مع استمرار تضييق الحريات ومحاصرة الأمن للطلاب مطالبات بإنشاء شرطة متخصصة لتأمين الحرم الجامعى سرور: لن تشهد استقرارً والوزير يعمل فى السر 130 كلية بدون عميد و3 جامعات بدون رؤساء "علماء مصر" تعاتب رئيس الجمهورية على تجاهله فالكون خدعة كبرى تتسبب فى إهدار المال العام النقابة المستقلة تطالب بقانون جديد لتحسين الجامعات الحسينى : حل الأزمة فى تحسين طرق التعليم وتطوير البحث العلمى على الرغم من حالة الاحتقان والغضب فى نفوس أغلبية الطلاب وأعضاء هيئة التدريس نتيجة سوء العملية التعليمية، إلا أن هناك حالة من الخلاف حول طرق تحسين الأوضاع الجامعية، منهم من يريد الخروج على تلك الأوضاع السيئة ولكنه يخشي وقوع أى أثار جانبية لأى من تخريب أو تدمير وخلافه، ومنهم من يتأكد من حدوث تلك الأفعال التخريبية فيرفض أى فعل ثورى من أجل الحفاظ على النظام ، وآخرون يرغبون فى القيام بتغيير مستوى التعليم فى مصر إلى الأفضل وتطوير البحث العلمى والجامعات ككل إلا أنهم يفضلون سياسة الصبر حتى تستطيع الحكومة معالجة ذلك وتحسين الصورة مؤكدين أنها باستطاعتها ولكن بعد أن تعبر كبوتها ومواجهة المشاكل السياسية الأخرى لثبات الدولة و التصدى للإرهاب. من جانبه رأى الدكتور عبدالله سرور، رئيس نقابة علماء مصر، أن الوضع الحالى بالجامعات لا يمثل أى نوعا من الاستقرار ولا ينبأ بذلك فى القريب العاجل طالما أن وزير التعليم العالى، يعمل فى السر بعيدا عن المجتمع الجامعى ويصدر قراراته دون الرجوع إلى أعضاء هيئة التدريس، على حد قوله. وقال رئيس نقابة علماء مصر ل"المشهد": "منتهى الاستخفاف والاستهانة ومن غير المعقولبعد مرور أكثر من شهر على بدء الدراسة، أن يكون هناك ما يقرب من 130 كلية بدون عميد، و3 جامعات بدون رؤساء"،مشيرا إلى أن وزير التعليم العالى يعمل فقط لصالح "عزبة المنصورة"، التى كان رئيسا لجامعاتها قبل توليه الوزارة. عتاب لرئيس الجمهورية وقال سرور: "نعتب على رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي لتركه الأمور تدار بهذا الأسلوب وتصل إلى هذا الشكل بالجامعات فعليه أن ينظر أكثر للجامعات حيث بها آلاف من أعضاء هيئة التدريس والطلاب يحتاجون لرعايته". وعن الناحية الأمنية قال: " طالبنا بإنشاء شرطة متخصصة لحماية وتأمين الجامعات داخل الحرم وليس من الخارج فقط"، موضحًا: "شركة الأمن الخاصة (فالكون) تعد خدعة كبرى تتسبب فى إهدار المال العام بسبب تمويل أجهزة تأمين الشركة ل 12 بوابة جامعية الذى وصل إلى 80 مليون جنيها تقوم بدفعها الوزارة من بند البعثات والصناديق الخاصة بكل جامعة مما يستنزف الإمكانيات المتاحة ويهدد صناديق الجامعات بالإفلاس". واستنكر سرور حديث وزير التعليم العالى عن استقلال الجامعات فى حين أنه تعاقد مع شركة "فالكون" دون الرجوع إلى الجامعات نفسها أو الاستعانة بأخذ أراء المجتمع الجامعى محذرا أن الطريقة التى يعمل بها تسئ له ولرئيس الجمهورية. اعتبر الدكتور محمد كمال، المتحدث باسم النقابة المستقلة لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات، المرحلة التى تمر بها الجامعات حاليا هى "اختبار صعب"، مثلها مثل باقى القطاعات منذ ثورة 25 يناير، إلا أن أزمة الجامعات زادت مؤخرا نتيجة محاولات المنتمين لجماعة الإخوان لتخريب الجامعات ونتيجة تراخى رؤساء الجامعات طيلة العام الماضى. وأضاف كمال، فى تصريح خاص ل"المشهد"، أن سياسة الحزم التى تتبع الآن ستؤدى على المدى المتوسط إلى القضاء على هذا التخريب ومحاولات نشر الفوضى، مؤكدا أن الثورة القادمة هى ثورة ضد الفساد وليست سياسية. وأكد المتحدث باسم النقابة المستقلة، أن الوقت حاليا لا يسمح بالعمل السياسي فى الجامعات لآن الوسيلة الوحيدة للخلاف هى "المولوتوف وتخريب المنشآت"، وبالنسبة لممارسة العمل الحزبي داخل الجامعات فهذا يكون في حالة الاستقرار في البلاد حين يكون هناك ثقافة الاختلاف واحترام الرأي الأخر، لكن عندما تكون الوسيلة الوحيدة للخلاف هي "العنف" فلا مجال للعمل السياسي، والذي فى الاساس مقره الأحزاب، أما التوعية السياسية ونشر الفكر السياسي وحقوق المواطنة فهذا دور يجب أن تقوم به الجامعات ولا تتركه للأحزاب بصراعاتها بانتماءاتهم المختلفة. وطالب المتحدث باسم النقابة المستقلة لأعضاء هيئة التدريس بوضع قانون جديد للجامعات بمشاركة مجالس الأقسام والنقابة المستقلة لأعضاء هيئة التدريس يتناسب مع القرن الحادي والعشرين ويدفع بالجامعات إلي الأمام. بينما أكد الدكتور هانى الحسينى، المدرس بكلية العلوم جامعة القاهرة، أن الوضع الحالى بالجامعات يبدو مستقرا لكنه فى الحقيقة سيئ للغاية لأن أزمة الجامعات تكمن فى مشاكلها الجوهرية من تعليم وطرق تدريس ونقص إمكانيات وليست مشاكلها السياسية. ووصف الحسينى، مظاهرات طلاب الإخوان ب"التافهة"، والتى لا تمثل سوى 3% من الطلاب و97% آخرين معظمهم يعيشون حالة من الإحباط نتيجة لأن الغالبية لا يشعرون أنهم يتعلمون شيئا، وبالتالى لا يشعرون بالانتماء سواء للجامعة ومن ثم البلد. وتابع: "سنجد الطلاب فى الكليات النظرية معرضين أكثر من أى شخص بالجذب للتخريب وتدمير المنشأت، أو على الأقل عدم المبالاة بما يحدث حولهم نتيجة لشعورهم بعدم الانتماء للجامعة أو للبلد بشكل عام " . وتمنى الحسينى أن تقوم ثورة لتحسين الناحية التعليمية بالجامعات قائلا :" ياريت يكون فى ثورة لتحسين التعليم ولكن دون وقوع أى تخريب أو إجرام أو لجوء الطلاب للإدمان وهذا كل ما نخشاه حيث أن سوء الحالة تؤدى إلى أنواع مختلفة من التخريب للمنشأت أو لأنفسهم " . من ناحية أخرى أكد ائتلاف طلاب مصر بجامعة عين شمس أن عملهم الثورى مستمر ويخططون لتصعيد قوى قادم لا محالة ضد كل ما يتعرضون له من مضايقات فى الجامعات. وأضاف ائتلاف طلاب عين شمس: "نرفض قرار مساهمة قوات الجيش فى تأمين الجامعات ومن ثم تعرض أى طالب تحدث بينه مصادمات وبين الأمن إلى المحاكمة العسكرية لذا سنستمر فى حراكنا الطلابى لإلغاء كل تلك القرارات التى تأتى ضد مصلحة الطلاب". فى حين قال أحمد محمد، طالب بجامعة القاهرة، إن هناك طلاب يتأذون دون وجه حق ويضيع مستقبلهم التعليمي بعد فصلهم من الجامعة أو اعتقالهم فلابد من التكاتف بين الطلاب ومنظمات المجتمع المدنى وحقوق الانسان من أجل الإفراج عن الطلاب المعتقلين وعودة الطلاب المفصولين لجامعاتهم ما لم يكونوا على ذمة قضايا وهو ما ينذر بثورة قادمة ضد ظلم هؤلاء الطلاب. ##