انقضي عام علي فراق ابراهيم اصلان "مالك الحزين" عن عالمنا في السابع من يناير عام 2012 و كأنه علم مسبقاً بمدي سوء ما ستقدمه هذه السنة لمصر فقرر ان يرحل حتي لا يعاني كما عاني باقي المصريين. إبراهيم أصلان ابن محافظة الغربية حيث ولد بها ثم نشأ وتربى في القاهرة وتحديدا في حى إمبابة والكيت كات، وقد ظل لهذين المكانين الحضور الأكبر والطاغى في كل أعماله بداية من مجموعته القصصية الأولى "بحيره المساء" مرورا بعمله وروايته الأشهر "مالك الحزين"، وحتى كتابه "حكايات فضل الله عثمان" وروايته "عصافير النيل". لا نستطيع ان نعزي تكوين أصلان الثقافي للتعليم فهو لم يتلق تعليما منتظما منذ الصغر، حيث التحق بالكتاب، ثم تنقل بين عدة مدارس حتى استقر في مدرسة لتعليم فنون السجاد لكنه تركها إلى الدراسة بمدرسة صناعية. لكن خبراته الحياتية و التحامه بالشارع المصري هما ما شكل وجدانه كمبدع حيث التحق إبراهيم أصلان في بداية حياته بهيئة البريد وعمل لفترة كبوسطجى ثم في إحدى المكاتب المخصصه للبريد وهي التجربة التي ألهمته مجموعته القصصية "وردية ليل". ربطته علاقة جيدة بالأديب الراحل يحيى حقي ولازمه حتى فترات حياته الأخيرة ونشر الكثير من الاعمال في مجلة "المجلة" التي كان حقى رئيس تحريرها في ذلك الوقت. لاقت أعماله القصصية ترحيبا كبيرا عندما نشرت في أواخر السيتينات وكان أولها مجموعة "بحيره المساء" وتوالت الأعمال بعد ذلك إلا أنها كانت شديدة الندرة، حتى كانت روايته "مالك الحزين" وهي أولى رواياته التي أدرجت ضمن أفضل مائة رواية في الأدب العربى وحققت له شهره أكبر بين الجمهور العادى وليس النخبة فقط .كما حصد أصلان العديد من الجوائز المحلية و العالمية من جامعة المنيا عن رواية "مالك الحزين" عام 1989 ثم جائزة الدولة التقديرية في الأداب عام 2003 و في عام 2005 حصل علي جائزة كفافيس والعديد من الجوائز الأخري.