لحوم تلقى من شرفات المطعم، أدخنة تتصاعد من آثار حرق اللحوم، استبدال وجبة "الكفتة" بالفراخ، تصاحبها أصوات استغاثة من طالبات المدينة الجامعية ببولاق الدكرور، وتقتحم شرطة قسم بولاق الدكرور المدينة بعد اشتباكات مع الأمن لمشاهدة ما يحدث، هكذا وصفت سارة أشرف، طالبة الفرقة الرابعة بكلية الآداب وإحدى طالبات المدينة الجامعية، ما حدث مساء أمس ل "الوطن". "وجدنا أشخاصا لا نعرفهم تقتحم سور المدينة وشباب المدينة الجامعية يكونون درعًا بشريًا أمامها، حتى وصول وزير التموين"، وتابعت سارة: "أمرنا دكتور باسم عودة، وزير التموين، بخفض أصواتنا بعد أن تعالت الهتافات المضادة لإدارة المدينة الجامعية، وذهب إلى المطعم بصحبة مفتش تموين، ومفتش من وزارة الصحة، وضباط من قسم بولاق الدكرور، حيث وجدوا وراءه غرفة مليئة باللحم المتعفن، مؤكدة أن وزير التموين انزعج من عمال المدينة الذين حرقوا اللحوم دون عمل محضر إثبات حالة، وذلك بعد أن أمر الوزير بفتح العربة التي اقتحمت المدينة، دون أن يعرف الطلاب لمَن هذه العربة، ووجدها فارغة، وأن مفتش الصحة ذهب إلى الثلاجات ووجد الفراخ المجمدة فاسدة لوضعها في درجة حرارة أقل من الطبيعي. ومن جانبه، أكد اللواء طارق تيرانة، مدير عام المدن الجامعية لجامعة القاهرة، أنه كان من المقرر أن تصرف أمس وجبة لحوم لطالبات المدينة الجامعية، على أن تكون في صورة "كباب حلة" أو "كفتة"، مؤكدًا أن لجنة الاستلام أثناء فحصها للحوم الواردة للمدينة في التاسعة صباح أمس 10 أبريل وجدت أن اللحمة غير مطابقة للمواصفات، وبالتالي تم عمل محضر، حيث تكونت لجنة الاستلام من مسؤول تغذية وطبيبين طب بيطري، بالإضافة إلى اثنين من مشرفي الإسكان، ومندوب من شركة "الباشا" لتوريدات اللحوم المجمدة، وهي الشركة التي تتعامل معها المدن الجامعية. وتابع تيرانة أنه فور تحرير المحضر تم إعدام اللحمة الفاسدة بوضيع كيروسين وفينيك، ثم وضعت بالمزراب، وهو المكان المخصص لضم مخلفات التغذية والمطعم، وتم توقيع غرامة عدم مطابقة مواصفات، وغرامة عدم تخزين على المورد، وتم صرف وجبة دجاج مجمد بدلاً من وجبة اللحمة الفاسدة، مؤكدًا أن ثلاجات اللحوم والدجاج مطابقة للمواصفات وهي أن تكون درجة حرارتها 18 تحت الصفر، حيث يستأجر المورد ثلاجة التجميد من المدن نظير 1% من المصروفات، ويتم صرفها للطالبات طبقًا للمنتج. وأشار طارق تيرانة إلى أن سبب المشكلة الأساسي هو إشعال كهربائي ولحام من عمال المدينة الجامعية النيران في اللحوم التي تم إعدامها، بحسن نية منه حتى لا يأخذها المورد ويوزعها على أناس آخرين فتتسبب في حالات تسمم، على حسب قوله، وإثر إشعال النيران في اللحوم وتولد رائحة الأدخنة تجمهرت طالبات المدينة، ظنا منهن أن هذه هي اللحوم التي يتناولونها، مضيفًا أنه جاري التحقيق مع هؤلاء العمال. وأكد مدير عام المدن الجامعية بجامعة القاهرة أن بسبب تجمهر الطالبات وتظاهرهن بأصوات عالية مما ترتب على ذلك تدخل قسم بولاق الدكرور لاستطلاع الأمر، وحضور وزير التموين ومباحث التموين، وتم التحفظ على اللحوم المعدمة وعمل محضر بذلك في القسم، كما أمر الوزير بفتح جميع الثلاجات المستخدمة في حفظ الأغذية والتفتيش عليها وعلى أسلوب التخزين والنظافة، ووجدها بحالة جيدة، مؤكدًا أنه صباح اليوم الخميس 11 أبريل تم استدعاء مسؤول تغذية المدن وأعضاء لجنة الاستلام والمورد على النيابة العامة لسماع أقوالهم، مؤكدًا أن الأمر خرج من إطار إدارة جامعة القاهرة، مضيفًا أن السبب الأساسي وراء كل هذا هو خطأ العمال بحرق اللحوم قبل أن تأتي العربة الخاصة بالمورد لحمل اللحوم الفاسدة، وعندما أتت العربة تجمهرت الطالبات خوفًا من أن تكون حاملة للحوم فاسدة أخرى.