مسؤول إماراتى: «أبوظبى ستساعد دبى.. لكنها لن تغطى كل الديون»

أعلن مسؤول كبير بحكومة أبوظبى أن أبوظبى عاصمة الإمارات العربية المتحدة وأحد أكبر مصدرى النفط فى العالم «ستحدد وتختار» سبل مساعدة جارتها دبى المثقلة بالديون، وأضاف «سننظر فى التزامات دبى ونعالجها، كل حالة على حدة، وذلك لا يعنى أننا سنغطى كل ديونها».
وقال المسؤول الحكومى الذى طلب عدم كشف هويته لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام، إن «بعض كيانات دبى تجارية شبه حكومية وأبوظبى ستحدد وتختار متى وأين تقدم المساعدة».
يأتى ذلك فى الوقت الذى أثار فيه إعلان دبى اعتزامها إعادة هيكلة التزامات «دبى العالمية»، المخاوف من تجدد الاضطرابات المالية الناجمة عن أزمة ائتمان.
وذكرت بيانات قروض أن البنوك البريطانية تتعرض لمشاكل ديون محتملة فى الإمارات أكبر بكثير من أى منافسين آخرين لها فى العالم وذلك فى وقت يتصاعد فيه القلق بشأن المنطقة.
وقال محللون إن تعرض البنوك البريطانية أكبر من تعرض أى منافس لها بسبب العلاقات البريطانية التقليدية بالشرق الأوسط وبسبب تركيزها على الأسواق الناشئة إلى جانب القروض التى قدمتها خلال الطفرة العقارية فى دبى.
وقال بنك التسويات الدولية إن إجمالى قروض البنوك البريطانية للإمارات يبلغ 50 مليار دولار من أصل 123 مليار دولار هى إجمالى قروض البنوك العالمية للبلد العربى الخليجى.
وطلبت دبى تعليق سداد ديون بعشرات المليارات من الدولارات فى إطار عملية إعادة هيكلة الأمر الذى أوقد شرارة مخاوف من تخلف عن السداد قد تعصف بقطاعات أخرى من الاقتصاد العالمى وتخرج التعافى الوليد من الأزمة المالية التى تفجرت عام 2009 عن مساره.
ونالت المخاوف بشأن مشكلات الديون فى دبى من أسهم البنوك والأسواق المالية فى الأيام الثلاثة الماضية.
وقال مسؤولون بإدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، أمس الأول، إن وزارة الخزانة الأمريكية ترقب الوضع فى دبى عن كثب.
وقال براناب مخيرجى، وزير المالية الهندى، فى تصريحات صحفية إن أزمة ديون دبى لن تؤثر كثيراً على الهند لكن الحكومة ستتدخل للحيلولة دون أى تداعيات.
وقال وزير المالية الكندى جيم فلاهرتى فى وقت سابق، أمس الأول، إن مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى أجرت مباحثات بشأن مشاكل الائتمان التى تواجهها دبى العالمية وترقب تداعياتها.
لكنه أضاف أنه لا يوجد ما يدعو إلى القلق فيما يخص احتمال تأثر مؤسسات مالية كندية.
وأثار وزير المالية اليابانى هيروشيسا فوجى احتمال صدور بيان مشترك بشأن العملات من مجموعة السبع بعدما دفعت المخاوف المتعلقة بديون دبى سعر الين اليابانى إلى مستوى مرتفع جديد فى 14 عاماً مقابل الدولار. لكن بياناً من هذا القبيل لم يصدر وقد تراجع الين عن المستويات المرتفعة التى سجلها فى وقت سابق.
وامتد تأثير أزمة ديون دبى إلى أسواق النفط العالمية، إذ أغلقت أسعار النفط منخفضة أكثر من 2٪ عند حوالى 76 دولاراً للبرميل، أمس الأول، بعدما زلزلت المخاوف من احتمال تخلف دبى عن سداد ديون أسواق المال وعززت الطلب على الدولار كملاذ آمن.
وتراجع سعر الخام الأمريكى تسليم يناير 1.91 دولار إلى 76.05 دولار للبرميل منخفضاً بذلك 2.5٪ عن سعر تسوية الأربعاء.