«سنظل ساجدين، لأن الصلاة تدفعنا نحو العمل الإيجابى، وهذا ليس فى الدين الإسلامي فقط بل في كل الأديان».. بهذه الكلمات البسيطة بدأ عبدالظاهر السقا حديثه ل«المصري اليوم»، مؤكداً أنه عاش أصعب يومين في حياته عندما داهمته الأنفلونزا وانتابته حالة من الرعب خوفاً من عدم استطاعته إكمال البطولة. وقال: أبلغت الكابتن حسن شحاتة برغبتي في اللعب، لكننى واثق تماماً في قراراته، وسألتزم بتعليماته للنهاية كى نحقق حلم الفوز بالكأس، حتى لو جلست على دكة البدلاء طوال البطولة، ولن أخرج عن النص أبداً لأنني أعتبر نفسى أحد النماذج التي يجب أن يحتذى بها. ■ ما رأيك في الهجوم الشرس الذي شنه البعض على حسن شحاتة واتهامهم إياه بإقحام الدين في الرياضة؟ - البعض يحاول الإساءة للمسلمين وإعطاء انطباع مغاير للحقيقة عنهم، وأنا من خلال معاشرتي لتجربة احتراف استمرت قرابة 11 عاماً أقولها بصراحة وبصدق، إن الدين أساس العمل في كل البلدان سواء كان «إسلامياً أو مسيحياً أو يهودياً»، وكل الديانات تحث على العمل ولا أجد مبرراً لما يُثار على الساحة حالياً، وأعتقد أن البعض لا يعجبه تلقيبنا ب«منتخب الساجدين». ■ وهل من الممكن وسط هذا الهجوم أن تغيروا من سلوكياتكم؟ - بالطبع لا.. فنحن سنظل ساجدين إلى يوم الدين مادام الأمر لا يضر أحداً في شىء، وأنا أقولها بصراحة إن الصلاة هى السبب الرئيسي فى نجاح منتخب مصر لأننا نجتمع سوياً خمس مرات في اليوم، ونتناقش معاً في أمور مختلفة، وهذا يؤدى إلى التقارب فيما بيننا وعندما كنت في تركيا كنا نواظب على الصلاة باستمرار. والحمد لله أننا نعرف الفارق جيداً بين العمل المربوط بالعبادة وبين التواكل، ويشرفنا أن يطلق علينا «منتخب الساجدين»، لأن هذا شرف ووسام يجب أن نضعه على صدورنا جميعاً. ■ وهل الصلاة فقط هى سر نجاحكم؟ - هى من أهم العوامل، ولكن هناك عوامل أخرى كثيرة لا تقل أهمية منها الإخلاص والتفاني في التدريبات والمباريات، وكذلك احتضان الكبار للصغار، وعدم التعالي عليهم، فمثلاً الكابتن حسن شحاتة يعاملنا جميعاً معاملة أبوية، ولا يضع فوارق بين اللاعبين بعضهم البعض، وأيضاً اللاعبين الكبار في الفريق مثلي أنا وأحمد حسن والحضري ووائل جمعة نقوم باحتضان زملائنا الصغار بالفريق، ولا نبخل عليهم بالنصيحة، وكل هذه عوامل إيجابية تصب في النهاية في مصلحة الفريق، والدليل على صدق كلامي هو نجاح هذا الجيل في تحقيق إنجازات عديدة يصعب على أى فريق تحقيقها. ■ وما رأيك في تصرف زيدان خلال مباراة موزمبيق؟ - زيدان اعتذر لنا وللجهاز الفني عما أقدم عليه من تصرف خلال المباراة عند استبداله، والجهاز تقبل اعتذاره، وقد شرح لنا الأسباب التي دفعته للإقدام على مثل هذا التصرف، حيث أكد أنه لم يكن يقصد الإساءة لأحد، سواء من الجهاز الفني أو اللاعبين، ولم يقصد الاعتراض على تغييره، بل كان حزيناً لعدم تمكنه من إحراز أي أهداف خلال المباراة، وقد اقتنعنا بمبرراته، ولذلك أطالب وسائل الإعلام بعدم ذبح زيدان والوقوف إلى جواره لأنه بادر بالاعتذار عن تصرفه. ■ وما رأيك في مستوى المنتخب خلال المباراة؟ - مستوانا كان أقل بكثير من الذي ظهرنا عليه أمام نيجيريا في المباراة الأولى، وهذا أمر طبيعى نظراً للفوارق في المستويات بين المنتخبين، حيث إن المنتخب النيجيري دفعنا لأن نقدم أفضل ما لدينا بعكس موزمبيق الذي لعب أمامنا بصورة عشوائية، ولم تكن له أي ملامح على الإطلاق، ولذا خرجت المباراة بهذا المستوى، ولكننى أعتقد أننا كنا محظوظين للغاية في هذه المباراة، وحالفنا التوفيق خلالها لأنه في الوقت الذي كنا في أمس الحاجة خلاله لإحراز هدف تحقق ما أردنا وحسمنا المباراة بهدف ثانى لجدو، وصعدنا إلى دور الثمانية كأول المجموعة دون النظر لنتيجة الجولة الأخيرة. ■ وهل الحظ ساندكم في هذه المباراة فقط؟ - بالعكس، فنحن جيل محظوظ إلى أقصى درجة والدليل تجمع كل هذه المواهب بالمنتخب الوطني في الوقت الحالى، وهو ما ساهم بشكل كبير في تحقيق العديد من البطولات والانتصارات، وأعتقد أن هذا الأمر من الصعب تكراره مستقبلاً. ■ وماذا تمثل بطولة الأمم الأفريقية لك؟ - هذه البطولة تعد الفرصة الأخيرة للكرة المصرية، حيث إننا لن نحقق أي شىء على الساحة الأفريقية خلال الفترة المقبلة بسبب افتقار الجيل الجديد للمواهب المتوافرة حالياً، وبصراحة مستقبل الكرة المصرية لا يبشر بالخير في ظل هذه المعطيات التي أمامنا، وعلى سبيل المثال كان جيلي أنا وعبدالستار والحضري واثقاً من أن هناك امتداداً لنا، في وجود عماد متعب وأحمد فتحى وعمرو زكي وحسني عبدربه، وغيرهم من لاعبى هذا الجيل، أما الآن فلا يوجد لاعب واحد بالمنتخب الأوليمبي ترك علامة واحدة تشير إلى أنه سيخدم المنتخب مستقبلاً. ■ وما طموحاتكم في تلك البطولة؟ - بالنسبة لي جئت لأنجولا لتحقيق الفوز باللقب الأفريقي الثالث في تاريخى، والذي لن أتنازل عنه أبداً، حيث لا يكفيني حتى الحصول على المركز الثاني، وكما سبق أن قلت إنها الفرصة الأخيرة للجيل الحالي من اللاعبين. ■ ومن المنتخب الذي ترى أنه سينافس منتخبنا؟ - حتى الآن لا يوجد منتخب «يخوّف»، فكل الفرق الكبرى ظهرت في مبارياتها وكأنها لم تحضر إلى أنجولا، وقد رأينا جميعاً المستويات المتدنية للكاميرون وكوت ديفوار ونيجيريا ومالي، وأعتقد أن المنتخب المصري هو الوحيد الذي ظهر بصورة طيبة خلال البطولة حتى الآن. ■ وماذا عن غيابك عن أول مباراتين؟ - طبعاً الجميع يعلم أنني تعرضت للإصابة بالأنفلونزا بمجرد وصولي إلى أنجولا، وارتفعت درجة حرارتي بصورة كبيرة، مما أدى إلى ذهابي والدكتور أحمد ماجد لأحد المعامل لإجراء تحليل حتى نعرف حقيقة الفيروس الذي أصابني، ولكن للأسف لم نجد أى معامل، فقمت بالاتصال بطبيبى الخاص بالقاهرة، فضلاً عن بعض الأطباء المتواجدين بالكاف، والحمد لله تحسنت حالتي واستعدت كامل قوتي، وأقولها بصراحة: «أنا شفت أصعب يومين في حياتى وكنت خايف جداً من عدم استطاعتي البقاء مع الفريق بالبطولة». ■ ولكن متى تعود للمشاركة؟ - أنا أحترم قرارات الكابتن حسن شحاتة، وقد أبلغته خلال المحاضرة الأخيرة التي سبقت مباراة موزمبيق بأنني متضايق لاستبعادى عن الفريق، وقد تفهم وجهة نظري، وقال لى «إن اللاعب يجب عليه أن يكون حريصاً على المشاركة في المباريات، وإن الجميع سيحصل على فرصته عندما تسمح الظروف بذلك». ■ وهل اقتنعت بكلامه؟ - أنا أثق في كلام حسن شحاتة جيداً، خصوصاً أنه سبق له أن استدعاني لأهم مباراتين في تاريخ المنتخب أمام الجزائربالقاهرة والسودان رغم ابتعادي عن المنتخب لمدة عامين ونصف تقريباً، وأنا أقولها صريحة أنا مستعد للجلوس على دكة البدلاء حتى نهاية البطولة لو سيجعلنا ذلك نعود بالكأس إلى القاهرة، لأننى بصراحة نفسى يضاف إلى تاريخي فوزي باللقب الثالث، حيث سبق لي أن فزت به مرتين من قبل. ■ أتعني أنك لن تخرج عن النص أبداً؟ - الفوز بالبطولة تطلب إنكار الذات، وأنا وزملائي الكبار بالفريق أمثال الحضري ووائل جمعة وأحمد حسن نعد بمثابة نماذج يقتدى بها زملاؤنا الصغار بالفريق، وبالتالي يجب علينا أن نكون أمثلة طيبة أمامهم، وأيضاً لا يوجد مخلوق يعرف الخير فين، فمن الوارد ألا أشارك ونفوز بالبطولة والعكس. ■ وما تقييمك لتجربة احترافك؟ - الحمد لله أنا استفدت من تجربة 11 سنة جيداً، لأنني لم أذهب إلى هناك كى أجمع «فلوس» وخلاص، فتعلمت من التجربة الكثير، خصوصاً الالتزام واكتسبت خبرات كبيرة ستساعدنى كثيراً فى حياتى المستقبلية. ■ وهل بالفعل قررت العودة إلى مصر؟ فعلاً أنا اتخذت قراري بأن يكون الموسم الحالى هو الأخير لي في عالم الاحتراف، وقد أبلغت بذلك مسؤولي نادي «اسكى شاهير» التركي ليتخذوا ما يرونه مناسباً في صالحهم، وحاولوا إثنائي عن قراري، لكنني أبلغتهم برغبتي الشديدة في العودة إلى مصر لأسباب خاصة رفضت الحديث معهم عنها. ■ وهل أنت راض عما حققته في رحلة الاحتراف؟ - الحمد لله أنا راض تماماً عن كل ما فعلته، حيث حققت الكثير سواء من الشهرة أو المال أو اللعب في الأندية التي أرغب في اللعب بها، أو تحقيق البطولات مع المنتخب الوطني.
