شكوك في بيانات الصحة.. "الصحة": انتهاء صلاحية "التاميفلو" شائعات "الأطباء": الصحة تصدر بيانات غير علمية.. والوفيات تتعدى ال 10% "الصيادلة": العقار الموجود بالوزارة منتهي الصلاحية أصحاب صيدليات: سعر المصل وصل 500 جنيه والمدعم ب 45 جنيهًا في ظل حالة التوتر والفزع السائده بين المواطنين خلال الآونه الأخيرة، بسبب الزيادة المستمرة في أعداد الوفيات والإصابات بمرض أنفلونزا الخنازير "H1N1"، التي بلغت إلى 44 حالة وفاة و342 مُصاب من ديسمبر الماضي حتى الآن، وحتى كتابة التقرير، الأمر الذي جعل وزارة الصحة تعلن حالة الطوارئ، لمواجهة الفيروس الموسمي المنتشر بين المواطنين والذي يمثل خطورة على حياة المصريين. وأصدرت الوزراة بيانًا ببروتوكول العلاج المعتمد منها بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية من عام 2009 لعلاج حالات الأنفلونزا الموسمية "H1N1"، وهو "التاميفلو" الذي نصحت الوزارة بإعطاءه للمريض حال الإصابة بالفيروس، لكن سرعان ما أحاطت الشبهات حول صلاحية هذا العقار، بسبب مد صلاحية هذا العقار لمدة 7 سنوات دون إجراء أي دراسات أو أبحاث تثبت صلاحية تناوله أم لا، واتهمت بأنها تخفي الأعداد الحقيقة للإصابات والوفيات بالفيروس. سرعان ما بادرت الوزارة بالدفاع عن نفسها، ونفت تلك الاتهامات الموجهة إليها، مبررة بذلك أن العقار معتمد من قبل منظمة الصحة العالمية وهيئة صناعة الدواء الأميريكية. وهو ما آثار العديد من التساؤولات لدى المختصين، " إذا كان العقار صلاحًا فلما تزداد أعداد الوفيات بين مرضى وأطباء؟". في ضوء الأعداء المتزايدة في الوفيات والإصابات ووفاة أطباء في ظروف غامضة خلال تأدية عملهم، أكد الدكتور خالد سمير، أمين صندوق نقابة أطباء مصر، بأن الأطباء الذين وافتهم المنية خلال تأدية عملهم، كان سببه فيروس أنفلونزا الخنازير، ولكننا لم نكن نعلم سابقًا، مُشيرا إلى أنه لم تجرى تحاليل لهؤلاء الأطباء قبل وفاتهم، ولكن المسار الإكلينكي للمرض يُشير بذلك حيث أنه لايوجد مريض يُصاب بإلتهاب رئوي لمدة ثلاثة أو أربعة أيام ثم يموت. وأضاف سمير، خلال تصريح خاص ل"المشهد"، أن وزارة الصحة ليست صريحة مع نفسها ولا مع المواطنين وأنها تتظاهر بأنها تعمل وهي لا تعمل، فيجب عليها أن لا تنُكر خطورة الموقف ولا تخدع المواطنين. وأشار أمين صندوق نقابة الأطباء، إلى أن الطب الوقائي بالوزارة دوره الأساسي هو توعية المواطنين على كيفية تجنب الإصابة بالفيروسات الشتوية القاتلة ولا تنتظر أن ينتشر المرض ونفقد المئات من المواطنين بسبب "وزارة نايمة"، على حد وصفه. وحول البيانات التي تصدرها الوزارة بشأن أعداد الوفيات والإصابات بالفيروس، أتهم أمين صندوق نقابة الأطباء، الوزارة بأنها تصدر بيانات ليس لها علاقة بالعلم، قائلا: "نسبة الوفيات تتعدى ال 10% بكثير وإذا كانت الوزارة أعلنت عن عدد الوفيات فمن الطبيعي طبقًا للكلام العلمي أن تصل الإصابات لحوالي 5 آلاف إصابة"، على حد قوله، مُشيرا إلى أن كندا متخذة كل الإجراءات ضد الفيروس وتوفي لديها 126 شخصًا. وقال إن كل طبيب يموت يقابله 50 مريض في المقابل، مُضيفًا أنه من مصلحة وزارة الصحة أن تُخفي الأعداد الحقيقة، مُطالبًا الوزارة بعمل إجراءات وقائية لمنع انتشار المرض. وحول مد صلاحية عقار التاميلفو المستخدم لعلاج الفيروس إلى 7 سنوات، أكد الدكتور محمد سعودي وكيل النقابة العامة للصيادلة، أنه تم مد صلاحية عقار التاميفلو والذي انتهت صلاحيته عام 2009 إلى 7 سنوات وذلك على فترات متعاقبة بدون عمل دراسات ثبات معلنة برقم تشغيله محدده. وشدد سعودى، خلال بيان صحفي رسمي صدر عن نقابة الصيادلة، على أنه لا يمكن مقارنة توظيف العقار في أمريكا بمصر لأن ظروف الحفظ مختلفة تماماً فمستشفيات وزارة الصحة تقوم بتخزين الأدوية في أماكن سيئة للغاية. وفى سياق متصل، قال سعودي إن عقار التامينول شراب المصري انتهت صلاحيته من عام وتم مد فترة الصلاحية حتى فبراير 2014، مشدداً على ضرورة إيقاف استعماله وتوزيعه. وأوضح أن لدى النقابة ما يثبت أنه تم إصدار تعليمات بصرف هذا الدواء حتى انتهاء شهر فبراير الحالي وهو ما يعد مخالفة لقواعد الحفاظ على صحة المريض المصري ،فالدواء يستعمل على شكل شراب للأطفال وكبار السن عند عدم قدرتهم على تناول الأقراص والكبسولات وهم فئة ضعيفة ويستلزم التعامل معها بكل حرص. وقال سعودي، في تصريحات صحفية، إن عقار التاميفلو الموجود بوزارة الصحة منتهي الصلاحية، مُضيفًا أن التاميفلو الذي يباع في الصيدليات الآن مهرب من سويسراوأمريكا وسعر العلبة يبلغ 800 جنيه. وخرجت وزارة الصحة على لسان متحدثها الرسمي الدكتور أحمد كامل، المستشار الإعلامي للوزارة، لينفي ما تردد عن انتهاء فاعلية عقار "التاميفلو" الخاص بعلاج فيروس إنفلونزا"H1N1" ويصفها بأنها شائعات ليس لها أساس من الحقيقة. وقال المستشار الإعلامى للوزارة إن شركة "روش" العالمية الوحيدة المالكة لعقار "التاميفلو"، والتي قامت بتجديد المادة الفعالة بالعقار لمدة 7 سنوات بدأت من 2009 وحتى 2016، مؤكدًا أن منظمة الصحة العالمية وهيئة صناعة الدواء الأمريكية اعتمدت العقار بعد تجديد المادة الفعالة به. وأضاف كامل، ل"المشهد" أن الوزارة لديها مخزون كاف من عقار التاميفلوا، مشيرا إلى أن هناك نوعين للعقار وهو عقار التاميفلوا الشراب وآخر كبسول، لافتا إلى أنه بالنسبة للكبسول فسيتم انتهاء صلاحيته فى 2016 ، اما بالنسبة للشراب فستنتهى صلاحيته نهاية الشهر الحالى وحتى انتهاء الصلاحية فانه يتم تداوله بالمستشفيات ومع نهاية الشهر الحالى سيتم سحبه من المستشفيات حتى يتم إعدامه مركزيا، مؤكده أن الوزارة أرسلت إلى المستشفيات بكافة المحافظات لبيان احتياجاتها من العقار لتوفيرها. وقال إن مخازن وزارة الصحة تضم 30 مليون مصل مضاد لإنفلونزا الخنازير "التاميفلو"، مطالبًا الأطباء بطلب الأمصال للعلاج، مؤكدًا أن كل من يعاني أعراض إنفلونزا الخنازير سيجد علاجه في المستشفيات مجانا، مشيرًا أن الوزارة تمتلك مادة خام لإنتاج مضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير تكفي لمليون و300 ألف جرعة. البحث جارى عن "المصل" قالت صيدلية" سالم " بالدقي أن مصل الإنفلونزا الموسمية المعروف بإنفلونزا الخنازير غير متوافر لديهم كما أنه غير متوافر لدى الموزعين مما يعيق حصول المواطنين عليه وذلك لوجود عدد كبير يأتي كل فترة يسأل على المصل راغبًا فيه. من جانبه قال مايكل، صيدلي بصيدلية "شكري"، أن المصل غير موجود وقد حاولت الصيدلية مرارًا وتكرارًا الحصول عليه لكنه غير متوفر لدى الموزعين، وأشار أن ثمنه مرتفع كما تأتي إليه حالات كثيرة تطلبه لكنه غير متوافر لديه رغم تعامله مع كافة شركات التوزيع مؤكدًا أن هذا الفيروس متطور وليس له دواء سوى مصل"التاميفلو". في السياق ذاته قالت صيدلية "نايل سنتر " بالدقي أن المصل متوافر لديها بسعر 500 جنيه، كما أنه متوافر لدى صيدلية الإسعاف لكنه مدعم بسعر 45 جنيهًا، والفرق أنه مدعم بالصيدليات الحكومية وغير مدعم بالصيدليات الأخرى مما يجعله باهظ الثمن . كما أكدت صيدلية "محمد" بمنطقة فيصل أن المصل غير متوافر لديهم بسبب عدم حصولهم على ترخيص، مشيرة إلى وجود عدد كبير جدًا من المواطنين يسألون على المصل يوميًا كما تأتي إليهم حالات مصابة لكنهم سرعان ما يذهبون إلى المستشفيات الحكومية، وأضافت "المصل موجود في المستشفيات الحكومية بدعم، وفي أي مكان تاني بسعر 350 جنيها"، كما دعت الصيدلية المواطنين بالوقاية من الفيرس لان بدايته كبداية البرد ثم يتحول بأعتباره احد الفيروسات المتحولة. في حين أعربت صيدلية الدكتور "مصطفى " بفيصل أن المصل كان متوافرا منذ فترة لديها موضحة أنه عبارة عن كبسولات، كما أضافت أن كثيرًا من المواطنين يطلبون المصل لكن سعره يعتبر أزمة حقيقية لهم و أنه متوافر لدى الصيدليات الحكومية بدعم مؤكدًا أن على وزارة الصحة تدعيم المصل بطرقها الخاصة.