حاسبات القاهرة تحتفل بتخريج دفعة 2025 بحضور رئيس الجامعة ونائب وزير الاتصالات    محافظ أسيوط: خطة متكاملة لتطوير شوارع ديروط ب160 ألف متر إنترلوك    فتح تحذر من خديعة لنتنياهو لإفراغ غزة من سكانها    الإغاثة الطبية بغزة: المستشفيات تعاني من ازدحام شديد مع نقص كبير في الأدوية    تحديد موعد مباراة ليفربول وكريستال بالاس في كأس الرابطة    صيدلة الجامعة الألمانية تنظم المؤتمر الرابع GEPPMA في الطب الشخصي والصحة الدقيقة    بدء تفعيل الشرطة المدرسية بمدارس الوادي الجديد    قائمة الممنوعات الجماهيرية في قمة الأهلي والزمالك.. وتحذيرات أمنية مشددة    «الداخلية» تضبط سائقا بتهمة التعدي على قائد ميكروباص وهدده بالإيذاء في الإسكندرية    «قبة الغوري» تحتضن العرض الإيطالي «حدود» ضمن فعاليات مهرجان إيزيس لمسرح المرأة (صور)    بسبب سد النهضة.. عباش شراقي يكشف تطورات جديدة بشأن فيضان السودان الكبير    معهد بحوث الإلكترونيات أول مؤسسة مصرية تحصل على شهادة إدارة الذكاء الاصطناعي ISO/IEC    أسعار الحديد فى أسيوط اليوم الإثنين 2992025    موعد مباراة الدحيل ضد الأهلي السعودي اليوم والقنوات الناقلة    المباريات التي سيغيب عنها كارفاخال عن ريال مدريد    «المشاط»: تنفيذ 100 إصلاح هيكلي للحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي وتحفيز الاستثمار    استمرار حبس متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي للنصب على المواطنين في مدينة نصر    وكيل تعليم كفر الشيخ يتفقد مدارس دسوق ويشرح نظام البكالوريا للطالبات    السيطرة على حريق بمخبز سياحى فى المنوفية دون إصابات    مسئولون بالاتحاد الأوروبي يعربون عن ارتياحهم لنتيجة انتخابات مولدوفا    مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يعلن عن الشخصية الكورية المكرمة في دورته ال10    بعد مناشدات لوزير الثقافة.. وفاة أحمد الضوي مصمم قصص الأنبياء    أكاديمية الفنون: عودة مهرجان مسرح العرائس لمواجهة الألعاب الإلكترونية    محافظ الأقصر يستقبل مدير صندوق مكتبات مصر للتأكيد على نشر الثقافة ودعم السياحة    باسكال مشعلاني تتحدث عن أغنية "اتهرينا" وتكشف أغانيها المقبلة    مواقيت الصلاة فى أسيوط اليوم الإثنين 2992025    عاجل- الإفتاء توضح حكم ممارسة كرة القدم ومشاهدتها وتشجيع الفرق    تكريم أكثر من 300 حافظ للقرآن في ختام النشاط الصيفي بمسجد جنة الفردوس بالشروق    إيران تحتج على إجراء الأمم المتحدة بإعادة تنفيذ جميع القرارات المناهضة لطهران    أبرزهم القهوة والكاكاو.. 7 مشروبات مفيدة للقلب في يومه العالمي    طريقة عمل شوربة الخضار بالدجاج.. وجبة مغذية وخفيفة    التشكيل الأهلي السعودي المتوقع أمام الدحيل القطري بدوري أبطال آسيا للنخبة    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 في مصر للقطاعين العام والخاص.. هل تم تحديده رسميًا؟    حالة الطقس في السعودية اليوم الاثنين 29-9-2025 ونشاط الرياح المثيرة للغبار    ضبط شخص بالإسكندرية بتهمة النصب على المواطنين بادعاء العلاج الروحاني    246 من حصار طولكرم .. حملة مداهمات لعشرات المنازل بالضفة والاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين    زواج وعلاقات.. شريكك برج الأسد «خد بالك» من هذه الصفات    أليجري بعد الفوز على نابولي: روح ميلان كانت رائعة.. ومودريتش يلعب بذكاء    الأهلى والزمالك.. كتب تحدثت عن قطبى الكرة المصرية    تشكيل الهلال المتوقع لمواجهة ناساف في دوري أبطال آسيا    التموين: توافر جميع السلع واللحوم والدواجن بمنافذ القابضة الغذائية    إعلان نتائج اختبارات المعاهد الفنية للالتحاق بالجامعات للعام الجامعي 2025 / 2026    مجلس جامعة بني سويف يوافق على تشكيل لجنة تنسيقية للسكان وبناء الإنسان بالجامعة    الدنمارك تحظر رحلات الطائرات المدنية المسيرة قبل قمة الاتحاد الأوروبى فى كوبنهاجن    مصرع شخص وفقدان 12 آخرين جراء الإعصار بوالوى فى فيتنام    الصحة: 5500 متبرع بالدم خلال 4 أيام لدعم مرضى سرطان الدم ضمن الحملة القومية    أندية وادى دجلة تواصل حصد الإنجازات الرياضية الدولية في مختلف الألعاب    الانتهاء من إصلاح كسر في خطوط مياه الشرب بمدينة طور سيناء وعودة ضخ المياه    جيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أطلقه الحوثيون تجاه وسط إسرائيل    الأزهر للفتوى قبل لقاء القمة : التعصب الرياضي والسب حرام شرعا    «الداخلية» تنفي مزاعم إضراب نزلاء أحد مراكز الإصلاح: «أكاذيب إخوانية»    السكة الحديد تعتذر عن خروج عربات قطار عن القضبان.. وتؤكد: عودة الحركة كاملة خلال ساعات    هل كل الأطعمة تحتاج إلى إضافة الملح لإكسابها نكهة أفضل؟.. «الصحة» توضح    أسعار الأسماك اليوم الاثنين 29-9-2025في الدقهلية    142 يومًا تفصلنا عن شهر رمضان المبارك 2026    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29 سبتمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    رئيس محكمة النقض يستقبل عميد حقوق الإسكندرية لتهنئته بالمنصب    الأربعاء.. مجلس النواب يبحث اعتراض رئيس الجمهورية على قانون الإجراءات الجنائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيف نصراوى يكتب: مصر: المعانى السياسية للاحتجاجات العمالية

بينما ركزت أجهزة الإعلام خلال الأعوام الخمسة الماضية على المظاهرات فى قلب القاهرة ضد توريث الحكم إلى جمال مبارك، نجل الرئيس حسنى مبارك، فقد غابت عنها قصة أكبر وهى ارتفاع احتجاجات العمال الذين أصبحوا القوة السياسية الأكثر فاعلية فى البلد. فمنذ اضطرابات ما يزيد على 27 ألفاً من عمال شركة غزل المحلة للنسيج عامى 2006 و2007، تحولت مطالب العمالة المصرية من مجرد مطالب اقتصادية بحتة - الرواتب والعلاوات، والسلامة الصناعية - إلى مسألة سياسية تهدف إلى إعادة تعريف علاقتهم بالدولة.
على مدى نصف قرن، احتكر الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، الذى تسيطر عليه الدولة، تمثيل العمال. وجاء أقوى تهديد لهذا الاحتكار عندما دعا عمال شركة غزل المحلة للنسيج إلى حل لجنة المصنع النقابية، التى وصفت بكونها «غير ديمقراطية وغير تمثيلية».
وأخذت الدعوات الاستقلالية دفعة إضافية بعدما أعلن نحو 37 ألفاً من موظفى الضرائب العقارية فى ديسمبر عام 2008 تأسيس أول نقابة مستقلة منذ عام 1957. جاء هذا الإعلان بعد مرور سنة على اعتصام الآلاف من محصلى الضرائب العقارية لمدة 11 يوما أمام وزارة المالية فى وسط القاهرة، مطالبين بزيادة فى رواتبهم. وعلى الرغم من أن النقابة العامة للعاملين بالبنوك والتأمينات والأعمال المالية عارضت الإضراب، استجابت الحكومة فى نهاية المطاف لمطالب موظفى الضرائب العقارية برفع رواتبهم ثلاثة أضعاف.
بعد هذا النجاح، بدأ العمال فى العديد من القطاعات الصناعية والخدمية محاولات لإنشاء نقابات حرة خاصة بهم مستقلة عن سيطرة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر للتصدى لتدهور الأوضاع الاقتصادية. وتشمل هذه المحاولات قطاعات هيئة النقل العام والبريد وإداريى التعليم والمعلمين وأصحاب المعاشات وأساتذة جامعيين.
أسباب ودوافع متشابكة تفسر أكثر من 1600 احتجاج عمالى فى مصر بأشكاله المختلفة من إضراب واعتصام وإيقاف للإنتاج منذ عام 2004. أول هذه الدوافع يتعلق بخشية قطاعات واسعة من العمال من السياسات التى أعلن عنها رئيس الوزراء أحمد نظيف منذ تشكيل حكومته الأولى فى 2004، التى رافقها شعور قطاعات متزايدة من العمال والموظفين بأنها تمثل استراتيجية متعمدة لإعادة تعريف «العقد الاجتماعى» المعمول به منذ انقلاب الضباط الأحرار عام 1952. وتدريجياً، ظهرت فئة «رجال الأعمال»، البعض منهم أعضاء فى حكومة نظيف، لتحل محل «العمال والفلاحين» فى خطاب الدولة الرسمى القديم.
هذه السياسة، التى رافقها تزايد معدلات التضخم التى وصلت إلى 20 بالمائة فى عام 2008، تزامنت أيضا مع إجراء الانتخابات العمالية فى عام 2006، التى شهدت شطب مئات المرشحين القريبين من أحزاب المعارضة أtو المستقلين، ليأتى الاتحاد العام الجديد لنقابات عمال مصر «وكأنه امتداد للحزب الحاكم وحكومة رجال الأعمال» - على حد تعبير كمال أبوعيطة - رئيس النقابة المستقلة للضرائب العقارية.
وشكل تحييد مؤسسات الدولة السياسية والأمنية التكتيك الأبرز الذى تبنته احتجاجات العمال. صحيح أن الدولة تلجأ أحيانا إلى صنوف الترهيب التقليدية من طرد العمال أو نقلهم واعتقالهم والاعتداء عليهم، إلا أنها تسامحت إلى حد كبير مع الاحتجاجات العمالية مقارنة بالطريقة التى تحاصر بها خصومها السياسيين الآخرين كجماعة الإخوان المسلمين أو بقية الحركات العلمانية على غرار كفاية وحزب الغد.
هذا التسامح النسبى ربما يكون مصدره إدراك الدولة أن قمع العمال داخل مصانعهم قد يسفر عن خسائر بشرية واقتصادية كبيرة.ربما تدرك السلطات المصرية أيضا أن القيادات العمالية ابتعدت عن الأحزاب السياسية. فعلى سبيل المثال، اتفق قادة الضرائب العقارية، العام الحالى، على عدم المشاركة فى إضراب دعت إليه مجموعة من نشطاء ال«فيس بوك» لإحياء الذكرى الثانية لإضراب 6 أبريل عام 2008 فى مدينة المحلة الكبرى.
وخلافا لمظاهرات كفاية وشقيقاتها التى تهتف ضد الرئيس حسنى مبارك أو عناصر من نظامه، عادة ما يلجأ القائمون بالاحتجاجات العمالية إلى مناشدة مبارك نفسه التدخل لحل مشاكلهم.
اتساع المطالب الاستقلالية لقطاعات عمالية جديدة فى المستقبل يبقى رهن تطورات، من أبرزها كيفية تعامل الدولة مع النقابة المستقلة للضرائب العقارية. على الرغم من تسلم وزيرة القوى العاملة عائشة عبدالهادى الأوراق التأسيسية لنقابة الضرائب العقارية فى أبريل الماضى، تبقى هذه النقابة المستقلة فى حالة من عدم الوجود القانونى بسبب عدم اعتراف الوزارة بها، وهو اعتراف ضرورى لحمايتها من تدخل الدولة ولتمكينها من فتح حساب خاص لجمع الاشتراكات.
وفى الوقت نفسه، يحاول الاتحاد العام لنقابات عمال مصر تضييق الخناق على النقابة الجديدة فى مهدها. كما جاء فى إعلان رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر حسين مجاور فى سبتمبر عن دعوته إلى تأسيس لجنة خاصة للنظر فى إنشاء اتحاد جديد لجميع موظفى وزارة المالية، بما فى ذلك الضرائب العقارية. تهدف خطة مجاور إلى ضرب شرعية النقابة المستقلة للضرائب العقارية، لوجود قوانين تمنع تعدد العضوية النقابية.
أياً كان مستقبل النقابة المستقلة للضرائب العقارية، فمن المرجح أن تزداد قوة الاحتجاجات العمالية داخل مصر. إن خطط تسريع خصخصة الصناعات العامة وغياب المؤشرات المستقلة عن انخفاض البطالة والتضخم «معدلات النمو هبطت من حدود سبعة فى المائة عام 2007 إلى نحو 4.5 بالمائة عام 2009»، بالإضافة إلى حالة الغموض السياسى التى تحيط بالبلاد قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية عامى 2010 و2011 - تشير إلى أن غضب العمال المصريين وتنظيم الاحتجاجات لم ينتهيا بعد.
■ سيف نصراوى صحفى وباحث سياسى فى القاهرة، تتناول كتاباته قضايا الديمقراطية، والحركات الاجتماعية، وسياسات الهوية فى مصر والعراق.
■ ينشر هذا المقال باتفاق مع نشرة الإصلاح العربى الصادرة عن مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى
www.carnegieendowment.org/arb»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.