«العمل» تعلن تحرير 6185 محضرًا خاصًا بتراخيص عمل الأجانب    البطاطس ب10 والكوسة ب30 جنيها للكيلو.. أسعار الخضار اليوم في مطروح    بعد خفض الفائدة.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 3-10-2025    مصلحة الضرائب تشارك في مؤتمر «تكني 2025» ضمن فعاليات أسبوع الابتكار    أيرلندا: مهمة أسطول الصمود كشفت الكارثة الإنسانية في غزة    تسببت في إلغاء 17 رحلة.. مطار ميونخ يستأنف العمل بعد إغلاقه بسبب «طائرات مسيرة»    الصين تدعو لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة    جيش الاحتلال ينشئ موقعا عسكريا قرب شارع الرشيد بمدينة غزة    رسميًا.. خالد مرتجى يتقدم بأوراق ترشحه لأمانة صندوق الأهلي    كوناتي يستعد للانتقال لريال مدريد    مواعيد مباريات الجمعة 3 أكتوبر.. البنك الأهلي ضد المصري والدوري الإنجليزي    ضبط 1300 لتر بنزين قبل بيعه في السوق السوداء بالعريش    طارق الشناوي يشيد بفيلم «فيها إيه يعني»: مختلف وجريء.. يُبكيك ويُضحكك    النظام الغذائي الصديق للبيئة «صحة الكوكب» يقلل من مخاطر السرطان    هل تشكل الألبان خطرًا على صحة الإنسان؟.. استشاري تغذية يوضح (فيديو)    الزمالك يختتم تدريباته اليوم استعدادًا لمواجهة غزل المحلة    أحمد ربيع يقترب من الظهور الأول مع الزمالك    اسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 أكتوبر 2025    إسرائيل تستهدف منظومة دفاعية لحزب الله في جنوب لبنان    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 3-10-2025 في محافظة قنا    بريطانيا..مقتل 2 وإصابة 4 في هجوم دهس وطعن خارج كنيس يهودي    القبض على قاتل شاب بقرية ميت كنانة في القليوبية إثر خلاف مالي    أسعار البنزين والسولار اليوم الجمعة 3 أكتوبر 2025 فى محطات الوقود    بسبب الحفلات المزيفة.. إجراء قانوني من الشامي بسبب حفل إسطنبول    هل تتحقق توقعات ليلى عبد اللطيف بثراء 4 أبراج فى أواخر عام 2025؟    تصريح صادم من سماح أنور عن المخرجة كاملة أبو ذكري    يحيى الفخراني: هوجمنا في قرطاج بسبب «خرج ولم يعد».. وهذا سبب بقاء فيلم الكيف    الفيضان قادم.. والحكومة تناشد الأهالي بإخلاء هذه المناطق فورا    موعد شهر رمضان 2026 .. تعرف على غرة الشهر الكريم وعدد أيام الصيام    بوتين يحذر أمريكا من تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك    ليلى علوي تنهار من البكاء خلال مهرجان الإسكندرية.. اعرف التفاصيل    رياض الخولي أثناء تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي: "أول مرة أحضر مهرجان .. وسعيد بتكريمي وأنا على قيد الحياة"    محافظ الإسكندرية عن التكدسات المرورية: المواطن خط أحمر ولن نسمح بتعطيل مصالحه    القبض على المتهم بالشروع فى قتل صاحب محل بالوراق    «كوكا حطه في جيبه».. أحمد بلال ينتقد بيزيرا بعد مباراة القمة (فيديو)    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي غرب رام الله    رسميًا بعد ترحيلها.. موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 وفقًا لتصريحات الحكومة    سورة الكهف يوم الجمعة: نور وطمأنينة وحماية من فتنة الدجال    الشاعر مصطفى حدوتة بعد ترشح أغنيته للجرامي: حدث تاريخي.. أول ترشيح مصري منذ 20 عامًا    نائب محافظ سوهاج يكرم 700 طالب و24 حافظًا للقرآن الكريم بشطورة    مدرسة المشاغبين، قرار صارم من محافظ القليوبية في واقعة ضرب معلم لزميله داخل مكتب مدير المدرسة    ناقد رياضي يكشف كواليس خروج حسام غالي من قائمة محمود الخطيب    اللجنة النقابية تكشف حقيقة بيان الصفحة الرسمية بشأن تطبيق الحد الأدنى للأجور    مختار نوح: يجب محاسبة محمد حسان على دعواته للجهاد في سوريا    موعد إعلان نتيجة منحة الدكتور علي مصيلحي بالجامعات الأهلية    بالصور.. مصرع طفلة وإصابة سيدتين في انهيار سقف منزل بالإسكندرية    انتداب المعمل الجنائي لفحص حريق مخزن وشقة سكنية بالخانكة    رابط التقييمات الأسبوعية 2025/2026 على موقع وزارة التربية والتعليم (اعرف التفاصيل)    الزمالك يعالج ناصر منسي والدباغ من آلام القمة 131    حزب الإصلاح والنهضة يدشّن حملته الانتخابية للنواب 2025 باستعراض استراتيجيته الدعائية والتنظيمية    نائب محافظ سوهاج يكرم 700 طالب و24 حافظًا للقرآن الكريم بشطورة| فيديو وصور    أتربة عالقة في الأجواء .. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الجمعة 3 أكتوبر 2025    «هيدوب في بوقك».. طريقة سهلة لعمل الليمون المخلل في البيت    ضيفي ملعقة «فلفل أسود» داخل الغسالة ولاحظي ماذا يحدث لملابسك    أسعار الخضروات في أسيوط اليوم الجمعة 3102025    منافسة ساخنة على لوحة سيارة مميزة "ص أ ص - 666" والسعر يصل 1.4 مليون جنيه    الكويت تدخل موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية بأطول جراحة روبوتية عابرة للقارات    خالد الجندى: كثير من الناس يجلبون على أنفسهم البلاء بألسنتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمال مبارك ارتكب نفس خطيئة سعد الدين ابراهيم وايمن نور...والنظام يقول نعم للمطرب المزور ولا للقضاة الشرفاء...وانور عكاشة يقول للمصريين : اللى مش عاجبه الحاكم الباب يفوت جمل...وسعدة يتحدث عن وثيقة منسوبة للاخوان تطالب بالتظاهر لتخويف عدوهم
نشر في المصريون يوم 20 - 05 - 2006

تفسير ساذج جدا..هذا هو عنوان مقال كتبه أسامة هيكل فى جريدة المصرى اليوم يتحدث فيه عن محاولة الحكومة خداع الشعب المصرى بتقديم تبريرات غير مقنعة عن الزيارة السرية لجمال مبارك للبيت الابيض ويرى الكاتب ان جمال ارتكب نفس الخطيئة التى حوكم بسببها سعد الدين ابراهيم وهوجم بسببها ايمن نور حيث اقام اتصالات مع امريكا وهو لايحمل صفة رسمية حيث ان جمال مبارك لا يشغل اى منصب رسمى ليقيم اتصالات بحكومات اجنبية واضاف الكاتب " لماذا سافر جمال مبارك نجل الرئيس إلي واشنطن؟ مالذي حمله معه إلي الرئيس جورج بوش وكونداليزا رايس وستيف هادلي وعدد من نواب الكونجرس؟ من حقنا أن نعلم، فنحن الأساس، ولايمكن أن نكون 75 مليون «نكرة» ولامؤاخذة. الزيارة كانت سرية مثلما وصفتها الصحف الأمريكية نفسها.. وهي كانت كذلك بالفعل.. فقد غادر جمال مبارك وعقد معظم لقاءاته، وتكشفت الزيارة بسبب الإعلام العالمي الذي لم يعد يحفظ سرا أو يستره.. ولم تجد مصر مفرا من كشف الزيارة يوم الثلاثاء الماضي حينما بثتها وكالة رويترز نقلا عن مصادر أمريكية.. وصدر بيان كوميدي غير محدد المصدر في مصر، أكد أن نجل الرئيس حمل معه للإدارة الأمريكية أفكار تطوير الحزب الوطني.. بينما جاءت التعليقات الأمريكية مؤكدة أن الإدارة الأمريكية انتقدت أسلوب التعامل الأمني مع المتظاهرين المصريين خلال الأسابيع الماضية، وأن الرئيس بوش حمل جمال مبارك سلاماته وتحياته لوالده الرئيس مبارك. ويستطرد الكاتب " ودعونا نتكلم بصراحة.. فحينما يريد محاميو النظام والحزب الوطني تشويه صورة أحد، يتهمونه بأنه علي اتصال بأمريكا، وبأنه يتلقي دعما ماليا منها.. وقد حدث ذلك مع أيمن نور وسعد الدين إبراهيم وأخرين.. فبماذا سيصف هؤلاء زيارة جمال مبارك للبيت الأبيض والخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي الأمريكي؟ ولماذا يكون الأمر حلالا علي جمال مبارك إذا كان قد سافر بصفته الحزبية، وحراما علي شخصيات من أحزاب أخري.. ثم ماعلاقة الرئيس بوش بالإصلاحات التي ينوي الحزب الوطني إجراءها.. ولماذا لايستمع الرئيس بوش لوجهة نظر 21 حزبا مصريا أخري في الإصلاح، طالما أنه تفرغ من كل مهامة الاستراتيجية علي المستوي الدولي، من أجل الإصلاح في الحزب الوطني؟! وإذا كان الرئيس بوش هو الشخص الذي تعرض علية عملية الإصلاح.. فماذا نعرض علي الرئيس المصري؟ وإذا كانت الزيارة فعلا بريئة، وهدفها إطلاع الرئيس بوش بالإصلاحات التي سيجريها الحزب الوطني فلماذا لم يسافر أمين عام الحزب الوطني؟ هل كان مشغولا لهذة الدرجة التي لاتسمح له بعرض برنامج الإصلاح علي الرئيس بوش؟! أم أنه كان مثلنا لايعلم بالزيارة؟! وإذا كانت تلك الزيارة لهذا السبب فلماذا لم يعلن البيت الأبيض ما حدث فيها، واكتفي بالتعليق علي أن الرئيس بوش يسلم علي الرئيس مبارك؟! لا أعتقد أبدا أن هذا هو السبب الحقيقي للزيارة الغامضة.. ولا أعتقد أن جمال مبارك بصفته الحزبية قد سافر لواشنطن لإطلاعهم علي الإصلاحات بالحزب الوطني.. فلماذا تفرغ السفير المصري في واشنطن نبيل فهمي لمرافقة الضيف المصري الحزبي وغير الرسمي طوال مدة الزيارة.. وهل يتفرغ نبيل فهمي من كل مهامه ليرافق مسؤلا حزبيا من أي حزب آخر في زيارته لواشنطن أم أنه لن يدخل السفارة المصرية أصلا، وتتهمة الصحف الحكومية بأنه عميل أمريكي؟! ولا أستطيع تجاهل عنصر التوقيت من هذة الزيارة الغامضة.. فالرئيس مبارك اعتاد طوال فترة حكمه علي السفر لواشنطن خلال هذة الفترة.. وفي العام الماضي، سافر الدكتور أحمد نظيف بدلا منه، وهو رئيس الحكومة المصرية، ولدية الصفة الرسمية التي تمكنه من التحدث باسم مصر.. ولست أدري هل هي صدفة أن يسافر جمال مبارك في نفس التوقيت هذا العام أم لا، ولست أدري إذا كانت صدفة أيضا أن يلتقي بنفس المسؤولين الأمريكيين الذين تتضمنهم الزيارة السنوية أم لا؟! ولكن التوقيت وعدم سفر الرئيس وعدم سفر رئيس الحكومة يفرضان هذا التساؤل!! هذة التساؤلات الملحة ينطق بها كل مواطن مصري الآن، بسبب المسؤول العبقري الذي صاغ البيان الخاص بزيارة جمال لأمريكا.. وهو تفسير لايمكن أن يقبله طفل صغير.. وهو يكشف مدي الإستهانه بعقل المواطن المصري واحترامه.. ويؤكد أن الدولة لاتنظر بأي اعتبار لأي مواطن مصري. ويكشف نوعية المسؤولين الذين تولوا مقاليد الأمور في هذا الزمان. لا أستطيع الثقة في النوايا الأمريكية، ولا أجد مبررات كافية لقيامها باستقبال شخصية مصرية غير رسمية بواسطة أعلي مستويات القيادة الأمريكية.. وهي نفس الشخصيات التي يلتقيها أي رئيس دولة يزور واشنطن علي المستوي الرسمي.. وهو الأمر الذي يدفعني ويدفع كل شعب مصر إلي توقع حدث كبير في مصر خلال الأسابيع القادمة.. فإذا كانت الإدارة المصرية لاتريد لنا أن نعلم ماذا يجري، فلتفعل ذلك الإدارة الأمريكية، وتصدر بيانا تشرح فيه للشعب الأمريكي ماذا يحدث في مصر لنفهمه هنا في مصر! وبصراحة أكثر، قد لا أعترض - شخصيا - علي تولي جمال مبارك السلطة في مصر، بشرط أن يقدم أولا مشروعا سياسيا يضمن تداول السلطة، ويضع سقفا محددا ومحدودا لمدة الرئاسة.. وأن يأتي في إطار عملية ديمقراطية كاملة بعد تعديل المادة 76 من الدستور مرة أخري، وما أرفضة كل الرفض هو أن تنتقل إلية السلطة، مجانا، فنظل ندور في حلقة مفرغة وتحت عنوان " نعم للمطرب المزور ولا للقضاة الشرفاء! " كتب د. طارق الغزالي حرب فى جريدة المصرى اليوم عن المعاملة الوحشية من الشرطة للمتظاهرين فى وسط القاهرة والذين خرجوا مساندين للقضاة الذين كشفوا تزوير ارادة الشعب المصرى وفى نفس اليوم كانت معاملة حضارية جدا للمتظاهرين فى ميدان العباسية والذين خرجوا مساندين للمطرب المزور تامر حسنى ويستخلص الكاتب من ذلك دروسا يشرحها قائلا " شهدت القاهرة نهار الخميس 11/5 مظاهرتين كبيرتين، بثت وقائعهما وكالات الأنباء والفضائيات العربية والأجنبية ونقلها مراسلو الصحف علي مختلف أطيافها مع صور عديدة لكلتيهما.. ففي شرق القاهرة بمنطقة العباسية، تجمع المئات من الشباب والفتيات للتضامن مع المطرب المتهم «تامر حسني فرغلي» الذي كانت محاكمته في هذا اليوم بتهمة تزوير أوراق رسمية لاستخراج جواز سفر والتهرب من أداء الخدمة العسكرية، وبعد أن طالب وكيل النيابة بتوقيع أقصي عقوبة علي «تامر» حتي يكون عبرة للشباب الذين اتخذوا منه قدوة - كما قال سيادته - فإن القاضي نطق بالحكم بمعاقبته سنة مع الشغل، ولكنه أردف أنه أمر بإيقاف الحكم لحداثة عمره «28 عاماً»، وحتي لا يكرر ذلك مرة أخري!! وأعقب ذلك حالة فرح وتهليل وجري المتظاهرون من الصبية والفتيات الذين يرتدون قمصاناً كُتب عليها بالإنجليزية «نحن نُحبُ تامر حسني» خلف السيارة التي تحمله وتوقفت حركة المرور وانتشرت المظاهرات المؤيدة للحكم وامتدت إلي كوبري رمسيس وهم يهتفون «تامر.. تامر».. وكان موقف قوات الشرطة والأمن المركزي غاية في التحضر والاحترام، فكانوا يبتسمون ويطبطبون ويدلعون الفتيان والفتيات،. علي بعد كيلو مترات من هذا المشهد الهزلي وفي وسط القاهرة تجمع أيضاً عدة مئات من الشباب بقيادة رموز من النخبة المصرية المتميزة في جميع المجالات لسبب آخر تماماً.. فالتجمع كان أيضاً لإعلان التضامن ولكن مع رجلين شريفين من كبار رجال القضاء المصري هما المستشار محمود مكي والمستشار هشام البسطويسي رأت جهة ما - لا أحد يعلمها حتي الآن علي وجه اليقين - أن تحيلهما إلي محكمة تأديبية بدار القضاء العالي، لأنهما جاهرا برفضهما تزوير إرادة الشعب بكشف التلاعب والمتلاعبين في الانتخابات التي تمت في نهاية العام الماضي،وتوقف المرور في قلب القاهرة لا بسبب المتظاهرين الذين لا أعتقد أن عددهم يزيد كثيراً عن عدد مظاهرة التضامن مع المطرب المزور، ولكن اختناق القاهرة، مروراً وأنفاساً، كان بسبب الآلاف من رجال الأمن المركزي والعشرات من اللوريات التي حملتهم للمكان ليقفوا صفوفاً وراء صفوف ليحولوا بين الشباب ودار القضاء العالي، هذا غير فرق المطاردة من أصحاب العضلات المتضخمة والعقول الضامرة، الذين كانوا يعتدون علي المارة بشكل عشوائي ويتقصدون من يحمل في يده كاميرا أو ورقا وقلما وبالذات السيدات والفتيات في تصرفات غاية في القسوة!! ولا يستطيع المرء أن يمنع نفسه من السؤال: أو ليست هذه القوات سواء في العباسية أو في وسط القاهرة تتبع قيادة واحدة؟ الإجابة بالتأكيد نعم.. إذن فالسؤال التالي الذي يفرض نفسه هو: لماذا أمرت هذه القيادة رجالها في العباسية بالتصرف بتحضر واحترام مع المتظاهرين المتضامنين مع المطرب المزور، وأمرت في الوقت ذاته قواتها في وسط البلد بالتصرف بهذه الطريقة المشينة والعنيفة مع المتظاهرين المتضامنين مع الرجال المحترمين الذين يرفضون التزوير؟ إن الإجابة عن هذا السؤال أمر في غاية الأهمية، لأنه يعكس مأساة فكر بائس لبعض أركان النظام القائم، لا يريد الخير لشباب هذا البلد.. يريدون أن يكون شاغله ومثله الأعلي تامر حسني لا مكي والبسطويسي.. يريدون شباباً تافهاً غافلاً مغيباً.. يريدون تدمير شباب هذا البلد، أي أمله ومستقبله.. فبئس ما يبغون وبئس الثمن الذي يشرون به ديمومة الحكم!! اما الكاتب أسامة أنور عكاشة فكتب فى جريدة الوفد تحت عنوان " الهجرة .. هل هي الحل؟ " حيث يحكى الكاتب نكتة شعبية مفادها ان الحاكم مخلد ولن يترك الكرسى واذا كان الشعب زهقان وغير قادر على الاستمرار فى المعيشة فالباب يفوت جمل ويقول عكاشة فى مقاله " عرف المصريون من زمن طويل أنهم »أهل نكتة« واشتهر عنهم الانتباه للمفارقة وممارسة التعليق الساخر.. اللاذع في معظم الأحيان.. وعدم »إفلات« فرصة النقد »التريقة« علي كل ما يجري لهم وبالذات العلاقة »التاريخية« بين الحكام والمحكومين في أرجاء وادي النيل .. ومن هنا دانت لهم »قافية« السياسة فأصبحوا أساتذتها وشهد لهم الجميع بالتفرد والتفوق في »النكتة السياسية«.. ورغم حالة الاكتئاب الوطني العام التي تشهدها مصر منذ سنوات »مع مطلع الألفية الثالثة تقريباً« التي دفعت الكثيرين للتساؤل في حيرة وحسرة عما جري »للمصري« وجفف منابع المرح والسخرية عنده وقد كانا سلاحيه الأساسيين للمقاومة إلا أن العبقرية مازالت تشي بوجودهما وتؤكد أن المخزون مازال عامراً. ** نكتة تتحول إلي حقيقة: وأستأذنكم في رواية نكتة رددها الجميع خلال فترة الاحتقان السياسي الذي شهدته مصر منذ عامين وأنبه الي ان رواية هذه النكتة لا ترمي الي أي إسقاط أو إشارة لأحد بعينه .. قالوا إن حاكماً ديكتاتورا عزل نفسه - أو عزله رجاله - عن جماهير شعبه ولم يسمع غير اكاذيب الحاشية التي تزيف له إرادة الشعب وتزين له صورة غير حقيقية عن رؤية الشعب له وفكرته هو عن موقف الشعب منه..فالملايين - كما يوعزون له - متيمون به مدلهون في حبه ولا يمكن ان يرضوا عنه بديلاً وأنهم يسهرون علي نجواه ويصبحون علي ذكراه ويفتدونه بالارواح والدماء ويبايعونه في صلواتهم رئيسا مدي الحياة.. لذا لم يشعر هذا الديكتاتور بما يجري خارج أسوار قصره ولم يدر أن الكيل طفح وأن شعبه »العزيز« قد عيل صبره ونفد كل مخزون التحمل لديه بعد أن افترسته غيلان الفقر والاستغلال والبطالة!.. وافترضت »النكتة« ان سخط الجماهير قد تصاعد حتي أشرف علي الانفجار وبدت نذر حلول الكارثة في الأفق مما دفع كبير مستشاري الحاكم إلي الدخول عليه طالباً منه بلهفة أن يجهز خطاباً يودع به الشعب.. فما كان من الديكتاتور إلا أن رد عليه بدهشة شديدة: »ليه.. هو الشعب رايح فين؟«! ومع أن النكات لا تشرح إلا أنني أشير إلي الحالة الذهنية الخاصة التي تمتلك الديكتاتور وتهيئ له أنه »خالد«.. وأن احتمال تخليه عن »الكرسي« ما هو إلا وهم.. فإذا عجز الشعب عن احتماله فعلي الشعب نفسه أن يرحل!! بالتعبير الشعبي نقول »اللي مش عاجبه يتفضل والباب يفوت جمل«.. وهذا هو المنطق الذي يحكم علاقة »النظام« الحالي بالشعب المصري.. وقد انتهي صبر النظام مع انتهاء انتخابات الرئاسة ثم انتخابات المجلس النيابي وتحصين المادة 76 بتعديلاتها اللولبية لتكون ضابطة لاحتمالات المستقبل.. وإذا انتهي الصبر بدأت العصبية وبدأت حملة التأديب.. وصلك النظام منطقه التالي: »خلاص.. انتهي التسيب.. واللي حايتظاهر أو ينزل الشارع حايتبهدل و يتسحل ويترمي في السجن وتتعمل له قضية أمن
دولة.. فاهمين؟«.. طبقاً فاهمين! اضرب ياباشا ولا يهمك!.. اما عبدالعظيم درويش فكتب فى جريدة الاهرام متناولا الكوميديا السوداء لوزراء الحكومة ومدللا فى الوقت نفسه على الطهارة والشفافية والنزاهة وغيرها من الاوصاف التى يتمتع بها الوزراء والمسئولين وحكومة الحزب الوطنى فى عصر الطهارة والشفافية وقال الكاتب تحت عنوان " أحلي م الشرف‏..!!‏ " علي غرار الأفلام السينمائية ولك أن تختار جنسيتها عربية أو هندية فإن الشارع المصري يموج بمشاهد عدة تحدد علي الرغم من تنافرها أي واقع نعيشه وأي مستقبل ننتظره‏..!!‏ المشهد الأول يدور حول المهندس محمد منصور وزير النقل وقد تملكته عصبية واضحة في محاولة للكشف عن المخبأ الذي يختبيء فيه بطل مأساةالسلام‏98‏ ممدوح إسماعيل في فندق تشرشل بلندن بينما لايزال الوزير يبحث عن مكان إختفائه فوق سطح القمر‏!!‏ وفق ما قاله للصحفيين عقب الكارثة هانجيبه ولو علي سطح القمر‏!!‏ المشهد الثاني يظهر فيه الدكتور صفوت النحاس رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والادارة وهو يصرخ متقمصا شخصية أرشميدس وجدتها‏..‏وجدتها بعد أن تفتق ذهنه عن إسلوب لدفع الصحف إلي متابعة أخباره بعد أن هدأت بعض الشيء قصة زغزغة الموظفين إذ كشف لجريدة الجمهورية يوم الثلاثاء الماضي عن خطته لتدريب العمالة المؤقتة علي مهنة عامل تغذية أسود غير أنه فات عليه تنظيم برامج لتدريب بعضهم علي مهنة عامل تغذية قرود ونسانيس بإعتبار أن الدنيا علي رأي عميد المسرح ماهي إلا جبلاية كبيرة‏!!‏ المشهد الثالث وتظهر فيه ابتسامة عريضة علي وجه الدكتور علي مصيلحي وزير التضامن الإجتماعي بعد أن وجد الوسيلة المثلي من وجهة نظره لتوصيل دعم الرغيف لمستحقيه من محدودي الدخل وذلك من خلال توصيل الخبز للمنازل مقابل‏2‏ جنيه حدا أدني لتوصيل‏5‏ أرغفة وهو ما نشرته الأخبار في صفحتها الأولي أيضا يوم الثلاثاء الماضي‏!!..‏ بمعني أن سعر الرغيف سيصل إلي‏40‏ قرشا بدلا من‏5‏ قروش‏..‏ وبالتأكيد ستلغي هذه الخدمة بعد فترة ولكن سيبقي السعر علي ماهو عليه وعلي المتضرر أن يلجأ لتنفيذ نصيحة ماري إنطوانيت‏!!‏ المشهد الرابع وفيه يظهر رئيس إتحاد العمال السابق الحاج سيد راشد والمقصود بالسابق هو المنصب وليس الشخص وهو يمر أمام المغارة مبني الإتحاد في شارع الجلاء بالقاهرة المجاور لقسم الأزبكية وهو يتحسس جسده غير مصدق أنه خرج بعد‏14‏ عاما تولي فيها رئاسة الإتحاد سليما بعد أن نجح في عقد صفقة يقدم بموجبها استقالته من منصبه مقابل إغلاق ملفات الفساد‏..‏ وأحلي من الشرف والنزاهة وخفة أقصد طهارة اليد مافيش‏!!‏ اما إبراهيم سعدة فكتب فى جريدة اخبار اليوم متهما جماعة الاخوان باستغلال ازمة القضاة لتحقيق مكاسب سياسية واستشهد بوثيقة منسوبة لهم ونشرها احمد موسى المحرر بالاهرام والمقرب من وزارة الداخلية وتؤكد هذه الوثيقة الاخوانية المزعومة ضرورة النزول للشارع للتظاهر لاستعراض القوة لان ذلك افضل وسيلة لتخويف العدو وبث الرعب فى قلبه وقال سعدة فى مقاله " انتهت كما نتمني الأزمة التي استمرت عدة أسابيع بين القضاة، بسبب إحالة مستشارين إلي المحكمة التأديبية للنظر في الدعوي المقامة ضدهما، والتي أصدرت حكمها ببراءة المستشار محمود مكي نائب رئيس محكمة النقض وتوجيه اللوم إلي المستشار هشام البسطويسي نائب رئيس المحكمة. وهو الحكم الذي لقي كما نشرت صحف أمس ارتياحا في الأوساط القضائية والقانونية، وأعرب البعض عن أملهم في أن يكون الحكم بداية لحوار هاديء حول قانون السلطة القضائية. وكانت وزارة الداخلية قد أصدرت بيانا يحظر المظاهرات بدون الحصول علي إذن مسبق، وهو مالم يحدث مما أدي إلي القبض علي255 من المتظاهرين من بينهم قيادات من الإخوان المسلمين مثل الدكتور عصام العريان والدكتور محمد مرسي. خلال الأسابيع الماضية قرأنا، وسمعنا، الكثير عن موقف جماعة الإخوان المسلمين في تصعيد الأزمة القضائية، ونشر الزميل أحمد موسي في "الأهرام" نص الوثيقة التي انفرد بها، ومنسوبة للإخوان وتحمل عنوان" مشروعية الخروج في المظاهرات" توضح أهمية المظاهرات من حيث أثرها علي الأعداء وأنها تعد نوعا مشروعا من إنكار المنكر، ولإظهار قوة المسلمين ليرجع الأعداء عن غرورهم. وتنتهي الوثيقة بمخاطبة الناس بصيغة الجماعة فتقول:"إن لم نظهر موقفنا وحميتنا وصوتنا وتعاطفنا مع إخواننا المقهورين فماذا بقي؟ ". وجاءت هذه الوثيقة لتزيد من اتهام الإخوان المسلمين بمحاولة إظهار وجودهم من خلال تأييدهم وتظاهراتهم وهتافاتهم ورفع شعاراتهم في مظاهرات وصدامات واشتباكات في شارع عبدالخالق ثروت .. وسط القاهرة. أزمة القضاة المصريين بدأت بخلاف رأي بين نادي القضاة والمجلس الأعلي للقضاء، ولتأخير السلطة التنفيذية في إقرار قانون السلطة القضائية الذي طال انتظاره، وهو خلاف يري كثيرون أنه يجب أن يظل مقصورا علي السلطة القضائية، ولا يجوز لأي سلطة أخري التدخل فيه، بما فيها سلطة رئيس الجمهورية. واستمرت الأزمة علي ماهي عليه إلي أن ازدادت تعقيدا نتيجة للدعوي التي أقامها قضاة ضد المستشارين محمود مكي وهشام البسطويسي، والتي ترتب عليها إحالتهما إلي المحكمة التأديبية، بقرار من وزير العدل المستشار محمود أبو الليل في ضوء مانسب إليهما من الإساءة إلي السلطة القضائية، والسب والقذف في حق زملائهما القضاة الذين أشرفوا علي انتخابات مجلس الشعب الأخيرة. وكان رد فعل نادي القضاة معارضا لهذا القرار، وطرح وجهة نظره عبر كل أجهزة الإعلام المحلية، والعربية، والأجنبية، ووجد الإخوان المسلمون فرصة عمرهم في هذا الخلاف المفروض أنه مقصور علي السلطة القضائية وسارعوا بتنفيذ وتطبيق ماجاء في وثيقة "مشروعية الخروج في المظاهرات" التي كشف عنها الزميل أحمد موسي في "الأهرام" أمس فجمعوا أنصارهم، وحشدوا مؤيديهم، وأشعلوا وسط العاصمة زئيرا، وهتافا، وشتما، وقذفا، في كل شيء.. وأي شيء!

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.