«قد أنسحب من القاهرة، احتجاجا على الاعتداء على الجزائريين»، هذا التصريح للسفير الجزائرىبالقاهرة عبدالقادر حجار لوسائل الإعلام فى بلاده، كان سببا فى اتصال «المصرى اليوم» به لمعرفة حقيقة تهديده بترك القاهرة، لكنه رفض إعطاء أى توضيحات، وقال: «لا أستطيع الحديث حاليا، لأن السفارة تحت الحصار». ذهبنا إلى السفارة الجزائرية لاستطلاع الأمر، ورصد الحصار الذى أشار إليه حجار، فلمسنا حالة أمنية مكثفة فى الشوارع المحطية بها، حيث تواجد العشرات من ضباط وعساكر الأمن المركزى، على رأسهم قيادات من وزارة الداخلية برتب «لواء» وصل عددهم إلى ما يقرب من 5، مصطفين حول المبنى الرئيسى للسفارة المطل على شارع البرازيل بالزمالك، مانعين خروج أو دخول أى مواطن غير جزائرى. كما اصطف عدد من الجنود أمام باب سفارة البحرين المواجه للسفارة الجزائرية، بينما وقفت 7 سيارات أمن مركزى وسيارة «مصفحة» امام الباب الجانبى للسفارة بشارع محمد إسماعيل. التواجد الأمنى لم يقتصر على أبواب السفارة الجزائرية فقط، حيث وقف عدد من أمناء الشرطة مرتدين زياً مدنياً على أبواب العقارات والمحال المجاورة للسفارة، لمنع وقوع أى اشتباكات بين الجزائريين والمصريين. فى الوقت نفسه احتشد عدد كبير من الجزائريين «ملتحفين» بعلم بلادهم و«تى شيرتات» خضراء أمام السفارة، وافترشوا الحديقة الداخلية وسلم السفارة الداخلى فى انتظار حصولهم على تأشيرات سفر إلى السودان لمتابعة المباراة الفاصلة بين الفريقين، بعدما رفضت شركات السياحة المصرية التعاون مع السفارة الجزائرية وإمدادها بالأتوبيسات السياحية لنقل المشجعين إلى مطار القاهرة، خشية اعتدائهم على السائقين وإتلاف الأوتوبيسات. حاولت «المصرى اليوم» الدخول إلى السفارة، بعدما قام الأمن المصرى وأمن السفارة الجزائرى بمنع دخولنا مرتين، على الرغم من إظهار كارنيهات النقابة وإخبارهم بوجود ميعاد مسبق مع المستشار الإعلامى، قائلين: «مفيش شغل فى السفارة، الشغل هيبدأ يوم الأحد». غير أننا تمكنا من الدخول، إلا أن السفارة قامت بإغلاق الباب الداخلى للمبنى، ورفض أحد مسؤولى العلاقات العامة الحديث معنا، وأحضر الأمن وقام بإخراجنا بالقوة. وأغلقت السفارة الباب الداخلى للمبنى، ومنعت دخول المواطنين الجزائريين إلى مكتب السفير، واكتفت بالحديث معهم من شرفة مكتب السفير لتهدئة حدة الهتافات التى أطلقها الجزائريون، فيما فضل البعض منهم افتراش حديقة السفارة والبعض الآخر خرج لإحضار بعض الأطعمة والمشروبات من أحد المحال بالشارع. وشهد شارع البرازيل احتكاكا بسيطا بين أحد الجزائريين وأمين شرطة، عندما قال الأمين: «هنغلبكم 5 - صفر»، وهو ما جعل الجزائرى يشتبك معه وطلب منه عدم الحديث فى الكرة، وتدخل أحد الضباط لفك الاشتباك. ورصدت «المصرى اليوم» بعض المضايقات من جزائريين لطلبة المدارس وبنات كلية الفنون الجميلة، حيث تعمد الضيوف مضايقة المصريين وتحرش بعضهم بالفتيات بالشارع فى ظل وجود الأمن، وردد الطلاب الهتافات «يمين شمال.. هنروح المونديال». من جانبه رفض احد رجال الأمن المسئول عن تأمين السفارة من الخارج التعليق على تصريحات السفير الجزائرى بأن السفارة محاصرة، قائلاً ل«المصرى اليوم»: «خلى رئيس التحرير بتاعكم ييجى، هو اللى يرد على سفير الجزائر».