أكد حزب مصر القوية على أن مصر الثورة لن تقبل أي تدخل في شأنها الداخلي أو سياساتها الداخلية ، ويشدد الحزب على رفضه الكامل لأي إملاءات خارجية على سياستها الداخلية أو الخارجية. ورحب الحزب في بيان له اليوم السبت، بالاستثمار في مصر، موضحا أن هذه الاستثمارات لا بد أن تكون وفق أجندة وطنية وخطة اقتصادية إنتاجية واضحة ومعلنة، ووفق أولويات مصرية خالصة جاء ذلك خلال الرسالة السياسية التى أصدرها اليوم المكتب السياسي لحزب مصر القوية وكان نصها، أنه لم يكن اختيارهم لاستقلال القرار الوطني المصري كأحد الانحيازات الرئيسة لحزب مصر القوية مجرد اختيار حزبي، ولكنه كان إيمانا ثابتا بالثورة المصرية ومستهدفاتها، وواجبا نراه حتميا على أي كيان وطني مصري، وقناعة تامة بقدرة مصر وشعبها على القيادة لا التبعية. وأضاف إن "الاستقلال الوطني" لا يعني في نظرنا مغامرات هوجاء ولا خطابات رنانة، ولكنه يعني إرادة على تغيير معادلات القوة، وتخطيطا استراتيجيا لكسر أدوات الهيمنة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وتوسيعا في مسارات العلاقات الخارجية المبنية على المصالح المتبادلة خارج منظومة التبعية التي بنيت منذ زمن ليس بقريب ، واستعانة بالشعب في التنفيذ من خلال بناء توافق حقيقي وشفافية مطلقة وتقديم للمصلحة العامة على المصلحة الخاصة. وقال إن حال مصر بعد الثورة وحتى الآن يشير إلى أن القرار المصري ما زال تابعا لدوائر التأثير الخارجية سياسيا واقتصاديا وعسكريا، والأدلة على ذلك أكثر من أن تعد أو تحصى، ويكفي لضرب المثال زيارات جون ماكين وهيلاري كلينتون وجون كيري وكاترين أشتون لسياسيين مصريين - في السلطة وبعض قوى المعارضة - أملا في الرضا الأمريكي والأوروبي أو رغبة في الدعم أو حرصا على اتقاء الغضب. و اكتفاء السلطة الحالية في سد ثغرات واحتياجات الاقتصاد المصري بالحصول على قرض من صندوق النقد الدولي أو على بيع سندات للخزانة أو على منح من هنا أو هناك يؤكد أن أمر "الاستقلال الوطني" لا يشغل تلك السلطة من قريب أو بعيد، وأن كل ما يشغلها هو أمر بقائها في السلطة ولو كان ذلك على حساب الكرامة المصرية، أو على حساب المواطن المصري الذي سيدفع ثمن كل هذه الاستدانات ماليا وسياسيا في القريب العاجل. وجدد ترحيبه بالاستثمار في مصر، ولكن هذه الاستثمارات لا بد أن تكون وفق أجندة وطنية وخطة اقتصادية إنتاجية واضحة ومعلنة، ووفق أولويات مصرية خالصة، وإٍننا نرحب كذلك بدعم الأشقاء العرب على قاعدة من المصالح المتبادلة. وقال الحزب إن الحديث المتكرر عن مشروطية الدعم الأمريكي أو الأوروبي بتحقيق توافق وطني هو أمر مهين لمصر يتحمل وزره بالأساس الرئيس الذي تولى السلطة بتوافق تجمع على أرضيته وطنيون نحوا خلافاتهم الفكرية والسياسية جانبا وقت انتخابات الإعادة، ولكنه ضرب بهذا التوافق عرض الحائط بعد توليه السلطة، ثم يتحمل جزء من المسؤولية كل من يستدعى أو يقبل التدخل العسكري أو الأمريكي في الخلاف السياسي المصري. وأكد أن السبيل لرفعة مصر وتبوئها لمكانتها الطبيعية لن يكون إلا عبر استقلال القرار الوطني المصري وتخلصه من كل دوائر التأثير الخارجي، وأن ذلك لن يكون إلا عبر حالة التوافق التي عاشتها مصر أيام الثورة، وعبر الشفافية، وعبر زيادة تمكين الشعب المصري في صناعة قراره.