اعتبر الكاتب الأمريكى نيكولاس كريستوف، إنه ليس هناك أى مجال للشك حول رفض زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، إنشاء مسجد «جراوند زيرو»، والمركز الإسلامى الملحق به بالقرب من موقع هجمات 11 سبتمبر، الذى يزعم الكثيرون أنه متورط فى التخطيط لها. وأرجع الكاتب فى مقاله بصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، اعتقاده إلى أن زعيم تنظيم القاعدة يكره رؤية التناغم والتسامح بين الأديان الذى من المفترض أن يحققه إنشاء المركز الإسلامى، قائلا إن بن لادن يخشى من رجال الدين المسلمين الذين يستندون للقرآن لشجب وإدانة الإرهاب والاعتداء على الأشخاص. وقارن الكاتب بين موقف بن لادن ضد بناء المسجد، وموقف الكثير من الجمهوريين الأمريكيين أمثال سارة بالين، مؤكدا أن هؤلاء يتشاركون مع تنظيم القاعدة فى اعتقاده بأن اشتعال الصراع بين الغرب والعالم الإسلامى أمر لا مفر منه فى إطار الترويج لفكرة «صراع الحضارات». وحدد نيكولاس، اعتقادين خاطئين لدى المعارضة الأمريكية فيما يتعلق برفضهم لبناء المسجد، يتمثل الاعتقاد الأول فى رؤية البعض أن بناء مسجد بهذه الضخامة من شأنه أن يزيد من قدسية المنطقة المحيطة بالمسجد، وهو الأمر الذى لا يتناسب مع ازدحام المكان المجاور للمركز الإسلامى بنوادى الدعارة والحانات ومحال بيع الخمور، والكازينوهات الليلية. ويأتى الاعتقاد الخاطئ الثانى، حسبما يراه نيكولاس متمثلا فى جدال الكثيرين حول كون الإسلام «دين حرب» داعم للإرهاب، ويفند الكاتب هذا الاعتقاد قائلا إنه على الرغم من أن العالم الإسلامى شهد ظهور عدد من رجال الدين الذين استخدموا القرآن الكريم للتحريض على قتل الأبرياء، إلا أن أكثر المجازر وحشية التى حدثت فى منطقة الشرق الأوسط، تم ارتكابها على حكام «علمانيين». وأضاف أن التاريخ يذكر أن أكثر عمليات القتل الجماعى وحشية وبشاعة التى شهدتها منطقة الشرق الأوسط كانت تحت راية «الكتاب المقدس» وليس «القرآن الكريم» فى إشارة إلى الحملات الصليبية على القدس التى تم فيها ذبح الكثير من النساء والأطفال والرجال، للدرجة التى كانت دماؤهم تصل إلى سيقان الجنود حينها حسبما وصفها بعض المؤرخين. وأكد الكاتب الأمريكى، أن انتشار العنف فى العالم الإسلامى مرجعه الثقافة السائدة فى الدول الإسلامية، وزيادة نسبة الشباب من السكان، و تهميش دور المرأة، وليس أمرا مستمداً من القرآن أو الدين الإسلامى. ورأى نيكولاس أن العنف فى فلسطين ليست جذوره إسلامية، قائلا إن المسؤولين الإسرائيليين يدعمون صعود حماس فى قطاع غزة، اعتقادا منهم أنه كلما أصبح أهالى غزة أكثر تدنيا، كلما قضوا وقتهم فى الصلاة بدلا من إطلاق الرصاص على الجنود الإسرائيليين.