منذ أن بدأ المشير السيسي حملته الإنتخابية قد صرح و قال عشرات التصريحات و الأقوال.. إلا أن هناك عبارة واحدة إستوقفتني لأقرأ فيها ما هو أكثر من مجرد القول.. " جيشنا مِلك العرب".. و هي عبارة ما نطق بها أي رئيس كقائد أعلي للقوات المسلحة من كل رؤساء مصر السابقين.. حتي الرئيس جمال عبد الناصر نفسه الداعي الأول للقومية العربية.. " جيشنا مِلك العرب ".. عبارة لا يجرؤ علي النطق بها إلا رجل عسكري برتبة قائد رقيع المستوي.. فيها عمق و بعد أكثر من حروفها.. تأتي بعد أول مناورات عسكرية مشتركة مع دولتي الإمارات العربية المتحدة و مملكة البحرين.. يعني تعظيم أكبر لدور الجيش المصري خارج حدود مصر الوطن. يعني تواجد بفعالية أقوي في أغني مناطق العالم كله هناك في منطقة الخليج العربي.. يعني إستثمار مصري لأقوي مؤسسات الدولة المصرية كفاءة و أغناها إمكانات بشرية و علمية و فنية و قتالية.. يعني بإختصار "كتف" مصري تقيل للوجود الأميركي و قواعده هناك في المنطقة.. و إعلان تدريجي عن قرب إنهاء وجود "عسكري" المنطقة الأميركي هناك. يا أخي.. إنه رئيس يتحدث عن "إستراتيجية مصرية" لتصبح هي الإستراتيجية العربية "المعتمدة" لمنطقة دولية بأكملها.. أسخن و أغني مناطق العالم كله. إنه رئيس يوسع زاوية رؤيته ليفرض وجود مصر خارج حدود مصر.. و من "يكبُر" مصر.. لا يستصغرها بتعب القلب في مطاردة بنك التسليف إللي ناصب علي الحاج حميدة في ألفين جنية ثمن سماد فدادينه ... إنها "مصر".. ألا تفقهون. و عندما سألت المذيعة : أخبار صفقة الأسلحة الروسية إيه يا سيادة المشير.. و عندما سأله المذيع هو مجلس الشعب مش هيراقب ميزانية الجيش و لا إيه. تذكرت يوماً.. عندما طالب البعض إخضاع ميزانية الجيش للمراقبة و المناقشة.. قال المشير عبد الحليم أبو غزالة رحمه الله.. مجرد إعلان عدد البيادات ( الاحذية العسكرية ) و هو بند من بنود مصروفات الجيش.. فإننا قد أبحنا و بكل سهولة للعدو سراً من أسرار القوات المسلحة كان لايمكن للعدو أبداً أن يعرفة.. و هو عدد أفراد القوات المسلحة في الخدمة. في كل حرب خاضتها مصر عبر تاريخها العريض.. كانت الجبهة الداخلية للوطن عبارة عن قطعة جرانيت صلبة متماسكة تقف خلف جيشها المقاتل علي خط النار في الجبهة الخارجية.. إلا هذه الحرب التي يخوضها الوطن منذ ما يقرب من عام.. الجيش و قوات الداخلية تخوض حربها ضد الإرهاب علي جبهتين.. خارجية و داخلية.. يسقط شهداء منهم صباح مساء كل يوم فداءً للوطن.. جند مصر حولوا مدافع الإرهاب إلي صدورهم فداء صدور شعب مصر خوفاً من إندلاع حرب أهلية تحول مصر إلي لبنان أخري تشتعل فيها النيران لسنوات لا يعلم عددها إلا الله سبحانه و تعالي.. هل عرفتم الآن معني الجيش و الداخلية منعوا قيام حرب أهلية في "مصر".