فنانة تمنح أدوارها حنانًا خاصًا، ينعكس من اسمها قبل أدائها، فهي قادرة على أن تترك في كل شخصية لمستها الإنسانية الصادقة.. منذ بداياتها وحتى اليوم، ظلّت وفيّة لفنها، لا تبحث عن الأضواء بقدر ما تسعى وراء الأدوار التي تترك أثرًا وتضيف معنى. اعتاد الجمهور أن يراها في أدوار الأم بكل ما تحمله من حنان وصدق، لكنها في الوقت ذاته أثبتت قدرتها على تقديم شخصيات متنوعة تثري مسيرتها وتكشف عن موهبة متعددة الألوان لا تعرف حدودًا. حنان سليمان ليست مجرد ممثلة، بل حالة فنية منفردة تجمع بين البساطة والعمق، بين القوة والدفء، لتصنع حضورًا يرسخ في ذاكرة الجمهور ويجعلها واحدة من الوجوه المحببة في الدراما والسينما المصرية. ◄ في البداية.. ما انطباعك الأول عند قراءة أوراق مسلسل "220 يوم"؟ بكيت من الإحساس العميق، ليس في شخصيتي فقط، بل في مجمل العمل من أحداث تلامس الواقع الحقيقي، بجانب إنه أعجبني جدًا، وتوقفت عند الكثير من المشاهد المؤثرة والعلاقة القوية بين الزوج وزوجته، خاصة حينما لم يبلغ زوجته ولا والدته بمرضه خوفًا عليهما من الصدمة، وعندما علمت كان لها رد فعل يحتوي على الكثير من المشاعر المتداخلة. ◄ اقرأ أيضًا | تفاصيل دور حنان سليمان في «الشيطان شاطر» بطولة أحمد عيد ◄ ما الذي شجعك على الموافقة على الدور؟ المخرج من أولوياتي للموافقة على العمل، لأن المخرج "الشاطر" سيختار ورق جيد، ويعرف ما الذي يريده من العمل، وهذا أحد أهم أسباب نجاح العمل، بجانب المخرج يجب أن يكون الورق جيد وفريق العمل مميز. ◄ كيف كانت كواليس العمل في مسلسل "220 يوم"؟ جميلة.. "صبا مبارك" أحببتها رغم أننا أول مرة نعمل سويا، والمخرج "كريم العدل" أحب العمل معه جدًا، وهذه ثاني تجاربنا سويا، وهو يجعلني أشعر أنني أنسب من أقدم الدور الذي أجسده، وهذا أمر مهم لكل فنان، ويجعلني أقدم دوري بشكل أقوى وأفضل في كل مرة أقف فيها أمام الكاميرا. ◄ ماذا عن دور "ماجدة" في المسلسل؟ أحببت الشخصية لأنها فيها جزء مني، وتمثل دور الأم كما يجب أن تكون، علمًا بأن معظم أدواري قريبة من شخصيتي. ◄ ما أصعب مشهد في المسلسل؟ مشهد "ضربة القلم"، فعندما ضربت "ماجدة" ابنها بالقلم في المطبخ بعدما عرفت بخبر مرضه، ووسط تضارب مشاعر رهيب ما بين الحزن والخوف والألم والبكاء، كان إحساس صعب تتحمله أم في الواقع، وكانت لدي رهبة من هذا المشهد، لأنني حينما أجسد شخصية أعيش مشاعرها وأتوحد معها، بل أتبنى أفكارها، لكن ما قام به المخرج "كريم العدل" من تكوين كامل من حركة الممثلين والكاميرا والإضاءة، جعلني أشعر بكامل الإحساس بالمشهد وتقديمه بشكل لائق لعمق الموقف. ◄ ما شعورك عندما شاهدت هذا المشهد بعد عرض المسلسل؟ لا أستطيع أن أشاهد أعمالي نهائيًا، لا يوجد لدي الجرأة لذلك، لأنني إذا شاهدت في نفسي عيوب وغلطات من الممكن أن تهتز ثقتي، "وعندما أحاول أن أصلح ذلك.. بتلخبط أكتر"، وذلك منذ توقيت عرض مسلسل "المال والبنون"، حيث أنني حينما شاهدت نفسي في أول حلقة "أتسرعت وأغلقت التليفزيون"، وبعدها علمت بمدى قوة الدور والإعجاب الشديد الذي ناله وترك أثر جيد جدًا مع الجمهور، وكانت خطوة فارقة في مسيرتي الفنية، فقررت أن أجتهد وأخلص في العمل ولا أشاهد نفسي. ◄ قمت بدور الحماة بشكل لائق يغفله البعض في مجتمعنا؟ بطبيعتي شخصية متفهمة، "أنا حنان.. مش عشان أنا حماة حلوة.. عشان أنا إنسانة لا أحب الصدام أو الصراع، وهذا لا يعني إنني كويسة، لكن تركيبتي كده"، فقدمت الدور بحب وصدق، كما هو المفترض أن تكون شكل العلاقة، ووصل للجمهور بهذه التركيبة. ◄ قدمت أيضا دور الأم في مسلسل "فات الميعاد" بشكل جيد أيضًا في تعاملها مع مسألة طلاق ابنتها؟ هذا صحيح لسبب.. أن مشكلة الزواج حاليًا "أن البعض يتزوج وهم لا يعلمون يعني إيه جواز"، يقتصر الزواج على ما ترتب من أحلام وخيال بداخلنا، لكن الواقع مختلف لا نعرف أهميته إلا عند إستكمال المشوار، عدا الحالات التي تكون وصلت لمرحلة "استحالة العشرة"، لكن الزواج به الكثير من المشكلات والصعوبات والتضحيات ما بين الطرفين، لأن كلا منهما له نشأته الخاصة، وهما يستمرا في التضحية حتى يحدث تطبع بينهما، أو تحدث "الصدمة" التي تنهي هذه العلاقة، كما حدث مع "بسمة" في المسلسل. ◄ كيف تتلقي ردود أفعال الجمهور؟ لدي أرضية طيبة لدى الجمهور، لكن ما يسعدني حاليا أنني أرى الشباب والمراهقين متأثرين وسعداء بالأعمال الدرامية وبأدواري، ولم أتخيل أن يكون فئة الشباب من متابعين أعمالي، طبعًا كنت أتمنى ذلك، لكن لم أتوقع أنه يحدث بالفعل. ◄ ماذا كان شعورك عند إشادة المنتج "محمد العدل" بأدائك عبر منصة التواصل الإجتماعي "فيس بوك" على صفحته الخاصة؟ سعدت جدًا لأنه من أهم صناع الدراما في مصر، ورأيه مهم، ورغم أنني لا أتابع السوشيال ميديا باستمرار، لكنني أشعر بسعادة كبيرة عندما أشاهد الكثير من التعليقات والإشادات من مختلف الفئات، سواء داخل مجال الصناعة أو الجمهور. ◄ ما الشخصية التي تتمنين تقديمها؟ أتمنى أن أقدم شخصية كوميدية، لأنني بطبيعة شخصيتي لا أحب النكد، رغم أنني سريعة التأثر والألم في الحياة عامة. ◄ ما أقرب الأعمال إلى قلبك في مشوارك الفني ؟ مسلسل "الضوء الشارد"، علمًا بأن هذا الدور لم يكن لي من البداية، تم عرض الدور لأكثر من شخص وكما علمت أنه تم الرفض بسبب الأجر، وعندما تم عرض الدور علي لم أنظر للأجر، وكنت سعيدة به جدًا، "لأنه كان فعلاً حلو أوي"، ومختلف عن ما أقدمه في هذه الفترة من أدوار البنت البريئة، الطيبة، وذلك كان عكس شخصية "موزة" في المسلسل.