذي يزكم الأنوف ، فالناس بخير لازالوا يعيشون ويمشون علي الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ، أوضاع ساءت وتسوء ، موجات من الغلاء والبطالة والكوسة والفساد ، لم يعد اللصوص هم صغار الموظفين في الدولة بل صاروا أصحاب المراكز والمناصب ، وأصبح حاميها حراميها ، كل ذلك لا يدعو للاكتئاب إطلاقاً بل يدعو إلي الابتسام ، دربوا أنفسكم علي الابتسام عند البلاء ، وتعلموا أن تبتسموا دون الحاجة إلي برنامج تدريب أو تهريب ، وقد يظن البعض أنني لا قدر الله من المعارضين لبرنامج الحكومة لتدريب موظفيها علي الضحك والابتسام حاشا لله أن أكون من الجاهلين فهذا البرنامج رائع وهادف وجميل ، وهو مثار إعجاب الكثيرين وأولهم أنا ، كونه يحارب موجات الاكتئاب التي بدأت تكتسحنا بدون مناسبة ، لأننا شعب نمرود لا يعجبنا العجب ، الا يكفي ان الحكومة تفكر في إسعاد موظفيها و فرفشتهم هل رأيتم ذلك في أي دولة من دول العالم المتقدم أو المتأخر أو النص نص ، وليت الحكومة تضع في اعتبارها هذا البرنامج بشكل أوسع وأشمل في الخطة الخمسية القادمة شرط أن يشمل البرنامج شعب مصر كله لتدريبه علي الابتسام ، قبل أن يصاب من العشرين مليون مكتئب ، وإن لم يبتسم فليتم تحويله إلي مجلس عدم صلاحية ينتهي بفصله ورفده خارج مصر وسحب الجنسية منه لان العيب في هذا الشعب فهو لا يعرف قيمة النعمة و يستاهل يروح في داهية .