السؤال: ما حكم تأخير صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل بسبب الغازات فأنا في كثير من المرات أعاني من مشكلة الوضوء بحيث أكرر الوضوء في الصلاة الواحدة خمس مرات تقريبا بسبب الغازات؛ لذلك أضطر في بعض الأحيان لتأخير صلاة العشاء إلى قبل أذان الفجر بمدة قصيرة، فهل يجوز أن أؤخرها إلى قبل صلاة الفجر بقليل؟ أم يجب أن أصليها قبل النصف الثاني من الليل حتى لو بدون طهارة كاملة بسبب انتقاض الوضوء؟. الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: ففى البداية نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه, ثم إذا تحققت أو غلب ظنك أن خروج الغازات سيتوقف بعد منتصف الليل, أو قبل طلوع الفجر بمقدار ما تتوضأ وتصلي فيجب عليك التأخير إلى الوقت الذي ينقطع فيه الحدث, ولا يجزئك الصلاة بدون طهارة قبل منتصف الليل, فقد نبه أهل العلم على أن صاحب السلس إذا جرت عادته بانقطاع السلس في وقت معين, فإنه يجب عليه تأخير الصلاة إلى زمن الانقطاع ما لم يخف خروج الوقت؛ قال ابن قدامة في المغني في دائم الحدث: وإن كانت لها عادة بانقطاعه زمنا يتسع للطهارة والصلاة، لم تُصل حال جريان الدم، وتنتظر إمساكه؛ إلا أن تخشى خروج الوقت فتتوضأ وتصلي. اه. ومثله قول النووي في روضة الطالبين: وإذا كان دمها ينقطع في وقت، ويسيل في وقت، لم يجز أن تصلي وقت سيلانه، بل عليها أن تتوضأ وتصلي في وقت انقطاعه، إلا أن تخاف فوت الوقت، فتتوضأ وتصلي في سيلانه. اه. ووقت العشاء ينتهي بطلوع الفجر عند أصحاب المذاهب الأربعة , كما سبق مفصلا في الفتوى رقم: 71957. ثم إننا نفتي صاحب السلس المضطرب الذي ينقطع حدثه تارة، وتارة لا ينقطع، وتارة يتقدم، وتارة يتأخر نفتيه بأن حكمه حكم من اتصل حدثه، فيتوضأ بعد دخول الوقت ويصلي، ولا يضره ما خرج منه، ولا عبرة بالانقطاع؛ لأن في اعتباره حرجا ومشقة، وراجعي الفتوى رقم: 136434. والله أعلم.