- تنظيمات ثورية تتعهد بمواصلة الطريق وعودة هتاف"الشعب يريد إسقاط النظام" "أجهضوا الحلم.. ولن يستطيعوا قتل الأمل".. سيظل ذلك طوق النجاة الذى يتشبث به طلاب الحرية والكرامة، والعدالة"، وبعيدا عن المتاجرين بالثورة ، فإن هناك من عاشوها حلما ، يحاولون ترجمته إلى واقع معاش . ربما لا يختلف كثيرون على أن ثورة "25 يناير"، شابتها الكثير من المؤامرات والمخططات، كما يروجون، ولكن هناك حقيقة ناصعة تتمثل في أن من خرجوا من أطياف الشعب المختلفة لم يكونوا عملاء بل أخرجهم محاولة تحقيق حلمهم فى إزاحة "إهانة وظلم" استمرا لسنوات، حاملين عنوان "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"، دون أن يتناسوا "الكرامة الإنسانية"، رفضوا بطش الداخلية، ونهب نظام مبارك، والزواج المحرم بين الثروة والسلطة . تصور الثوار انهم انتصروا ، وانتظروا العدل في القصاص للشهداء ، فصدمتهم براءة مبارك ، وأقرب أتباعه ، ومن قبلهم أغلب رموز نظامه. لذلك كان حكم السبت 29 نوفمبر فاتحة لطوفان جديد من الغضب ، يراه البعض عودة لنقطة البداية، أو على حد ما قال أحد أهالى شهداء يناير :"ثورة يناير انتهت للأبد"، إذ لم تكن براءة مبارك وحدها التى تثير الغضب فهناك مؤشرات أخرى مثل "المعتقلين، وقمع الحريات، وغياب العدالة الاجتماعية". شهادة وفاة بداية يعتبر زيزو عبده، القيادي بحركة شباب 6 إبريل، أن الصراع مع الدولة العميقة أصبح حتمية، رافضا وصف براءة مبارك بأنه شهادة وفاة لثورة يناير، بل يطالب الجميع أن يقول "الثورة مستمرة.. وليست ثورة ثالثة"، مشيرًا: إلى أن "الصراع لم يكن مع أشخاص بعينهم ، بل في تغيير سياسات الدولة". ورأى عبده فى تصريح ل"المشهد"، أن "الحكم سيؤثر على معنويات المحسوبين على الثورة خاصة مع تحجيم دور الشباب"،مختتمًا: "آسفين للشعب علشان صدقنا الحلم". وقال مصدر فى حركة6 أبريل الجبهة الديمقراطية، رفض ذكر اسمه، أن براءة مبارك هى بالفعل إجهاض لثورة يناير، مطالبًا أصحابها الحقيقيين بالوقوف صفًا واحد لاستمرار تلك الثورة، والإصرار على نجاحها. وتابع المصدر ل"المشهد": "مبارك ونظامه يجب أن يحاكموا ثوريا ليس فقط على قتل المتظاهرين، هناك العديد من الجرائم الأخرى التى تحتاج إلى محاكم ذات نوع خاص، لن تتحقق دون حراك ثورى"، مختتما حديثه بتساؤل: "كيف يحصل نظام مبارك على البراءة وأغلبية شباب الثورة فى السجون؟". من جانبها أكدت جميلة إسماعيل، القيادية بحزب الدستور، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن الثورة مستمرة، قائلة: "المجد للشهداء، والثورة مستمرة". وعقب صدور الحكم ذهب العديد من النشطاء السياسيين من أعضاء حركة 6 إبريل وأهالي شهداء 25 يناير وغيرهم، نحو مداخل ميدان التحرير بالقرب من المتحف المصري، تنديدا ببراءة مبارك وجميع المتهمين في قضية محاكمة القرن، مرددين هتافات تطالب بالقصاص للشهداء، بينها "يسقط يسقط حكم العسكر، يسقط يسقط حكم مبارك"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، "الحكم بالبراءة يعني ايه وكل اللي حصل ده كان ليه؟". كما اعتبر المحامي الحقوقي خالد علي، إن الحكم ببراءة مبارك، ورجاله يمهد لبدايات جديدة، وأضاف عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن "ما نمر به الأن ليست النهايات، فكل هذه الأحداث رغم قسوتها تمهد الأرض لبدايات جديدة، شريطة التعلم من دروس الماضي". ووصف أحمد السيد، أحد مصابى ثورة 25 يناير وشقيق أحد شهدائها، الحكم بمثابة تصريح دفن لثورة يناير وانتهائها للأبد، قائلا: "سننزل الشارع من جديد والثورة ستستمر". من جانبهم أطلق بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى، دعوات إلى ثورة ثالثة، بعد أن وصفوا براءة مبارك، بنهاية "25 يناير"، مؤكدين أن النظام الحالي فشل كسابقيه فى تحقيق الحرية والعدالة الإجتماعية والاستقرار الاقتصادى، بل زاد من حدة قبضته الأمنية والاعتقالات للثوار، إضافة إلى رفع الدعم عن المواطنين البسطاء، وغلاء الأسعار، وتبعيته لأمريكا، على حد قولهم. ##