اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في خطاب ناري بمناسبة ذكرى الثورة الاسلامية، خصومه السياسيين بالتآمر لتزوير الانتخابات الرئاسية المقررة هذا الصيف، كما اتهم مسئولي النظام بالفساد، ليتوجه بالنقد إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، في هجوم لافت يهدد باندلاع صراع داخل نظام الحكم خلال الأسابيع التي تسبق توجه الإيرانيين إلى صناديق الاقتراع. وفي خطوة تعد الأولى من نوعها، أعلن أحمدي نجاد استعداده للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الاميركيين، متحديًا بذلك المرشد الأعلى الذي كان قد استبعد قبل أيام إجراء محادثات ثنائية مع الولاياتالمتحدة لحل النزاع مع الغرب بشأن برنامج إيران النووي. وقال نجاد موجها كلامه إلى واشنطن "إذا ابعدتم المسدس عن وجه الشعب الإيراني فانا نفسي سأدخل في محادثات معكم". وأوضح نجاد "من حق الشعب ان يختار الحكام ويجب ألا يظن أحد ان صوت الشعب مجرد قصاصة ورق؟ فنحن بحاجة إلى هذا الرأي الجماعي ويجب ألا يعتقد أحد انه صاحب القرار وليس الشعب". وختم نجاد بالتحذير من ان أي محاولة لعزله سيرد عليها بالكشف عن فضائح فساد على أعلى مستويات الحكم، وقاد سكوت خامنئي إزاء هذا التهديد مراقبين إلى التكهن بما يعرفه الرئيس الإيراني عن المرشد الأعلى، في حين توقع مراقبون آخرون إن خامنئي قرر الانتظار إلى أن تنتهي ولاية الرئيس يونيو القادم، للتعامل معه بعيدًا عن الأضواء، وعلق مسؤول إيراني "إن على أحمدي نجاد حين تنتهي ولايته ان يأخذ ماله ويرحل بعيدًا جدًا". وتأتي أقوال نجاد لتتحدى بشكل سافر مواقف خامنئي، سواء حول الموقف من امريكا او الانتخابات التي طالما حاول خامنئي إخماد أي حديث داخل النظام عن نزاهة الانتخابات الإيرانية، فكان تعليق المرشد الأعلى ان مثل هذا الكلام لا يخدم إلا العدو. جدير بالذكر، أن أحمدي نجاد نفسه فاز بولاية ثانية قبل اربع سنوات بسبب لجوء النظام إلى التزوير على نطاق واسع، ثم شن حملة شعواء على الاحتجاجات التي عمت إيران ضد نتيجة الانتخابات، وقتل خلال الحملة المئات بالإضافة لاعتقال الألاف، لكن العامان الاخيران شهدا صراعا مريرا على السلطة مع خامنئي أدى إلى شرخ داخل النظام اتسم بضراوة العداوات.