فى 11 فبراير 2009، أعلنت شركة «وارنر بروس» عن شراء سيناريو فيلم «بداية»، وبدأ التصوير فى 19 يونيو 2009، وانتهى فى أواخر نوفمبر من العام نفسه، وتنقل فريق العمل خلال هذه المدة بين 6 دول هى اليابان وإنجلترا وفرنسا والمغرب والولايات المتحدةالأمريكيةوكندا، وقد ظل «نولان» طوال مدة التصوير مرتدياً فى رقبته جهازاً يحسب مدة تنفيذ كل مشهد. بدأ «كريستوفر نولان» جدول تصويره بمدينة طوكيو اليابانية لتصوير مشهد واحد فقط هو مشهد طائرة الهليكوبتر الذى يطلب فيه «ساتو» من «كوب» أن ينفذ مهمة زرع فكرة فى عقل «فيشر». بعدها، انتقل فريق العمل إلى «كاردنجتون» شمال لندن، وفى ورشة ضخمة لتعديل المناطيد، بنى «جى فيستر» مجسماً ضخماً لممر فندق قابل للدوران 360 درجة ليعطى تأثيرات تغيير الجاذبية الأرضية فى مشاهد القتال فى ممر الفندق بين «أرثر» وآخرين. ووفق خطة التصوير، كان من المفترض أن يكون طول المدخل 12 متراً، لكنهم اكتشفوا أن هذا الطول لن يكون عملياً فى التصوير، فجعلوا طوله 30 متراً، وعلقوه داخل 8 حلقات معدنية ضخمة المسافات بينها متساوية، واستخدموا موتورين كهربيين ضخمين ليدور دورة كاملة، واحتاج الممثل «جوزيف بوردون ليفيت» الذى جسد دور «أرثر» أسابيع للتدرب على القتال داخل الممر وهو يلف، وقال جوردون: «كنت أتدرب لمدة 6 أيام فى الأسبوع، وكنت أعود فى آخر اليوم إلى منزلى كأنى خارج من معركة حقيقية نلت فيها كمية كبيرة من الضرب، فأجهزة الإضاءة فى السقف، فجأة تصبح تحت قدمى بسبب دوران الممر، وكان يجب أن أختار اللحظة المناسبة لأمر من خلالها، لأنى لو أخطأت سأقع على الأرض». بعد ذلك، صور «نولان» مشاهد فى مكتبة جامعة لندن بعد أن غير لافتاتها إلى اللغة الفرنسية وهى مشاهد «كوب» و«إريان» التى يشرح فيها دورها فى تصميم الأحلام. انتقل فريق العمل إلى باريس لتصوير المشهد الرئيسى بين «كوب» و«إريان» فى كافيه صغير، وقد رفضت السلطات الفرنسية استخدام «نولان» متفجرات حقيقية لتنفيذ المشهد، فاستخدم النيتروجين المضغوط لإحداث تأثير سلسلة الانفجارات التى ظهرت، واستخدم مدير التصوير «والى فيستر» 6 كاميرات عالية السرعة لتصوير سلسلة الانفجارات من زوايا مختلفة، ثم عمل قسم المؤثرات البصرية على المشهد، وأضاف إليه تدميراً أكبر وحطاماً متطايراً. فى طنجرة فى مدينة تطوان، صور فريق العمل مشاهد «مومباسا» التى يذهب إليها «كوب» لتجنيد «يوسف» و«إيمز»، وتم تصوير المطاردة فى الشوارع والزقاق الرئيسى للسوق التاريخية الكبيرة، واستخدم فيها «والى فيستر» خليطاً من كاميرات محمولة وستيدى كاميرا، كما تم تصوير مشهد الشغب والتمرد فى طنجرة. فى استوديوهات شركة «وارنر بروس» فى كاليفورنيا، بنى «نولان» ديكورات لتصوير مشاهد عديدة منها مشهد حجرة «ساتون» وغرفة العشاء بديكورات يابانية ولمسات غربية كما استعان «نولان» بعدد كبير من السيارات لتصوير مشهد المطاردة الذى نفذه فى شوارع لوس أنجلوس، وقد تم تصنيع نسخة طبق الأصل من جرار قطار باستخدام قوالب من الألياف الزجاجية أخذت من قطار قديم، وتمت إعادة تشكيلها ودهانها لتصوير المشهد، وكان من المفترض أن يصور المشهد وسط هطول الأمطار، لكن طقس لوس أنجلوس ظل مشمساً، فاضطر «نولان» إلى استخدام أجهزة تدفع المياه من فوق أسطح المبانى لإعطاء تأثير الطقس السيئ، أما مشهد سقوط السيارة فى الماء، فقد تم تصويره على كوبرى «كومسودور شيلر هايم» واستغرق 15 يوماً غير متصلة، فى حين استغرق التصوير داخل السيارة بعد سقوطها فى الماء يوماً كاملاً. فى نوفمبر 2009، انتقل فريق العمل إلى كاليارى، ألبرتا فى كندا، وتم تصوير مشاهد قلعة الثلج فى منتجع مغلق للتزحلق على الجليد اسمه «منتجع جبال القلعة»، وتم بناء ديكور للقلعة فوق قمة جبل استغرق 3 أشهر، واضطر صناع الفيلم إلى انتظار عاصفة ثلجية، ولحسن حظهم، أرسلت لهم الطبيعة عاصفة ضخمة. فى مقاطع الأحلام، استخدم «نولان» أقل عدد ممكن من المؤثرات البصرية، فهو يلجأ إليها فقط لتنفيذ شىء تعجز الكاميرا عن تنفيذه رغم إعترافه بأهميتها، فمشهد تفجير قلعة الثلوج، طوره «بول فرانكلين» رئيس فريق المؤثرات البصرية، بمؤثرات نفذها على مجسم مصغر من القلعة، وفى مشاهد القتال فى ممر الفندق، واجه «فرانكلين» تحدياً كبيراً ليجعل عناصر الصورة تنثنى بشكل واقعى، أما أكبر تحد لفريق الخدع فكان تصميم مدينة لتنفيذ مشاهد، مستوى «ليمبو» وترجمته «عمق النسيان»، فقد طلب «فرانكلين» من مجموعة من الرسامين عمل الشكل الرئيسى للمدينة، وبعد أن حصل على رؤية «نولان» الكاملة للمكان وكانت تتلخص فى «مكان ثلجى بمعمار حديث واضح، به قطع تشبه جبال الجليد»، توصل «فرانكلين» مع فريقه إلى شكل أقرب إلى «جوثام سيتى» لكن يجرى الماء بين شوارعها، وصمم الفريق نموذجاً لجبل جليد، ثم صمموا «برنامجاً» لإضافة باقى العناصر منها الشوارع وتقاطعات الطرق والوديان حتى اكتمل المكان وأخذ شكل المدينة. فى مشهد انثناء شوارع باريس المدهش، طلب «فرانكلين» من فريقه رسم مسودات للمشهد، وبعد العمل عليها، وصل إلى الفكرة المطلوبة، ثم حولها إلى «تحريك» يشرح ما يحدث فى المشهد فى الفيلم، وعندما صور «نولان» المشهد فى باريس الذى يضم «كوب» و«إريان» كان تصوره له بناء على ما وصل إليه فريق «فرانكلين». استخدم «نولان» فى الفيلم 500 مؤثر بصرى فقط، وهو رقم قليل جداً مقارنة بالمؤثرات التى تستخدم فى هذه النوعية من الأفلام التى تتراوح بين 1500 و2000 مؤثر.