«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سفير الجزائر بالقاهرة يعترف لنا : تعرضت لمحاولة اغتيال علي يد خمسة مصريين تسللوا إلي قصري بواسطة لنش في النيل والأمن أنقذني في آخر لحظة
وائل الإبراشي يكتب:
نشر في صوت الأمة يوم 20 - 12 - 2009

· الخارجية المصرية تعمل ضد مصر.. أعطت الجزائر خطابا رسميا يثبت وجود 31 مصابا جزائريا في المستشفيات عقب مباراة القاهرة.. وهذا الخطاب هو أهم مستند في الملف الجزائري المقدم إلي الفيفا لتوقيع عقوبات علي مصر
· مصر والجزائر اتفقتا علي عدم مناقشة الأزمة داخل البرلمان في البلدين حتي لا يؤدي غضب النواب إلي تصعيد الموقف من جديد
· عمرو موسي طلب السفر للجزائر للوساطة فرفض الجزائريون بغطرسة.. وقال له سفيرهم المشكلة في مصر فهي التي سحبت سفيرها ثم إننا نرفض تحويلها إلي أزمة عربية
· سفير الجزائر اتصل بالدكتور زكريا عزمي وقال له : أخشي أن يقوم الجزائريون بمظاهرات مماثلة قد تؤدي إلي حرق السفارة المصرية
· حجار : الفنان المصري الوحيد الذي أعاد جائزته هو شريف منير حيث سلمها بالفعل للسفارة أما بقية الفنانين الذين أعلنوا إعادة جوائزهم الفنية التي حصلوا عليها من الجزائر لم ينفذوا ذلك حتي الآن
لو كانت الشتائم تعيد حقاً مسلوباً، أو تسترد كرامة ضائعة، لوقفنا جميعاً في ميدان التحرير نشتم إسرائيل ونلعنها ليلاً ونهاراً، لنسترد القدس وكل الأراضي العربية المحتلة.. المشكلة أننا ندمن خداع أنفسنا لأننا نعلم أن الشتائم هي سلاح الضعفاء والعاجزين، وأن السلاح الوحيد الذي يعيد الحقوق ويرد الكرامة هو سلاح المواقف الجادة والحاسمة والحازمة والقوية.. وهو السلاح الذي لم ولن نستخدمه، لأننا أضعف من أن نستخدمه، نحن ظاهرة صوتية ميكروفونية.. وإذا كنا لم نتخذ موقفاً - قبل وبعد - الاعتداءات علي المصريين، سواء لحمايتهم قبل الأحداث أو لاسترداد حقوقهم وكرامتهم بعد الاعتداءات، فالمطلوب الآن علي الأقل مكاشفة الناس بكل الحقائق تمهيداً لمحاسبة المقصرين، ومساءلة المسئولين المصريين، الذين أداروا الأزمة «قبل وبعد» أسوأ إدارة، بشكل أدي إلي هزيمة المصريين في المعركتين: معركة المباراة في ستاد أم درمان، ومعركة الكرامة في شوارع السودان والجزائر.
هدأت الرياح واستكانت العاصفة وآن أوان المحاسبة والمكاشفة والمساءلة، لذلك قررت جمع المستندات والمعلومات المتعلقة بهذه الأزمة.. بعضها لا يجوز نشرها الآن من باب المصلحة العامة، والبعض الآخر واجب النشر، من باب حق الناس في المعرفة وحقهم في مساءلة المسئولين المصريين المقصرين والمخطئين والمتآمرين.. كل المعلومات المنشورة في هذا التقرير موثقة ومدعومة بالمستندات أو بشهادات أصحابها.
لم أكن أتوقع أن يصل حجم الغضب عند المصريين إلي حد التخطيط لقتل السفير الجزائري بالقاهرة عبدالقادر حجار، الذي لزم قصره بجوار مجمع الفنون بالزمالك، بناء علي تعليمات أمنية، ولم يغادره إلا يوم الجمعة الماضي فقط بسفره إلي بلاده في إجازة قصيرة يعود بعدها.. نعم محاولة اغتيال مسلحة وحقيقية نكشف عنها النقاب لأول مرة خطط لها بدقة خمسة مصريين نجحوا بذكاء شديد في ضرب الحصار الأمني المفروض علي قصر السفير، وتسللوا إلي داخله، واستغاث السفير الجزائري بأجهزة الأمن المصرية التي أنقذته في اللحظات الأخيرة أثناء بحث المقتحمين الخمسة عنه داخل غرف القصر، الواقعة مسجلة في مذكرة أمنية واعترف الخمسة بأنهم يعتبرون السفير الجزائري مسئولاً عن جرائم الاعتداءات علي المصريين في السودان والجزائر وأنهم غاضبون ويريدون الثأر لكرامة المصريين.. سألت السفير عبدالقادر حجار عن الطريقة التي استخدمها المصريون الغاضبون للتسلل إلي قصره فقال: استخدموا لنشاً أو زورقاً صغيراً وجاءوا من النيل حيث يطل القصر عليه، وهو ما لم يخطر علي بال أحد، فالأمن المصري يحاصر القصر لحمايتي من كل جوانبه إلا من خلفيته المطلة علي النيل فالخوف كان من المتظاهرين الذين يستخدمون الشوارع ولايتوقع أحد أن يستخدموا النيل من الخلف، وأضاف السفير الجزائري: رصدتهم كاميرات المراقبة فاتصلت بقيادات الأمن المصري الذين أنقذوني من محاولة قتلي في اللحظات الأخيرة وألقوا القبض علي المصريين الخمسة.
بعد محاولة اغتيال السفير الجزائري خصصت أجهزة الأمن في سابقة هي الأولي من نوعها حراسة أمنية دائمة باستخدام اللنشات والقوارب المطاطية في النيل خلف قصر السفير.
قال لي السفير عبدالقادر حجار: قبل محاولة اغتيالي في مصر علي يد مصريين بثلاثة أيام كانت هناك محاولة لحرق منزلي في الجزائر علي يد جزائريين.. أنتم تتهمونني في مصر بأنني تأخرت في نفي وجود قتلي جزائريين في القاهرة، مع أنني نفيت علي الفور، وهم في الجزائر يهاجمونني ويتظاهرون ضدي لأنني نفيت وجود قتلي.. أي أنني مستهدف هنا وهناك.. لقد اتصلت بي ابنتي من الجزائر بعد مباراة القاهرة وهي تصرخ وتبكي وتستغيث، لأن المتظاهرين الجزائريين توجهوا إلي منزلي وهم يهتفون ضدي وهددوا بحرقه فاتصلت أنا بمدير الشرطة الجزائرية وطلبت منه حماية منزلي، خاصة أن الأبناء بمفردهم لأن أمهم كانت في الحج.
وأضاف السفير عبدالقادر حجار: كان خوفي من مظاهرات المصريين أمام السفارة الجزائرية بالقاهرة أن ينظم الجزائريون مظاهرات مماثلة أمام السفارة المصرية في الجزائر لذلك استشعرت الخطر واتصلت بالدكتور زكريا عزمي - رئيس ديوان الرئيس مبارك - ولفت انتباهه إلي ضرورة إنهاء هذه المظاهرات حتي لا تخرج مظاهرات مضادة في الجزائر قد تحرق السفارة المصرية هناك.. قلت له ذلك من باب معرفتي بطبيعة الجزائريين وليس من باب التحذير أو التهديد.
انتهي كلام السفير الجزائري بالقاهرة، ونعود إلي ما تسجله بعض الأوراق الرسمية من معلومات مهمة تتعلق بالأزمة منها مذكرات متبادلة تتعلق بالجامعة العربية، فطيلة الأزمة المتصاعدة بين مصر والجزائر ونحن نتساءل: أين عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية؟ لماذا لا يحاول الوساطة بين اثنتين من أكبر الدول العربية؟ لقد تدخلت الجامعة العربية وعرضت الوساطة بين قوي سياسية داخل دول عربية مثلما حدث مع الأزمة اللبنانية وفي الصدام بين حركتي فتح وحماس داخل الأراضي الفلسطينية فكيف لا تحرك ساكنا إزاء أزمة سياسية وشعبية عنيفة بين دولتين عربيتين كبيرتين بحجم مصر والجزائر؟.. اعتدنا دائما أن تندلع الخلافات وتشتعل الصراعات وتتأجج المعارك بين النظم السياسية في العالم العربي، ولكن هذه هي المرة الأولي في تاريخ الخلافات العربية التي يحاول فيها بعض المغرضين- وقد نجحوا في ذلك - تحويل الخلاف إلي معركة بين شعبين، كلاهما يلعن ويشتم ويسب الآخر.. كان السؤال المطروح دائما - ومازال - أين الجامعة العربية؟ أين عمرو موسي؟! خاصة أن معركة الشتائم والإهانات المتبادلة استخدمت فيها شعارات وتعبيرات معادية للعروبة ووصلت إلي حد الكفر بالعروبة، ففي الجزائر تيار قوي ونشط معاد للعروبة، استغل الأزمة ونفخ فيها لتحقيق أهدافه المتعلقة بسلخ الجزائر عن عروبتها، وفي مصر ظهر من يرفع شعار: مصر فرعونية وليست عربية، وانتشرت كتابات ووجهات نظر عديدة تتساءل بخبث: لماذا يكره العرب مصر؟ ولماذا يتطاولون عليها؟
وتعامل البعض في مصر والجزائر مع العروبة وكأنها قميص نرتديه، ويمكن أن نخلعه ونرميه في أي وقت؟.. أين الجامعة العربية إذن وأين عمرو موسي؟.. تقول مذكرة رسمية جزائرية: إن عمرو موسي طلب زيارة الجزائر للوساطة وجاءه الرد الجزائري قاسيا ومتغطرسا، وهو - بالحرف الواحد - «نرفض زيارتكم للجزائر للوساطة لأن المشكلة في مصر وليست في الجزائر فمصر هي من سحبت سفيرها والجزائر لم تفعل ذلك».. وبعد أن فشلت فكرة سفر عمرو موسي إلي الجزائر للوساطة، عرض موسي اقتراحا آخر وهو عقد اجتماع علي مستوي المندوبين الدائمين للدول العربية داخل الجامعة لمناقشة الأزمة إلا أن الجزائر رفضت أيضا هذا الطلب في موقف غريب وشاذ.. سألت السفير الجزائري بالقاهرة عبدالقادر حجار: لماذا رفضتم زيارة عمرو موسي إلي الجزائر للوساطة وأحرجتموه ولماذا رفضتم أي اجتماع عربي لمناقشة الأزمة؟ فأجاب قائلا: رفضنا تحويل الخلاف بين مصر والجزائر إلي قضية عربية، وصممنا علي أن تكون قضية مصرية جزائرية فقط، وأردنا أن نقول: إن قنوات الحوار بين مصر والجزائر مفتوحة ولا تحتاج إلي وساطات.
كلام السفير الجزائري يكشف سر فشل كل مبادرات الوساطة وعلي رأسها مبادرتا القائد الليبي معمر القذافي والرئيس السوداني عمر البشير.. الآن تبين أن كل الوساطات فشلت بسبب الرفض الجزائري الشاذ وغير المبرر، ففي الأزمات تقرب الوساطات وجهات النظر ثم إن قنوات الحوار الثنائية بين مصر والجزائر كانت مغلقة بالضبة والمفتاح، ولم تكن مفتوحة بدليل أنها تركت الكلمة الأولي للمنفعلين الغاضبين هنا وهناك.. والرفض الجزائري الرسمي لكل مبادرات الوساطةيؤكد أن النظام السياسي الجزائري - أو علي الأقل جناحا قويا داخله - هو الذي دفع بالأزمة نحو التصعيد والصدام العنيف لتحقيق مكاسب سياسية ومصالح شخصية، وأن هذا النظام السياسي هو الذي استخدم المتعصبين الجزائريين للاعتداء علي المصريين في الجزائر والسودان.
لكن هناك جانباً آخر يتمثل في المسئولين المصريين الذين فشلوا في حماية المشجعين أولا، ثم فشلوا في إدارة الأزمة قانونيا وسياسيا ودبلوماسيا ثانيا وعلي رأسهم وزارة الخارجية المصرية.. المفاجأة التي ننفرد بها في هذا التقرير أن أهم مستند رسمي يستند إليه الجزائريون في ملفهم المقدم إلي الفيفا بهدف توقيع عقوبات علي مصر هو عبارة عن خطاب رسمي من وزارة الخارجية المصرية تعترف فيه بوجود 31 مشجعا جزائريا مصابا في المستشفيات المصرية، عقب مباراة مصر والجزائر في القاهرة يوم 14 نوفمبر عام 2009، صحيح أن نفس الخطاب أشار إلي وجود مصابين مصريين أيضا، إلا أن الجزائر حصلت علي ما تريده وهو اعتراف مصري رسمي بوجود إصابات للمشجعين الجزائريين استدعت نقلهم وعلاجهم في المستشفيات وهو ما جعل السفير الجزائري، عبدالقادر حجار يصرخ منتشيا بالنصر ومتباهيا بما حصل عليه:«أنا معايا وثيقة رسمية من الخارجية المصرية تثبت الاعتداء علي الجزائريين في القاهرة».
لا أدري كيف تورطت الخارجية المصرية في منح السلطات الجزائرية ورقة تخنقنا بها في الصراع القانوني بيننا وبينهم؟! أتحدي أن نحصل علي مذكرة مماثلة من الخارجية الجزائرية أو حتي ورقة تشير إلي وجود مصري واحد مصاب في الجزائر.. نحن في معركة قانونية تتعلق بجمع الأدلة والمستندات، وهذه المعارك تحتاج إلي مناورات وحيل قانونية، بعيدا عن السذاجة المفرطة التي تدفعنا لتقوية موقف الجزائر في الوقت الذي فشلنا فيه في توثيق أدلتنا وأوراقنا التي سنقدمها للفيفا لإثبات أننا الطرف الضحية المعتدي عليه.
تبقي أربع معلومات مهمة حصلت عليها من السفير الجزائري بالقاهرة عبد القادر حجار وهي معلومات موثقة لأنه أودعها في تقارير رسمية.
الأولي.. تتعلق بالرجل اللغز محمد روراوة رئيس اتحاد الكرة الجزائري وهو أحد المتهمين الرئيسيين وأحد مهندسي الاعتداءات علي المصريين وهو أكثر المسئولين الجزائريين الذين يهاجمون الآن في مصر.. قال حجار: المسئول الجزائري الوحيد الذي كان يأتي إلي مصر كثيرا «من بره بره» ولا يمر علي السفارة الجزائرية ولا يستخدم سياراتها ولا نحجز له في فندق ولا ننشغل به ولا نعرف عنه شيئا هو محمد روراوة وذلك لكثرة أصدقائه من المسئولين المصريين لدرجة أنهم كانوا يستقبلونه بسياراتهم ويضايفونه في الفنادق.
هذا الكلام يدفعنا أكثر إلي المطالبة بفتح ملف محمد روراوة وهو ملف متخم بالاسماء خاصة ما يتعلق بالبيزنس والعلاقات التجارية مع بعض المسئولين المصريين.
الثانية : تتعلق بالفنانين المصريين الذين أعلنوا في لحظات الانفعال والغضب أنهم سيعيدون جوائزهم التي حصلوا عليها من مهرجانات فنية جزائرية احتجاجا منهم علي اعتداءات المتعصبين الجزائريين علي المصريين في السودان والجزائر.. قال السفير حجار : الفنان المصري الوحيد الذي أعلن إعادة الجائزة وأعادها بالفعل وأرسلها إلي السفارة الجزائرية مع خطاب من نقابة الممثلين هو الفنان شريف منير، كلام حجار يعني أن بقية الفنانين حصلوا علي الشو الإعلامي المتعلق بإظهار الغضب ولكنهم احتفظوا بجوائزهم ولم يعيدوها إلي السفارة وكان شريف منير هو الوحيد الصادق مع نفسه ومع الناس.
الثالثة : أن كل الطلبة الجزائريين في مصر الذين كانوا يدرسون في الجامعات المصرية عادوا إلي الجزائر بشكل نهائي وقرروا عدم العودة إلي مصر مرة ثانية خوفا من غضب المصريين وفي المقابل حدث العكس حيث عاد إلي الجزائر معظم العاملين المصريين الذين كانوا قد عادوا إلي القاهرة بعد الاعتداءات الجزائرية علي المصريين في الجزائر وقال عبدالقادرحجاج: انه منح «2000» تأشيرة للمصريين العائدين إلي الجزائر في الاسبوع الماضي فقط وقبل سفره إلي الجزائر.. أي أن الجزائريين يخرجون من مصر بلا عودة والمصريون الذين خرجوا من الجزائر عادوا إليها.
الرابعة : وهي المعلومة الأكثر أهمية أن هناك اتفاقا مصريا جزائريا علي عدم إثارة الأزمة بين مصر والجزائر داخل البرلمان في البلدين وتحديدا في الجلسة العامة حتي لا يصعد أعضاء مجلس الشعب الغاضبون الازمة ويعيدونها إلي نقطة الصفر قال لي السفير الجزائري عبد القادر حجار: لو طرحت مصر مناقشة الازمة في الجلسة العامة لمجلس الشعب فسوف نطرحها في البرلمان الجزائري عندكم نواب غاضبون وعندنا نواب غاضبون ومن الافضل للعلاقات بين البلدين ابعاد الازمة عن دائرة الغضب البرلماني.
كلام السفير حجار يفسر إصرار رئيس مجلس الشعب المصري الدكتور فتحي سرور علي عدم مناقشة قضية الاعتداءات علي المصريين في السودان والجزائر داخل الجلسة العامة لمجلس الشعب حتي الآن ويؤكد أن هناك صفقات واتفاقات تعقد بين الحكومتين في مصر والجزائر للتهدئة حينا والتصعيد حينا آخر.
حرصت في هذا التقرير علي تقديم المعلومات لنضعها أمام الناس نحتاج الآن إلي الحقائق لا الشتائم .. المعلومات لا الانفعالات.. المستندات لا الهتافات.. وكل المعلومات المتاحة تؤكد أننا أمام جريمة ارتكبها نظامان سياسيان.. نظام سياسي جزائري استخدم المتعصبين الجزائريين لإهانة المصريين والاعتداء عليهم ونظام سياسي مصري فشل في حماية المواطنين وعجز عن استرداد حقوقهم وكرامتهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.