سأتحدث عن نفسي. ولن أتحدث بالنيابة عن أحد و لن أدعو أحداً للقناعة بما أقول فكل له رأيه وقناعاته. فضلاً عن قناعتى الشخصية الراسخة فى تولى رجل عسكرى من المؤسسة العسكرية المصرية صاحبة المثل الحى فى الضبط والربط والحزم والتنظيم والإدارة وهذا هو ما تحتاجه مصر لتقف على قدميها مرة ثانية. فبعد أربعين شهراً من التعطل عن العمل والإنتاج والاستثمار والتنمية. أربعون شهراً قضت على الأخضر واليابس فى بر «مصر». وأربعون شهراً قضت على الاحتياطى النقدى من العملة الأجنبية. وأربعون شهراً خفضت القيمة النقدية الحقيقية للجنيه المصرى بين عملات العالم. وأربعون شهراً قضت على الغطاء النقدى لتنفيذ الخطط المستقبلية لمصلحة أجيال «مصر» القادمة. بعد أربعين شهراً عجافا «مصر» تحتاج إلى الدعم النقدى الفورى حالاً دون إبطاء لضمان تعويض كل ما حدث. وضمان توافر السيولة المالية اللازمة لإنقاذ ما هو آت. ولا تحتاج إلى «أحلام» مشاريع ستؤتى ثمارها بعد سنوات طوال من اليوم. هذا إن تحققت أصلاً. المملكة العربية السعودية «قائدة» دول الخليج و من ورائها كل دول البترول العربى أعلنت عن أنها تنتظر صراحة فوز المشير «السيسي» لتضخ فوراً كل مليارات الدولارات التى تحتاجها الشقيقة «مصر» حتى تستعيد توازنها مرة أخرى فى أقل فترة زمنية ممكنة. وذلك هو المتوقع من أخ شقيق صاحب نخوة عربية أصيلة. وحتى لا يتاجر أحد بكرامتكم وعزة نفوسكم فيدعى أن السيسى «هيشحت» عليكم. ليكن فى معلومكم شعب «مصر» أن كل مواطن عربى فى الخليج له قدر الذكاء والحصافة ليعرف ويدرك أنه: لا يوجد بيت عربى فى الخليج لم يشيد إلا و كان عرق العامل المصرى على كل طوبة فيه. ولا يوجد شقيق عربى فى الخليج لم يسهم فى تنشئته وتعليمه وتلقينه الحرف قدر المدرس المصري. ولا أسهم فى علاجه ورعايته الصحية قدر الطبيب المصري. ولا أسهم فى الدفاع الحربى عنه قدر الجندى المصرى ليحفظ كيان وجوده كمواطن يتمتع بجنسية دولة كادت أن تزول بالاجتياح من فوق خريطة العالم. وآخرها حرب الخليج التى حمت كل دول الخليج العربى ومواطنيها من خطر الزوال. كلمة العامية المصرية الجميلة.. فيا من تجد فى نفسك إمكانات خارقة لتولى قيادة مصر.. ما تفتحش صدرك قوى بالوعود والأمانى على شعب مش هاتعرف توكله بعد أسبوع واحد من سكنك قصر عابدين. وأخيراً من فضلك لا تحاول أن تقنعنى بوجود بلد عدو أزلى تاريخى عن يمينك حلمه إنشاء دولة رفعت شعاراً لها من قديم الأزل «من النيل إلى الفرات هذه أرضك يا إسرائيل». وبلد مضطرب متخبط عن يسارك يمكن أن تحتله قوات أجنبية فى أى وقت بأى حجة واهية و يتم استصدار قرار رسمى من هيئة الأمم بذلك. وبلد دائم الانقسام على نفسه عن جنوبك وحتى الآن انقسم إلى بلدين اثنين فقط و أتوقع المزيد. ومياه دولية مفتوحة فى شمالك جاهزة لاستقبال أى أسطول لأى دولة يمكن أن توجه مدافع سفنها نحو مصر. وألا يكون لمصر قائد عسكرى بدرجة رئيس جمهورية. مصر فى حالة حرب. ولهذا فمن أجل «مصر» . وشعب «مصر» ومستقبل أجيال «مصر».. سأنتخب السيسى. فى حديث المشير، المشير لم يقدم نفسه للمجتمع، المشير كشف الإعلام للمجتمع. قد كانت فعلاً أسئلة الحوار من مذيعين. لكن «إدارة الحوار» كانت من المشير. ينهى إجاباته ويستكملها وقت ما يريد. ومن أساسيات فن الحوار الإعلامى المفيد للمشاهد والذى يثرى مشاهدته لأى برنامج أن يتعلم مقدم أو مذيع البرنامج كيف يتحاور مع ضيفه حتى يستفيد المشاهد من علم وخبرة الضيف و«يطلع» بنتيجة من حلقة البرنامج. وأن تكون له الأولوية دائماً فى إدارة دفة الحوار حتى لا يهرب منه الضيف إلى أى إتجاه آخر لا يريده المذيع ، أو بالتعبير الإنجليزىHow to control your guest لكن ما حدث بالفعل فى حلقة المشير أن الguest هو الذىcontrol المقدم أو المذيع . وعموماً كل الشكر للأستاذ السيسى أن كشف مستوى الأداء المهنى لإعلاميين احتلوا أدمغة الشعب لسنوات وسنوات، كسبوا فيها الملايين وأجهلوا الشعب لسنين.