الخطأ الهائل الذى وقع فيه حارس المرمى الإنجليزى «روبرت جرين» فى المباراة ضد أمريكا، تلاه مباشرة خطأ هائل أيضا ولكن من معلق المباراة الألمانى، فعندما أفلت جرين الكرة السهلة التى سكنت شباكه ومنحت التعادل للولايات المتحدة، هتف المعلق «جيرهارد ديلنج» فى قناة ARD الألمانية على الهواء مباشرة: «لابد أن جوردون بانكس (حارس المرمى الإنجليزى فى الستينيات) يتقلب الآن فى قبره»، المشكلة البسيطة أن بانكس الذى حقق مع الإنجليز بطولة كأس العالم الوحيدة فى تاريخهم عام 1966 هو حى يزرق! ولكن حتى فى عامه الثانى والسبعين الذى يبلغه حاليا، كان بإمكان بانكس أن يمنع مرور الكرة السهلة التى سددها الأمريكى دامبسى وأفلتها جرين لتتهادى بالحركة البطيئة وتعبر خط المرمى، اعتذر المعلق الألمانى عن «زلة اللسان» ولكن جرين لم يجد ما يمكن أن يعتذر به عن خطئه، لكن فى الحقيقة إن الحراس الإنجليز يحتلون أربعة مراكز من أكبر 5 أخطاء ارتكبها حراس المرمى فى تاريخ نهائيات كأس العالم. مثل هذه الأخطاء الفادحة لا يمكن نسيانها مهما مرت السنوات، مثلاً فإن الحارس البرازيلى «مواسير باربوسا» الذى توفى عن عمر 79 عاما ظل مطاردا بخطأ من هذا النوع حتى وفاته، حيث سمح لفريق أروجواى بتسجيل هدف الفوز ببطولة كأس العالم عام 1950 التى أقيمت بالبرازيل لأنه لم يغط العارضة القريبة، وبعد هذه اللحظة ظل يعتبر شؤما على البرازيل إلى الدرجة التى تم فيها طرده من أحد معسكرات تدريب البرازيل عام 1993 وبعد خطئه بنحو 43 عاما بدعوى أنه يجلب الحظ السيىء، قال الحارس الحزين بعدها: «إن أقصى عقوبة فى القانون البرازيلى هى السجن 30 عاما، أما أنا فأقضى عقوبة أكبر على خطأ لم أرتكبه». أما روبرت جرين الحارس الإنجليزى الذى تلقى عقوبته الفورية بالاستبعاد من المباريات التالية للفريق، فيبدو أن مشاكله لن تنتهى حيث قرر فريقه وست هام بالدورى الإنجليزى استبداله بالحارس النيجيرى فينسنت إينياما، على الأقل قبل خطأ إينياما فى مباراة اليونان التى انتهت بفوز اليونانيين بهدفين مقابل هدف. الحراس الإنجليز أصحاب مشاكل دائمة للدرجة التى جعلت المهاجم الشهير «آلان شيرر» يقول عنهم: «أعتقد أنه من المقامرة دائما أن تلعب بأى حارس مرمى إنجليزى»، وتبدو هذه المقولة صادقة بالعود مثلا إلى بطولة 1950 التى خسر الإنجليز فيها مباراتهم أمام فريق من الهواة والطلبة الأمريكيين عندما عبرت تسديدة «جوجاتينس» الأمريكى حارس المرمى وقتها «بيرت ويليامز» لتكون واحدة من مفاجآت النهائيات على مدار التاريخ وتحتل هذه الكرة المركز الخامس فى قائمة الأخطاء التاريخية. ورغم أن حراس المرمى الألمان لا يتميزون بأخطاء كثيرة، فإن اثنين منهم يظهران فى قائمة أسوأ 20 خطأ من الحراس فى نهائيات كأس العالم، ورغم أن الاسمين كبيران فإن أخطاء «تونى شوماخر» و«أوليفر كان» تسببت فى هزيمة الألمان فى مباريات مهمة بنهائيات كأس العالم، حيث انزلق «شوماخر» أمام تسديدة الأرجنتينى «جوزيه براون» ليتقدم التانجو 1-0 فى المباراة النهائية عام 1986 وبعدها تنتهى المباراة بفوز الأرجنتين وحصولها على البطولة، أما «كان» فقد أفسد هجمة ريفالدو فى نهائى بطولة 2002، ولكن ليعطى رونالدو فرصة التسجيل فى مرماه. وإذا كان الخبراء قد وضعوا خطأ جرين كأسوأ أخطاء الحراس فى نهائيات كأس العالم، فإن المركز الثانى يحتله بجدارة الخطأ الفادح الذى ارتكبه الحارس الكولومبى «رينيه هيجيتا» الذى اشتهر بخروجه المبالغ فيه من مرماه وحركاته الأكروباتية، ولكن هوايته الغريبة تلك كلفته وفريقه غاليا فى بطولة 1990 عندما حاول مراوغة الأسد العجوز روجيه ميلا مهاجم الكاميرون الذى انتزع منه الكرة وسجل منها هدفاً فى شباك كولومبيا. الحارس الإنجليزى المخضرم «ديفيد سيمان» لم يكن فى الموقع الصحيح أثناء المواجهة مع البرازيل، لذا باغته رونالدينهو بكرة لوب سددها من ضربة حرة سقطت خلفه ولم يفعل شيئا إلا مشاهدتها تسكن الشباك، وأكملت البرازيل المسيرة فى نهائيات 2002 وعاد الفريق الإنجليزى إلى الوطن فى ثالث أسوأ الأخطاء، أما الإنجليزى «بيتر بونتى» فقد تسبب فى خروج الإنجليز من بطولة 1970، ورغم تقدم فريقه على ألمانيا بهدفين للاشىء، فإن تعامله السيىء مع كرة فرانز بيكنباور سمحت للألمان بالعودة إلى المباراة والفوز فى الوقت الإضافى. فى قائمة الأخطاء الغريبة يأتى خطأ «فوزى شاوشى» حارس المرمى الجزائرى، الذى فشل تماما فى التعامل مع تسديدة «روبرت كورين» الضعيفة لتتلقى شباكه هدف المباراة الوحيد من سلوفينيا ويتسبب الهدف بعدها فى خروج الجزائر من الدور الأول من البطولة الحالية، ويحتل حارس زائير «موامبا كازادى» مركزه فى القائمة حيث تلقت شباكه أربعة أهداف متتالية من يوغسلافيا خلال 22 دقيقة فقط وذلك فى بطولة 1974. أما حارس السلفادور «لويس مورا» فقد حقق رقما قياسيا بتلقيه عشرة أهداف كاملة من المجر فى بطولة 1982. الحارس الإنجليزى «بيتر شيلتون» أخطأ فى مواجهة الضربة المباشرة التى أرسلها الألمانى أندرياس بريمه فى الدور قبل النهائى لبطولة 1990 وانتهت المباراة بفوز الألمان بضربات الجزاء، أما حارس بيرو «ريمون كيروجا» الذى تلقت شباكه ستة أهداف من الأرجنتين بطولة 1978 فقد حامت حوله الكثير من الشبهات بعد المباراة خاصة أنه أرجنتينى المولد. الحارس الإسبانى «زوبيزاريتا» أخطأ بوضوح فى إحدى الكرات ليمنح نيجيريا التقدم فى مباراتهما فى بطولة 1998 لتنتهى المباراة بفوز نيجيريا 3-2 وتودع إسبانيا البطولة، أما الحارس الفرنسى «جويل باتس» فقد أفلت الكرة التى سددها بريمه الألمانى فى مباراة الدور قبل النهائى عام 1986 لتعبر ألمانيا إلى النهائى. أما الحارس الألمانى «باكى بونر» فقد مرر الكرة بنفسه إلى الهولندى «فيم يونك» فى بطولة 1994 الذى قبل الهدية شاكرا وسجل الهدف لتخرج أيرلندا من البطولة.