حالة من الذعر أثارتها اللحوم الفاسدة التي انتشرت بمدينة الطالبات ببولاق الدكرور التابعة لجامعة القاهرة، والتي تم خلالها إحراق 160 كيلو لحوم فاسدة داخل الحرم الجامعي دون إبلاغ السلطات. وفي جولة ل "المشهد" داخل المدينة الجامعية، والتي التقت خلالها عدد منهم، كشفت الطالبات عن أن تلك الواقعة كان لها أثرها البالغ على الطالبات بالمدينة، حيث سافر الكثير منهن إلى بلادهم، والذين يبعد محل إقامة معظمهن عن القاهرة، فيما قضت أخريات أيامها في المدينة، مضربين عن الطعام لا يأكلن سوى من الخارج. اللحمة الفاسدة جعلتنا لا نثق في المدينة الجامعية في البداية، تقول ندا سعيد طالبة في الفرقة الرابعة كلية الإعلام بمدينة الطالبات أن تلك الواقعة أثرت عليها جدًا، مشيرة إلى أنها أنفقت كل أموالها لتشتري الطعام من الخارج، حيث أثار هذا الأمر ذعرها، فهى لم تعد تثق في كل ما يقدمه المطعم من وجبات وتلك الظروف أجبرتها على السفر مبكرًا على غير عادتها. وتضيف أن اللحمة الفاسدة جعلتهم لا يثقوا في المدينة الجامعية. بينما تقول منى عبد الحميد طالبة بالمدينة الجامعية، أن تلك الأزمة سببت لها الكثير من المشكلات، فهي كما قالت لم يعد لديها المال الكافي لشراء الوجبات الخارجية كما أن وجبات المدينة كانت تصيبها بألم في معدتها جعلها لا تستطيع النوم ليلاً، والآن لم تعد تقترب من المطعم بسبب تلك الحادثة. أما نهاد ياسر طالبة بالفرقة الرابعة اقتصاد وعلوم سياسية، فهي من محافظة بعيدة ويصعب عليها السفر يوميًا، وتقول أن والديها قلقون عليها أشد القلق وأنها أصيبت بالتقيؤ حينما شاهدت منظر اللحمة، معربة عن استنكارها للإهمال الذي يحدث في المدينة من سوء معاملة وفساد دون أي مسئولية. وتشير إلى أنه لا يكفي إقالة المسئولين والتحقيق معهم، فلابد من أن ينالوا جزاؤهم. وأعربت عائشة محمد طالبة في الفرقة الثانية علاج طبيعي، عن استيائها من سوء المعاملة والإدارة الحالية في المدينة وأكدت أنها منذ الأربعاء الماضي وهى لم تأكل شيئًا في المدينة الجامعية. تيرانة : أنا لست مسئول عن ما حدث والخطأ من المورد من جانبه يقول اللواء طارق تيرانه المدير السابق للمدن الجامعية، والذي قدم استقالته منذ يومين، في تصريحات خاصة ل "المشهد" أن هناك فوضى تلك الأيام ليس في المدن الجامعية فقط بل في مصر بأكملها، نافيًا مسئوليته عن فساد اللحوم، حيث أن المورد هو المسئول عن ذلك.. ويضيف أن المدينة تستلم منه اللحوم في صناديق عليها رقم الصلاحية ويتم وضعها في ثلاجات المدينة، مشيرًا إلى أن تلك المسئولية تقع على جهاز الدولة بأكمله، حيث أن تلك اللحوم مستوردة من البرازيل وسويسرا ويتم توزيعها ليس فقط في المدن الجامعية بل في كل بيوت المصريين. فيما يؤكد عز السعودي المدير القائم بأعمال المدن الجامعية، خلفًا لتيرانه، ل "المشهد" أن تلك الظروف صعبة لكل العاملين في المدن الجامعية، حيث لم يأتِ منهم الكثيرون منذ تلك الواقعة وذلك خوفًا من الطلبة والمظاهرات المستمرة والتهديد المستمر بالقبض عليهم. ويوضح أن هناك تحقيقات مستمرة مع مسئولي المطعم بمدينة الرعاية، قائلاً أن المدينة اللحوم المجمدة ترد إلى المدينة في صناديق مدون عليها تاريخ الصلاحية ويتم تخزينها في ثلاجات ملك للمورد داخل المدينة وتخرج اللحوم في اليوم المخصص لإعداده للطلبة من الثلاجة عن طريق طبيب بيطري في المدينة للكشف إذا كان هناك بها عيوب. ويضيف أنه، في الأربعاء الماضي، كشف الطبيب المختص أن اللحوم غير صالحة، وقام بكتابة مذكرة، إلا أنها لم تحول للإجراءات الرسمية لإتلاف اللحوم، وهذا الخطأ الذي وقعت فيه المدينة بأنها لم تكتب رسميًا طلب إتلاف اللحوم عبر الفنيك والجاز بل قاموا بإعدامها خلف مطعم المدينة. ويشير إلى أنه لم يتم تقديم اللحوم في الوجبات إلى الطلبة، لحين تحليل عينة من اللحوم والفراخ لإثبات صحتها أولاً، ثم بعد ذلك ستقدم للطلبة. وذكر السعودي أنه بعد تلك الحادثة، قدم اللواء طارق تيرانه، إستقالته والتي لم تعتمد رسميًا، كما قدمت وفاء إسماعيل مديرة مدينة الرعاية طلب بنقلها إلى مدينة أخرى ولم يعتمد الطلب رسميًا أيضًا ومن المقرر أن تأتِ النائبة سلوى سليم خلفًا لها.