رأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة جاءت لتخفف حدة الخلاف الإسرائيلي الأمريكي حول طريقة التعامل مع البرنامج النووي الإيراني. وسلطت الصحيفة، في تقرير نشرته، الجمعة، على موقعها الإلكتروني، الضوءعلى الكلمة التي شدد فيها على ضرورة إيقاف قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم قبل الربيع المقبل أو بداية الصيف، قائلا إنه قبل حلول هذا الوقت، فإن إيران ستكون على مسافة قصيرة من صناعة أول سلاح نووي لها. وأشارت إلى أن نتنياهو أوضح في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بشكل مثير، عزمه غلق البرنامج النووي الإيراني من خلال جر خط أحمر على رسم توضيحي لقنبلة، لكن «نيويورك تايمز» رأت أن مضمون كلمته أشار إلى تخفيف الخلاف الصعب مع إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بشأن كيفية مواجهة إيران بسبب برنامجها النووي. وأوضحت أن تخفيف اللهجة عكس أيضا قراءة إسرائيل لاستطلاعات الرأي الرئاسية الأمريكية التي أظهرت اتساع تقدم أوباما نوعا ما منذ تصريحات نتنياهو القوية في منتصف شهر سبتمبر، عندما قال إن الولاياتالمتحدة ليس لديها «حق أخلاقي» في أن تمنع إسرائيل من اتخاذ تحرك ضد إيران، لأن إدارة أوباما رفضت وضع خطها الأحمر. وأضافت الصحيفة أن كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي جاءت في سياق الدبلوماسية الدولية التي انتعشت مع إيران التي تصر على أن برنامجها النووي سلمي.وأشارت إلى أن وزراء خارجية مجموعة «5+1»، الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا، التقوا لمناقشةكيفية التقدم بالمفاوضات مع إيران التي توقفت منذ شهر يونيو الماضي. وأوضحت «نيويورك تايمز» أن تقريرا جديدا لوزارة الخارجية الإسرائيلية يطالب بجولة أخرىمن العقوبات ضد إيران، فيما يبدو أنه اعتراف آخر من الإسرائيليين بأنه يجب أن يكونهناك وقت لوقف البرنامج النووي الإيراني بوسائل أخرى غير التحرك العسكري. وأبرزت الصحيفة وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتقدم النووي الإيراني الذي استخدم فيه الرسم التوضيحي، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي تعلم من الدرس الذي تعرض له وزير الخارجية الأمريكي كولن باول الذي قدم حجج ووقائع معيبة ضد العراق قبل تسعة أعوام. وأضافت أن «نتنياهو » تحسبا للوقوع في ذلك الخطأ، لم يكشف عن معلومات استخباراتية جديدة، فقد حث الحضور فقط على القيام بحساب للأمور بناء على الحقائق العامة التي توصل إليها المفتشون. وقالت الصحيفة إنه في رد على كلمة «نتنياهو»، أنكرت إيران ما وصفته بأنه«ادعاءات لا أساس لها من الصحة وسخيفة»، وأصرت على أن أهداف برنامجها النووي ليست إلا أهداف «سلمية».