تصدرت أزمة الديون الأوروبية والصين المتفاقمة جدول أعمال اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع للدول الغنية فى شمال كندا، أمس الأول، وسط مخاوف من تفشى الضعف المالى الذى تعانى منه اليونان. قال وزير المالية الكندى جيم فلاهرتى، الذى تستضيف بلاده الاجتماع، إنه سبق أن أجرى محادثات مع نظرائه بشأن المشاكل الأوروبية منذ ما قبل انعقاد الاجتماع فى ظل مخاوف، خاصة إزاء اليونان. وأبلغ فلاهرتى الصحفيين: «أعتقد أنه ينبغى أن نكون على وعى تام بإمكانية انهيار اقتصادات محلية، وباستمرار وجود بعض الأصول عالية المخاطر لدى بعض البنوك». تتعرض دول فى منطقة اليورو مثل اليونان وإسبانيا والبرتغال لضغوط متزايدة، لإظهار أنها ستحتوى أوضاعها المالية العامة فى وقت تخشى فيه أسواق المال من تفشى الوضع من بلد لآخر. من جانبه، قال وزير المالية اليابانى ناوتو كان لنظرائه فى مجموعة السبع، إن المسؤولين الماليين ناقشوا أيضاً المتاعب المالية لليونان، خصصوا جانباً كبيراً لحجم الدور الذى يمكن أن يضطلع به كل من صندوق النقد الدولى والاتحاد الأوروبى لإيجاد حل للمشكلة. وأضاف أن فرنسا طرحت مقترحها لإصلاح مجموعة السبع كأساس للنقاش، لكن المجتمعين لم يتوصلوا إلى اتفاق فى هذا الصدد. وأكد «كان» أن «طوكيو تركز على اقتصاد الصين، نظراً لأنه يبدى بوادر تكوّن فقاعة». وأضاف أن وزراء المالية ومحافظى البنوك المركزية لمجموعة السبع أجروا نقاشاً مطولاً بشأن المشاكل المالية لليونان أثناء غداء عمل يوم الجمعة فى مستهل اجتماع مدته يومان فى بلدة أكالويت بشمال كندا. ولم يذكر إن كانت المحادثات تناولت العملة الصينية اليوان، حيث تواصل بكين مقاومة ضغوط شركائها التجاريين الرئيسيين للسماح لليوان بالارتفاع، مكررة وجهة نظرها القائلة بأن «الاستقرار فى صالح الجميع». وأوضح الوزير الكندى أن «مباحثات مطولة» ستتناول سعر صرف العملة الصينية، مضيفاً: «إنها نقطة لا يمكننا تجنبها لأنها مسألة تعنى مجموعة العشرين، وهى تهم أيضاً الدول الصناعية الكبرى الممثلة فى مجموعة السبع». وبينما تنصب معظم المخاوف المالية على اليونان، فإن الولاياتالمتحدة واقتصادات كبيرة أخرى مثقلة بالديون أيضاً بعدما أنفقت ببذخ لتحاشى الكساد فى أعقاب الأزمة الائتمانية التى تفجرت فى 2008. وفى الأسبوع الماضى، قالت وكالة موديز إنفستورز سيرفيس للتصنيفات الائتمانية، إن على الولاياتالمتحدة بذل مزيد من الجهد للإبقاء على تصنيفها الممتاز، بعدما قالت إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، إنها تتوقع عجزاً يعادل 10.6٪ من الناتج المحلى الإجمالى فى 2010، أى أكثر من ثلاثة أمثال المستوى الذى يراه خبراء الاقتصاد أمنا. كانت «ستاندرد آند بورز» أصدرت تحذيراً بشأن اليابان فى يناير، بأن تصنيفها قد ينخفض بسبب مستويات العجز. لكن وزراء مجموعة السبع لا يبدون استعداداً للبدء فى خفض إنفاق يهدف إلى إبقاء اقتصاداتهم على طريق التعافى بعد أسوأ ركود عالمى فى عقود. وتضم مجموعة السبع: بريطانيا وكنداوفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابانوالولاياتالمتحدة، ومن المستبعد أن يصدر بيان مشترك فى ختام المحادثات التى انتهت أمس.