استمعت مؤخرا إلي محاضرة تثقيفية تنويرية للواء الدكتور محمود خلف قائد الحرس الجمهوري الأسبق في كلية الدفاع بأكاديمية ناصر العسكرية, عن الرؤية العالمية للكفاءة القتالية لقواتنا المسلحة المصرية, وأشعر بالفخر والاعتزاز بجنسيتي المصرية, وبجيش بلادي, لأنه الأقوي عربيا وإفريقيا, حيث حصل علي المركز الأول علي مستوي الشرق الأوسط, ويحتل الترتيب رقم(13) علي مستوي العالم, لذا قمنا باقتباس أهم المعالم التي تميز الكفاءة القتالية للجيش المصري والمتمثلة في الآتي: أولا أن ميزانية الجيش المصري كما عرضها اللواء خلف, تبلغ4.4 مليار دولار, وهي تمثل التسليح السنوي لمصر, وتعتبر أقل ميزانية لعدد30 أقوي جيوش في العالم, مقارنة بميزانية الجيش الاسرائيلي(81 مليارا), وميزانية الجيش البرازيلي(03 مليارا) والتي تحتل الترتيب رقم(14) بعد مصر مباشرة, وهذا يدل علي كفاءة القيادات العسكرية المصرية, التي استطاعت أن تتغلب علي ضعف ميزانية الدفاع, بأفكار مبتكرة, وتدريبات عالية المستوي, ناهيك عن رفع كفاءة الأسلحة والمعدات القتالية, والتسليح وفق التكنولوجية الراقية والمتطورة, التي توجت بتسجيل جيشنا المصري من أقوي الثلاثين جيشا علي مستوي العالم. ثانيا أن القوات المسلحة المصرية تعد واحدة من أكبر منجزات ثورة يوليو52, بسبب قدراتها وانتصاراتها العسكرية, ومؤهلات افرادها العالية, وامتلاكها تكنولوجيا متطورة, اضافة إلي اكتسابها شرف الولاء والانتماء للوطن, وسيظل التاريخ يذكر وقوف الجيش المصري خلف شعبه في جميع أزماته. ثالثا أن الجيش المصري يعتمد علي النظريات القتالية الحربية والعلم الحديث والتقدم التكنولوجي من خلال الأجهزة والاستطلاعات التقديرية, وفي هذا السياق لابد أن نتذكر الشهيد عبدالمنعم رياض الذي طور الجيش المصري, بالعلم الحديث, قبل الحرب بأربع سنوات, وهذا يؤكد أن جيش اليوم امتداد لجيش الأمس وأن جيل القوات المسلحة الحالي هو امتداد لجيل أكتوبر الذي تحمل وصبر ولم يخف ولم يهتز حتي عبر من الهزيمة إلي النصر. رابعا: أن القوات المسلحة المصرية, تمتلك شبكة دفاع جوي تعتمد علي أنظمة غربية وشرقية, أسطولها البحري والبري والجوي الأكبر والأكفأ افريقيا وشرق أوسطيا, وفي هذا السياق سجلت أحدث دراسة في مركز الاحصاءات الأمريكية, تفوق الجيش المصري علي الجيش الاسرائيلي في الأفراد والمعدات والكفاءة القتالية, حيث يحرص جيش مصر دائما علي تعزيز قدراته ورفع كفاءاته وعقيدته القتالية. خامسا أن مصادر تسليح الجيش المصري من الصين وفرنسا وإيطاليا وروسيا ودول أخري, أما التسليح الامريكي بنسبة25% فقط, ومصر لم تعتمد علي دولة واحدة فقط في التسليح, فضلا عن أن مصر بها قلعة صناعية حربية, ومراكز تميز متطورة تمكنها من حرية الحركة وعدم الاعتماد علي أحد. سادسا أن قوة الجيش المصري تكمن في اتحاده علي قلب رحل واحد, وهو الجيش الذي لم يعتمد علي المرتزقة الأجانب, يامن تتطاولوون علي رموزه بالشعارات المنطوقة والمكتوبة, بل هو من الشعب وإلي الشعب المصري, أضافة إلي المتقاعدين ممن يقدمون استشارات عسكرية ويدرسون في الكليات, خاصة أن معظم القادة العسكريين السابقين والحاليين حصلوا علي دورات تدريبة خارجية في الكفاءة القتالية, وقد وصف اللواء خلف ابناء القوات المسلحة بالمثابرة والقوة والشجاعة, وهم منصهرون في بوتقة واحدة, فالمسلم مع المسيحي, وابن الغفير مع ابن الوزير والغني مع الفقير, وهم جميعا من أبناء الشعب والأرض الطيبة تجمعهم الصداقة والمحبة والاتفاق علي حب الوطن, ويخرجون أحسن ماعندهم كمصريين. سابعا أن القيادة العامة الحالية للقوات المسلحة منذ توليها المسئولية, وقبل ذلك أيضا( أثناء قيادة المشير السيسي للجيش), حريصة علي رفع الكفاءة القتالية الحديثة, لأحد تشكيلات الجيش الثاني, والجيش الثالث الميداني, في إطار الخطة السنوية للتدريب القتالي للتشكيلات, من حيث التسلح, وفق أحدث النظم القتالية, فضلا عن مصنع الرجال, وهم الصاعقة, وتدريبها وكفاءتها القتالية, ودورها في محاربة الإرهاب, علي مستوي الجبهة الداخلية. ثامنا أن القوات المسلحة لها دور في وقت الحرب, وهو حماية حدود الدولة مع دول الجوار, وحماية الشرعية الدستورية وتستكمل مهامها, واختصاصاتها في وقت السلم, في الحفاظ علي الاستعداد القتالي, والكفاءة القتالية, والتصدي بحزم لكل من يهدد أمن استقرار مصر. وختاما: علي المعلمين في مدارسنا الثانوية المصرية, وعلي أساتذة الجامعات في جامعاتنا الخاصة والحكومية, وضحوا الحقائق واشرحوا, وصححوا المفاهيم المغلوطة لبعض الطلاب, عن قواتنا المسلحة الوطنية ذات الثوابت الأخلاقية, قولوا لهم, إن قواتنا المسلحة لم تقتل أي مواطن مصري مدني بريء, أثناء مداهمتها الأوكار الإرهابية, وفي هذا السياق قال الرئيس السيسي: إننا نستطيع القضاء علي الارهاب في سيناء في ساعات قليلة, ولكن مايمنعنا الحفاظ علي المدنيين الأبرياء. كونوا قدوة لهم, في الاعتزاز بالعسكرية المصرية العريقة, وبرجال مازالوا حتي كتابة هذه السطور, يضحون بدمائهم وأرواحهم فداء لمصر.