فى عام 2000، كتب «كريستوفر نولان» مسودة سيناريو فى 80 ورقة عن سارقى الأحلام، وقدمها إلى شركة «وارنر بروس» فى 2001، لكنه تراجع عن تنفيذها لأنه شعر بأنه يحتاج إلى خبرة أكبر لتنفيذها. ومنذ ذلك الوقت، كان يضيف ويعدل فيها طوال 8 سنوات كاملة، إلى أن قرر كتابة نسخة نهائية منها استغرقت 6 أشهر كاملة، بعدها قدمها إلى شركة «وارنر» التى اشترتها فى فبراير 2009. يقول «نولان»: (أثناء كتابة فيلم «تذكر» عام 2000، جاءتنى فكرة فيلم «بداية»، فكنت أريد اختبار خبراتى فى الأحلام ومحاولة تحليلها، واكتشاف كيفية عملها وتغييرها والتحكم فيها. وبعد أن انتهيت من تصوير فيلم «أرق» عام 2002، كانت لدى قصة الفيلم، لكننى لم أكن اكتشفت الجوهر الإنسانى فيها، ولتحقيق ذلك، عملت عليها طوال هذه السنوات، وأعتقد أن مشاعرى كبرت مع هذا السيناريو، ففى البداية كانت لدى قصة لفيلم بطله فرقة، وكانت لدى علاقة المهندس المعمارى بالأحلام واستخدامه لتصميم حلم لشخص آخر، لكننى احتجت كل هذه السنوات لأجعل الفكرة إنسانية، وذلك لأن معظم أفلام الفرقة لا توجد فيها مشاعر، وكل ما تمسكت به طوال مدة كتابة السيناريو أنه لا جدوى من الحديث عن الأحلام وكل ما يتعلق بالعقل البشرى دون وجود مشاعر إنسانية خاصة من خلال قصة حب، والشعور بالدراما الخاصة بها». «نولان» لم يجر أى أبحاث لكتابة قصة الفيلم، بل لم يقرأ مراجع أو كتباً علمية عن موضوع الأحلام والتحكم فيها «البحث هدفه تأكيد ما تفعله، وإذا تعارضت نتائجه مع ما تفعله، تكمل عملك أياً كانت نتيجته وتهمل ما قمت به من بحث، وإذا أردت أن تصل إلى الناس، فيجب أن تكون موضوعياً قدر المستطاع، وأن تكتب شيئاً جديداً، والحقيقة، أن معظم هذا الفيلم من خبراتى الشخصية». حاول «نولان» كتابة سيناريو الفيلم بحيث تكون تكلفة إنتاجه قليلة، فهو كان يرى أنه غير قادر على تأمين ميزانية ضخمة للفيلم «لم أكن مستعداً لتنفيذ هذا الفيلم الضخم قبل المرور بتجربتين كبيرتين مثل «الرجل الوطواط يبدأ» و«الفارس الأسود»، فهذا السيناريو يتحدث عن عقل الإنسان وأحلامه التى بلاحدود، وكان يجب أن يكون إنتاجه ضخماً حتى يشعر المشاهد أنه يمكنه الذهاب إلى أى مكان، ومقابلة أى شخص فى أى وقت بعد الانتهاء من مشاهدة الفيلم». كتب «نولان» نسخة من السيناريو فى شكل «مشفر» لا يفهمه أى شخص سواه، واحتفظ بها، وذلك للحفاظ على الفكرة وسريتها حتى لو وقعت فى يد أى شخص، وتحدث مع أبطال الفيلم لمدة طويلة قبل أن يقرأوا السيناريو حتى لا تتسرب أحداثه، بل كان حريصاً على إرسال نسخ السيناريو إليهم وتسليمها لهم يداً بيد، ولم يرسلها عن طريق أى وسيلة أخرى حتى لا تسرق الفكرة، واشترط عليهم عدم التحدث عن الفيلم لأى شخص، وبأى طريقة، واتفق معهم على قول جملة واحدة عنه: «فيلم بطله فرقة ينتمى إلى الخيال العلمى والفانتازيا».