أكد الأنبا ثيئودوسيوس، الأسقف العام المساعد، المرسوم قبل عدة أشهر لمساعدة مطران الجيزة وتوابعها الأنبا دوماديوس، ظهور العذراء فى كنيسة الوراق، فيما حذر مفكرون مسيحيون من انتشار ما سموه «مستنقع العصور الوسطى فى الكنيسة». وقال ثيئودوسيوس، فى بيان له أمس، إن مطرانية الجيزة تعلن أنه حدث «ظهور وتجلى للسيدة العذراء» فى كنيستها بوراق الحضر التابعة للمطرانية، وذلك فجر يوم الجمعة الموافق الساعة الواحدة صباحا. وذكر البيان أنه حدث ظهور كامل للسيدة العذراء، وهى «بملابسها النورانية فوق قبة الكنيسة الوسطى بالثوب الأبيض الناصع، وتشد وسطها بحزام لونه أزرق ملوكى، وعلى رأسها تاج وفوق التاج صليب القبة وصلبان الكنيسة تصدر منها أضواء باهرة»، مشيراً إلى أن كل أهل المنطقة شاهدوها، وهى تنتقل وتظهر على البوابة بين المنارتين. وقال ثيئودوسيوس: «رصدت الموبايلات وعدسات التصوير الظهور وتقاطر جماهير المنطقة والمناطق المجاورة والمارة، وتجمع فى هذا الوقت ما يقرب من 3 آلاف نسمة فى الشارع أمام الكنيسة»، لافتاً إلى أن هذا الحدث تلاه «حمام يطير على فترات من الليل ونجم مضىء يظهر بسرعة ويسير فى حدود مائتى متر ويختفى وسط تراتيل الجماهير الغفيرة المنتظرة لمسات السيدة العذراء»، مشدداً على أن «هذه بركة كبيرة للكنيسة ولكل شعب مصر». فى المقابل، طالب القمص سرجيوى سرجيوس، وكيل البطريركية، بضرورة انتظار رأى لجنة المجمع المقدس التى سيشكلها البابا شنودة لهذا الغرض عقب عودته من رحلته العلاجية بأمريكا، محذرا من الانسياق وراء الأقاويل المرسلة، بينما حذر الدكتور جورج حبيب بباوى من انتشار «مستنقع العصور الوسطى فى الكنيسة»، معتبرا أن هذا الأمر الذى سيطر على مصر والكنيسة بسبب حالة التراجع الفكرى العام. وخلال رسالة وجهها أساساً ردا على كتاب للدكتور حنين عبدالمسيح، وهو الكتاب الذى صدر بعنوان «كنت أرثوذكسياً والآن أبصر»، هاجم بباوى معتقدات الكنيسة واتهمها بالتخلف، وقال: «يهمنا أن نؤكد على أن د. حنين ليس فريدًا فى بابه، بل هو فى ذلك واحدٌ من ألوف الأقباط، إن لم يكن هو صوت الأغلبية التى شربت من مستنقع العصر الوسيط، الذى أفرز الفكر القبطى المعاصر، الذى بدوره أخذ برواسب الثقافة المصرية العصر أوسطية التى تكاد تهرب من الاعتدال إلى التطرف». وأضاف: «هذه الرسالة تأتى تعبيرًا عن تحملنا مسؤولية تنقية المسيحية المصرية مما ران عليها من تشوهات». إلى هذا خلت ساحات كنيسة العذراء والملاك من جمهور الأقباط بعد ستة أيام من بداية تردد الأقاويل حول ظهور العذراء هناك، خاصة بعد فشل مصور الكاتدرائية فى جمع أى مواد مفيدة لعرضها على المجمع المقدس.