أكثر من 800 شاب وفتاة بادروا بعمل مجموعات على الموقع الإلكترونى «فيس بوك» تحمل اسم علاء مبارك، وذلك فى أعقاب اتصاله التليفونى لبرنامجى «الرياضة اليوم» و«البيت بيتك»، حيث روى من خلالهما ما حدث للمصريين فى السودان أثناء المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر، والتى تحدث عنها، واصفاً نفسه بمواطن مصرى يرفض عدم احترام المصريين فى الخارج، الأمر الذى أدى إلى تعاطف عدد من المترددين على الموقع الإلكترونى، والذين رفعوا عدة شعارات لمجموعاتهم ما بين اللغة العربية والإنجليزية منها «محبو علاء مبارك»، و«ابن مصر علاء مبارك»، و«نؤيدك ياعلاء»، حيث يعرض الموقع مقاطع من الاتصالات الهاتفية التى قام بها علاء، الأمر الذى وصفه الخبراء بأنه حقق مكسباً جماهيرياً كبيراً على عكس ما كان يخطط الحزب الحاكم الذى كان يريد صعود جمال مبارك جماهيرياً فى حالة فوز المنتخب. يرى النائب الإخوانى، محسن راضى، أن تعاطف الناس مع علاء مبارك بعد اتصالاته ليس تعاطفاً سياسياً بشكل كبير، وإنما اجتماعى بحت قد يشتغل بشكل سياسى فيما بعد، لأنه تحدث عن تجربة شخصية عاشها وشاهدها بعينه وسط آلاف المصريين، ولكنه طرح فى الوقت نفسه قضية مهمة وهى مسؤولية مصر كدولة لابد أن ترعى سلامة مواطنيها بالخارج، وهو ما ينبه الدولة إلى المسؤولية الدبلوماسية الخارجية للمصريين، وقال: لو كان هذا الحديث جاء من أى شخص آخر بالطبع سيكون له منظور سياسى آخر، ولكن الظاهر لكل من بادر بعمل مجموعات أو غيرها فى حب علاء هو أنه لا يسعى إلى أى منصب سياسى، خاصة أنه ارتبط مع الناس من خلال حرصه على متابعة المباريات فى الاستاد، ولكن الأمر الواضح أيضاً أنه كان هناك مشروع سياسى آخر رسمه الحزب الوطنى فى حالة المكسب، وهو صدارة جمال مبارك للجمهور العائد فى حالة الانتصار والذى كان يطمح من خلاله أن يحصد فوزاً سياسياً على المستوى الجماهيرى ولكنه لم يتحقق. من جانبه، أكد الدكتور جمال زهران، النائب بمجلس الشعب، أن الرهان السياسى الحقيقى هو ما رسمه جمال مبارك من خلال إرساله لكل قيادات الحزب وجمهوره إلى المباراة، والذى فى حالة الفوز كان سيكسب ثقة جماهير كبيرة ليس فقط لجمال فى ذاته ولكن أيضاً لفريقه من رجال الأعمال مثل أحمد عز ومحمد أبوالعينين وهو ما وصفه بالتوظيف السياسى فى حالة الفوز، وكأن الحزب الوطنى يريد أن يختطف النصر لصالحه، ولكن علاء لعب على أوتار المصريين من خلال عدم وجود طموحات سياسية واضحة له، والتى ابتعد فيها تماماً عن جمال بشكل واضح ليتصدر هو الشكل الاجتماعى المتمثل فى تفاعله مع الجمهور فى موجة الغضب التى عاصرها مع المصريين فى السودان، وحكى عنها بصراحة شديدة بعيداً عن أى مسمى سياسى، وهو ما عوض الجمهور بشكل نسبى عن موجة الغضب التى صحبت الهزيمة المثقلة.